كتبها : علاء القاضي – خبير تنمية بشرية الذي يريد الحياة صفوا لا يمتزجه كدر ، وسرورا لا يخالطه حزن ، وهناءا غير منقطع ، وسعادة لا تتوقف ؛ فليختر له دنيا أخرى أو ليذهب إلى كوكب آخر إن استطاع ...... إذ لا بد من هذا وذاك فى وقت واحد - التفاؤل يبعث فى النفس طاقات عظيمة وهو سر من أسرار الشخصية العظيمة والإرادة الفتية وإنشاء العزيمة الصادقة فالتفاؤل باختصار ............. هو الأمل وشتان بين شخص يحيا بالأمل وبين شخص بائس يائس من إشراقه أمل فى الغد فالإنسان لا يكون سعيدا فى هذه الدنيا بقدر ما له فيها من آمال وتفاءل وأحلام وقد أصاب هذا المعنى جون ماكسويل بقوله " عندما لا يكون هناك أمل فى المستقبل فحتما لن يكون هناك معنى للحاضر " - علينا أن نتفاءل لأن صاحب التفاؤل صاحب أمل كبير وصاحب الأمل الكبير دائما عالى الهمة ، واسع العطاء ، دءوب العمل . تفاءل حتى تعلم أن الهزيمة هنا قد تقابلها انتصار هناك واعلم يا صديقي أنه بإمكانك أن تجعل حياتك مليئة بالسرور والحبور فقط اجعل داخل عقلك مخزون من التفاؤل والإقدام على الحياة وهذا هو المعنى الذى أكده الشاعر ملتون من اكثر من 300 عام مضت وقد فقد بصره وهو يكرر ( بإمكان العقل أن يخلق وهو فى مكانه مقيم جحيما من الجنة ، أو نعيم من الجحيم ) - " تفاءلوا ولا تشاءموا " كلمتان ما أفضل معانيهما وما أعظم آثار إتباعهما إنهما بحق قانون حياة ومنهج مضمون للنجاح وإجتياز الصعوبات فضلا عن ذلك فهما من أقوال الحبيب – صلى الله عليه وسلم – معلم البشرية وقائد سفينة النجاة كن متفائلا تطيب لك الدنيا ؛ تتفجر ينابيعها تحت قدميك ، وتخرج كنوزها تبحث عنك ، وتظهر محاسنها أمام عينيك - علينا أن نتفائل لأن التشاؤم شر وحزن ، ونظرة خاطئة تحيطها الفشل واليأس والقنوط ومن يدرك حقيقة الدنيا سيسلم بأن التفاؤل ذخيرة لا غنى عنها فى غمار الحياة ودروبها ورحلتها الطويلة الشاقة لأن المتشاءم شخص متبرم ضجر ؛ يعشق الأحزان ، سلبى التفكير، فى فمه مرارة الفشل ، وصفحة ماضيه تزدحم بالأخطاء والنكثات ، وعقله ملئ بالذكريات السوداء ، ولسانه يحكى ويقص الاحباطات والكبوات العسل فى فمه أمر من الصبر ، والحرير فى يده دام كالشوك ، والدنيا فى ناظره أضيق من سم الخياط غفل عن حقيقة عظيمة وهى أن التجارب ليست سر المرض وإنما موقفه منها وإتجاهه الذهنى حيالها هما سر ما أصابه - إبدأ بنفسك يا صديقى ولا تلتفت إلى حزب أصحاب النظارة السوداء واعلم أن النظر بتفائل وإشراق أنفع لك كثيرا من التشاءم الذى يولد فى نفسك الضجر والسخط على حالك وظروفك وحياتك ويقذف بك إلى بؤرة الاحزان ويؤهلك إلى أمراض نفسية وعضوية ثق دائما بأن بعد الرحلة نهاية ، ولا تجعل مرارة ظروفك وقسوة حياتك وتبعات أخطائك تسوقك إلى بئر الاحزان والتشاءم واعلم أن بعد العسر يسرا .... ثم إن بعد العسر يسرا - وقد إتخذ " مونتان " الفيلسوف الفرنسى الكلمات التالية شعارا له فى الحياة " إن المرء لا تضيره الحوادث ، وإنما الذى يضيره حقا هو تقديره للحوادث ...... وتقديرنا للحوادث امر متروك لنا وحدنا " وتذكر أن التفاؤل هو الخيط الخفى الذى يدفعك للسعادة دفعا ، او يجذبها إليك جذبا إصطنع السعادة بالتفاؤل ... وسوف ترى أن من المحال أن تبقى كئيبا وأنت تصطنع السعادة ............ وليم جيمس