وجدتها حبيبة يانعة بريئة حالمة تعشق البحر ولا تخافه ولا تتوارى ان تلقى بنفسها فيه فهى واثقة تماماً أنه لن يؤذيها ولن تلطمها أمواجه منذ صباى وأنا أسمع ضحكاتها تتهادى مع أمواج البحر وتتناثر حولى فى شرفتى حيث مخدعى وموطنى الدائم عندما أردت أن ألعب مع الأولاد على الشط حيث تعالت ضحكاتهم وكادت تنشينى اصواتهم وتأتى إلى أحياناً بالكرة وألقفها وأسمع بعضهم يقول إنزل إلعب معانا إذا بى أطلب من أخى الصغير أن يدفع الكرسى لأنزل الشارع حيث الشط وألعب وأمرح معهم وكانوا يقذفون الكرة وأجرى بالكرسى وسطهم لأدفعها تارة وألقفها تارة آخرى وأندفع وكان كثيراً أحدهم يمنعنى من السقوط هاهم أصدقائى أما هى فيغادر المرح وجهها كلما رأتنى وتقف بعيداً ترقبنى ودموعها تتلألأ كحبات مطر ينادونها البنات ولا تسمعهم حتى يوم آخر من ايام الصيف الشديد الحراره طلبت من أخى ان يدفعنى إليها علنى أقترب وأعرف سبب بكائها فإذا بها تبتعد وتبتعد فى كل يوم أخرج لشرفتى على عجل لأنظر إلى البحر واستمتع بضحكاتها وفى أحد الأيام انظر فى كل إتجاه ولم أراها أبحث عنها بعيداً فلم ألمحها وفى شوق جارف إليها يحدثنى أخى الصغير عن بنت صغيرة فى عمر الزهور مريضة وتزورها أمى فتجد الطبيب يقول عنها صدمة نفسية وأتساءل من هى الطفلة وما سبب الصدمة ولكن اخى الصغير لايدرك معنى تساؤلى وأذهب الى أمى على عجلى علنى أجد استفسار فقلبى يحدثنى أنها هى ويدق قلبى حزناً وألماً عليها وأجد أمى لا تعرف السبب كل ما قالته لى ربنا يشفيها وانصرفت لأعمالها ولكنى لم أنصرف عن التفكير فى هذه البنت الرقراقة وجلست فى حيرة من أمرى _ وقد كنت صادقت أحد الأولاد ممن لعبت معهم فكان يزورنى كل يوم وجائنى وأنا فى هذه الحالة وبحت له بما فى قلبى من قلق وتوتر على البنت فأجابنى سأعود اليك بالخبر اليقين ولا أدرى ماذا سيفعل هذا الصديق فلا يعرف اسرتها ولا أحد منهم خصوصاً أنهم ليسوا مقيمين انما هم فقط متمتعون بالصيف فقط كل عام ويعود إلى بالخبر اليقين فكانت تبكى كلما رأتنى وتحلم أحلاماً مفزعة وتصحو من نومها وهى تردد لماذا ؟ لماذا؟ نمشى على قدمين وغيرنا لا يستطيع لماذا؟ نلعب ونمرح ونجرى ويوجد من هم لا يستطيعون بل محرومون من كل هذا لماذا؟ تجيبها أمها وهى تربت على كتفها انها ارادة الله الخالق الرازق ابنتى فتهدأ ولكن يعاودها من جديد الكابوس بعد أن ترانى وتبكى علمت آسفاً أننى السبب فقررت ألا أٍتسلم وكان قرار لا أحد يستطيع أن يتحمله فتحملته أنا وكان هذا القرار هو السفر لاجراء جراحه كان قد أقرها الطبيب ولكنه قال وقتها لا يعلم نجاحها الا الله تعالى فعزفت لأن الأمل غير مضمون وها أنا ذا أعود وأعلن قرارى ربما تعاطفاً مع مشاعر رقيقة كمشاعرها ربما راودنى الأمل من جديد من أجلها ولكن قررت أيضاً ان ألتقى بطفلتى الرقيقة فطلبت من أمى أن تأخذنى معها وهى فى زيارة الفتاة فوافقت دون أن تبدى أى إهتمام بالأمر رغم أنها لاتدرى السبب فذهبت مع أمى وألقيت سلامى وابتسمت ودعوت لها بالشفاء وأنا على عجلى على باب حجرتها وقلت لها أننى حزين من قلبى عليك فلماذا أنت تلازمين الفراش وتتألمين وغيرك مثلى يضحك ويمرح ومعافى وانطلقت بعجلى الى الخارج وفى اليوم التالى سمعت ضحكات بريئة فاتجهت إلى الشرفة فرأيتها تنادى على صحباتها ليلعبوا على الشاطىء وأشارت إلى بيدها ببارقة أمل تعالى امرح معنا لوحت اليها بيدى وتذكرت كيف ان براءتها ورقتها وصفاءها كان سببا فى زرع أمل من جديد فى حياتى ودخلت لأمى وأنا أردد لا داعى أبداً أن ننتظر المرح بل نسعى اليه هيا نستعد للسفر