أكتب إليك وجسدي لم تفارقه القشعريرة بعد قراءتي رسالة المسخ مرات ومرات.. فأنا أفكر في الكتابة اليك منذ اسبوعين واستشارتك بعدما شل عقلي عن التفكير, ولكني كنت دائما أتراجع إلي أن قرأت ما وصل إليه هذا المسخ وأصبت بالرعب من أن يصل أخي الأصغر.. الذي أحبه كولدي وأكثر.. الي ذلك. سيدي أنا فتاة في العشرين من عمري بإحدي كليات القمة والحمد لله, تتكون أسرتي من4 اخوة أنا أوسطهم وأم وأب منفصلين لأسباب مخجلة أدت الي انهيار صورة الأب والمثل والقدوة تماما أمامنا.. كنا أنا وأخي الأصغر مازلنا في مرحلة المراهقة فعانينا الأمرين من هذا الانفصال, خصوصا أخي المسخ الأصغر, بدأ أخي رحلته الشيطانية أيضا بسرقة الأموال من أمي وعندما يضبط كان في البداية يخجل أمامنا ثم بعد ذلك وصلت به البجاحة إلي قوله إن ذلك أمر عادي.. دي فلوسي وآخدها وقت ماحب لدرجة ان أهم مسئوليتنا الان هي كيف نخفي الفلوس عنه. وبقيت أنا وأخي مع أمي, نعيش أنا وهي في رعب دائم من مصيبة ستحدث بسبب أخي, فلقد كان يدخن في الخفاء ثم في العلن وكان يتأخر ويبيت بالخارج عدة أيام ثم يعود بمنظر غريب مريب وبأعين شديدة الاحمرار, ولاحق لنا في ان نعرف أين كان, وأمي شخصية صارمة بحكم انها الأم والأب وحاولنا معه كثيرا باللطف وبالنصح وبالضرب كثيرا وبالطرد وبالحبس وبمنحه الثقة وفشلنا. اخي الان أكمل عامه الأول في كلية لا أطيق أن أطلق عليها كلية فهي وآسفة للفظ أشبه بغرزة جامعية لا أعرف أين المسئولون فيها. منذ اسبوعين صدمت الصدمة الكبري حين جلست مع أخي للمرة الأولي منذ أكثر من6 سنوات جلسة فضفضة أخوية وإذا به لاأعرف كيف ولا لماذا أخذ يقول لي مصائب ومصائب ارتكبها, اعترف لي بأنه يدخن الحشيش اسبوعيا مع البلطجية حتي يكون بينه وبينهم عيش وملح لأنه كما يبرر لو وقع في مشكلة واتثبت يجد من يلحق به.. وعندما سألته ولماذا توقع نفسك في مشاكل خليك في حالك, تحداني وانا الجاهلة في عالم الرجال انه لايوجد شاب علي وجه الأرض يعيش في منطقة شعبية أو غير شعبية لا يتثبت, وأخبرني ان العالم كله في الخارج ماهم الا ذئاب, ولابد أن يصبح ذئبا مثلهم ليعيش, وأخبرني أيضا انه يشرب الخمور, والطامة الكبري عندما عرفت أن اخي.. طفلي الصغير.. يقيم علاقات محرمة بكل معني الكلمة وهو الذي لم يكمل ال18 من عمره.. سيدي لا أعرف كيف أكمل ولا كيف أصف ما حكاه لي عن بنات كليته من انعدام اخلاق ومبادئ, لقد أقسم لي ان نصفهن يرتكبن المعاصي وهن من يرغبن في ذلك بل ويحرضنه علي ذلك, والمصيبة العظمي هي عندما أخذ يصف لي المزارع التي توجد خلف كليتهم وشجر المانجو الذي ينام تحته العشرات من الشباب والفتيات, هكذا في الشارع بدون ساتر, فالذي يمر بجانبهم يراهم ولايخجلون من شيء.. أنا لا أصدق, أهذه التربية أم التعليم, لقد قال لي انت لاتعلمين شيئا عن العالم القذر الخارجي الذي لايترك متدينا ولا صاحب أخلاق ولا مبادئ في حاله. سيدي لقد اغتالت الدنيا براءة أخي.. لا أنكر مسئوليته الكاملة عن كل ما آل اليه حاله,.. سيدي علمت هذه المصائب منذ اسبوعين وظللت ساكتة حتي انهي امتحاناتي والآن انتهت وقلبي ينزف حسرة علي أخي.. وأنا الآن قاطعته تماما بعد آخر موقف اليم فعله منذ4 ايام في امتحاناتي عندما جاء بأصدقائه الي البيت في غياب أمي وأنا وحدي أذاكر في غرفتي وأسمع ضحكات مريبة مرعبة منهم وأموت من الرعب في كل دقيقة تمر, وإذا بالكهرباء تقطع فجأة فيزداد رعبي ولكني صدمت عندما سمعت أخي يكلم صديقا لهم آخر في المحمول, ويخبره حرفيا( انهم محتاجين اخضر) وهو الحشيس كما تعلمت منه حالا في شقتنا عشان( يظبط الدماغ) هو وأصحابه. حتي الآن لا أصدق ما سمعته.. لقد انهرت بالبكاء واتصلت بزوج اختي ليجيء ويخرج هذا المسخ من البيت فورا وخرج وخرج معه كل أمل بداخلي في أن يصلح حاله.. أخي فارق الصلاة تماما ولا حتي صلاة الجمعة. أمي لا تعرف شيئا, اختي وزوجها وخطيبي هم فقط يعلمون. أنا مصرة علي ان اخبرها ولكنهم يرفضون لانها لن تقدر علي ان تفعل شيئا, وستصاب بالأمراض فقط.. سيدي أنا سأتزوج قريبا جدا جدا, وأشعر بأني ارتكب جريمة في حق اخي ان أتركه هكذا وأرحل واترك الجمل بما حمل, المصيبة الأكبر والأكبر هي أن أمي أيضا سترحل وتغادر البيت قريبا لظروف اضطرارية, وسنتركه وحيدا في بيت كبير يمرح فيه هو وشياطينه بمنتهي الحرية.. سيدي لا أعلم ماذا أفعل, أخي انخرط في وسط حقير بكل معني الكلمة وهو ابن الدكتور والدكتورة وأخو الدكتورة.. لا أريد ان يجيء اليوم الذي أزور فيه اخي في السجن وهذا غير مستبعد اطلاقا... أو يجيء اليوم الذي أخجل فيه منه.. لا أستطيع ان أفرح مثل أي عروس ولا أعرف كيف يمكننا انقاذ اخي!.