توقع عدد من الدبلوماسيين وخبراء السياسية الدولية، أن موقف مصر من قطر كان فى مقدمة المباحثات القطريةالأمريكية خلال زيارة الأمير القطري تميم بن حمد الى أمريكا اول امس الثلاثاء. اعتبر الخبراء أن تلك الزيارة تنفيذاً لخطة الاتفاق القطري الامريكي لرسم سيطرة السياسة الامريكية على منطقة الشرق الاوسط، بالاضافة الى الاتفاق على كيفية محاربة الارهاب وفقًا لنظرية "تقليم الاظافر" من خلال الحل السلمى والتشاور مع اعضاء تلك الجماعات. وفى هذا الصدد.. قال السفير احمد القويسنى، مساعد وزير الخارجية الاسبق، أن زيارة الامير القطريلأمريكا جاءت على خلفية تنفيذ السياسة الامريكية فى التعامل مع الشرق الاوسط وفقا للاتساق القطري الأمريكي، مؤكدًا على ان قطر أداة لتنفيذ هدف أمريكا فى السيطرة على المنطقة باكملها، لاحتضانها أكبر قاعدة أمريكية. وأكد القويسنى، فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" ان امريكا تتبع سياسة "تقليم الأظافر أو قطع رأس الأفعى" فى تعاملها مع داعش والجماعات الارهابية حتى لا تمتد يد تلك الجماعات اليها، مؤكدًا ان هناك رؤية قاصرة على ان داعش أقيمت بمباركه امريكية لاعادة صياغة خريطة الشرق الاوسط، مشيرًا الى ان قطر تلعب دوراً فى هذه الخطة من خلال تمويلها لتلك الجماعات خاصة المتناحرة منها، مدللا على ذلك بأن جميع حلولهم لتلك القضية تقتصر على اعلانهم الحوار السلمى مع تلك الجماعات. وأردف القويسنى ان السياسة التى تتبعها امريكا، مرفوضة من جميع الدول العربية باستثناء قطر، التى تعد محور السياسة الامريكية بالمنطقة، مضيفًا ان رغبة الدول العربية تكمن فى القضاء على هذه الجماعات الارهابية التى استوطن اراضيها. واشار السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان المباحثات القطريةالامريكية بحثت الملفات كافة بما فى ذلك الملف الامنى القطري، بالاضافة الى اعلان اتفاقهم على مكافحة الارهاب، موضحًا ان تلك الزيارة تعد الاولى للامير تميم منذ توليه الامارة. واعتقد هريدى، ان امريكا ترغب فى مكافحة الارهاب عن طريق الائتلاف الدولي لمحاربة داعش وانها من تقرر توقيتات الضرب والحرب على الارهاب، مبينًا رغبة امريكا فى عدم وجود قوة موحدة لمحاربة الارهاب، معتقدًا ان ذلك هو السبب الرئيسي وراء اعتراضها على الضربة العسكرية المصرية لمقرات داعش. وبيّن مساعد وزير الخارجية الاسبق، ان قطر عضو فى الائتلاف الامريكى لمحاربة داعش مما يؤكد حرصها على توجيه الائتلاف لتلك الضربات. وأضاف هريدى ان الخلاف بين مصر وامريكا ناتج عن دعم مصر للحكومة الشرعية بليبيا، وهو الامر الذى ترفضه امريكأ، موضحًا ان قطروامريكا يعملان على عودة الاخوان للحكم فى ليبيا مرة اخرى من خلال مطالباتهم المستمرة بعمل حكومة وحدة وطنية حتى يكون للإخوان دور بها. فيما أوضح السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ان جميع الدول ترغب فى محاربة داعش والإرهاب مع اختلاف الطرق، مشيرًا الى ان امريكا توافق على الحل السياسي من خلال اجراء حوار ومفاوضات مع اعضاء تلك الجماعات لمحاولة السيطرة عليهم وتأمين الشعوب والدول من خطرهم. وأضاف بيومى ان مصر لجأت الى الحل العسكري، ووجهت ضربة عسكرية لمقرات داعش ردًا على قتل 21 مصرياً من أبنائها، موضحًا ان قطر تعاملت فى هذا الموضوع بطريقة خسيسة الا انه يجب ألا ننصب العداء معها لان العرب فى النهية اشقاء، مؤكدًا على صحة الحلين المقترحين لمواجهة الارهاب سواء كان الحل السياسي او العسكري.