مازالت قناة «الجزيرة» القطرية العميلة الموالية لتنظيم الإخوان الإرهابى، تنفذ دورها المنوطة به بكل خسة وعمالة، منتهجة السياسات التحريضية ضد الدولة المصرية، وما حدث من تغطية ورصد من «الجزيرة ميتر» للعملية الإرهابية الأخيرة فى سيناء بداية من نشر فيديو للحظة الانفجار يؤكد أنها على صلة بالمنفذين لذلك العمل الخسيس، إلى جانب أن مذيعها ومنهم للأسف مصريون لم يذكروا كلمة شهيد على ضحايا من جنودنا البواسل بل ينعتونهم بكلمة قتيل؛ إلى جانب التحريض المستمر ضد المؤسسة العسكرية من خلال استغلال الهجمات الإرهابية التى طالت مواقع عسكرية فى سيناء وترويجها أن الجيش المصرى فشل فى مواجهة الإرهاب وإيهام المشاهد أن سيناء سقطت بالكامل فى الإرهاب. وحرصت القناة خلال الساعات الماضية على عرض فيديوهات لاستهداف دوريات الأمن فى سيناء التى كانت بثتها مواقع «أنصار بيت المقدس» إلى جانب تصوير العمليات التى قامت بها قوات الأمن فى مداهمة بؤر الإرهاب واستهداف مواقعهم على أساس أنه هذا هو تعامل الجيش مع أهالى سيناء، مخالفة الحقيقة تماماً... والسؤال لماذا ننسى أن مكتب الأمير «القطري» هو الممول الحملة الانتخابية ل«الإخوان» وبعض الجماعات السلفية في مصر وهو ما أثبتته مصر سابقا عندما أوقفت عملاء «قطريين» يحملون حقائب مالية بقيمة 100 مليون دولار، ويقومون بتمويل منظمات «إخوانية» ووهابية مصرية. فهل الدور سيتم تعديله بين ليلة وضحاها؛ هل يعقل أن تلك القناة التى قامت بما يشبه الاحتفال بوفاة الملك عبدالله من منطلق دعمه لمصر مدعية أن مصر ستعانى الأمرين مع قدوم الملك سلمان لأنه كان من داعمى استمرار المعزول فى الحكم. هذه القناة العميلة هي من بين أولى القنوات العربية التي دعمت حكومة حماس في غزة، فتسببت في تقسيم الصف الفلسطيني وإضعافه، كما ضخمت معاناة الشعب في غزة وأوحت للعالم بأن الغزاويين يتعرضون للموت البطيء، وهذا طبعا تطبيق حرفي لمخططات بني صهيون والماسونية.. هذه القناة العميلة أداة رئيسية في مخطط حكماء بني صهيون، كيف لا وهي من كانت تروج لأفكار الإخوان المسلمين وتدافع عنهم وتطبق تعاليمهم بدقة، وبالأخص بند (مواجهة عدو الداخل قبل مواجهة عدو الخارج)، فساعد انتقال الإخوان من السجون إلى كرسي الرئاسة، ووصول الإسلاميين للحكم كان حلماً من أحلام الصهيونية... هذه القناة تمارس تمثيلية مدروسة ومخططا لها... وفى الواقع ان الجزيرة منذ نشأتها وإلى الآن تنفذ مخطط منشئيها ديفد وجان فرايدمان، فالهدف كان خلق مجال يستطيع ان يتحاور عبره الصهاينة والعرب بحرية ويتبادلون النقاشات ويتعرفون على بعضهم الآخر، باعتبار ان حالة العداء والحرب تمنع مثل هذا وبالتالي تقضي على الأمل بالسلام. ولقد وضعت الجزيرة السم فى العسل وتذوقه الكثيرون عن اقتناع لانها بدأت لمدة 15 عاما ترسخ لنفسها على أنها قناة اخبارية مهنية، وفجأة نراها تقوم بحملة ضارية للإطاحة بالأنظمة العربية بأي ثمن وهذا التحول ليس ظرفيا أو وليد صدفة وانما هي خطة مقررة منذ فترة طويلة استطاع راسموها ان يخفوا بدهاء مصالحهم الشخصية عن الجمهور. وخلق مجال يستطيع ان يتحاور عبره الإسرائيليون والعرب بحرية ويتبادلوا النقاشات ويتعرفوا على بعضهم الآخر، باعتبار ان حالة العداء والحرب تمنع مثل هذا وبالتالي تقضي على الأمل بالسلام. وللأسف أنه خلال النصف الاول من 2011، أصبحت القناة القطرية الأداة المفضلة للبروباجندا الغربية، وبذلت جهودا لإخفاء الجوانب المناهضة للامبريالية والصهيونية في الثورات العربية. وفي كل دولة، كانت تختار اللاعبين الذين تنوي دعمهم وأولئك الذين تقرر الانتقاص منهم. ولا يثير الدهشة... هل ننسى أن تلك القناة من خلال فيديو تم بثه على قنوات الجزيرة مباشر، لعبت بأن 30 يونية ليست بثورة بل هو انقلاب، مشيرا إلى أن كل من انقلب على رئيسه الشرعى يعد من الخوارج، مستندة بذلك إلى فتوى شرعية مدعمة بالأحاديث بأن الخروج علي الحاكم ينطبق على الحكومة الحالية ولا ينطبق على أعضاء جماعة الإخوان الذين يبثون الفتنة فى ربوع مصر. متهمًا الشيخ علي جمعة مفتى الديار المصرية السابق بأنه عبد للسلطة، مدعيًّا أن المعتصمين فى رابعة كانوا عزل من السلاح. ولقد أتقن القرضاوي استعمال الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، إذ استخدم قناة الجزيرة كمنبر للتعبير عن مواقفه الدينية والتواصل مباشرة مع الشعوب العربية، واستفاد من الإعلام باعتباره يملك شخصية مثيرة للجدل و«كاريزما» دينية وسياسية تستقطب المشاهدين بالملايين. وللأسف ان القرضاوي الذى كان يكره الغرب. هو نفسه الذى طالب الناتو بالتدخل فى ليبيا ومصر وسوريا... لماذا ننسى أن الأيام أثبتت أن الإخوان المسلمين هم من يقفون وراء كل ما تقدمه من أكاذيب تخدم الأمريكان والصهاينة. فالمدير العام السابق لشبكة الجزيرة، كان وضاح خنفر، الذى كان عضواً في المنظمة في الأردن حيث تم اعتقاله هناك وهو أكبر مستشاري الأمير. كما أن الشيخ القرضاوي هو من أفراد الحلقة المقربة من الأمير ومن المعروف أنه يعمل مع خنفر بشكل مقرب. كلاهما دعما حماس. ولقد تمكن الباحثون العرب من كشف النقاب عن المزيد من الإخوان المسلمين الذين يعملون في صفوف الجزيرة مع ذلك يعتقد أن هناك المزيد منهم. الاعتقاد الدارج هو أن الشيخ القرضاوي هو مجرد قطرة من غيث. وفي مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية اليومية الصادرة في سنة 2003، كتب مأمون فندي، المفكّر المصري المتحرر الشهير والذي يعيش اليوم في الولاياتالمتحدة بأن أكثر من 50% من طاقم العاملين في الشبكة ينتمون إلى الإخوان المسلمين. كما أضاف أن تأثيرهم في قطر آخذ بالازدياد سواء في داخل الشبكة أو في الأوساط الحكومية وقد أفاد بأن منظمة الإخوان المسلمين كانت تعتزم عقد اجتماعها السنوي في العام 2003 في قطر غير أنهم اضطروا إلى استبعاد فكرتهم هذه بعد افتضاحها. عادة ما يعقد الإخوان اجتماعاتهم ومؤتمراتهم في عواصم أوروبية بعيدا عن أعين الدول العربية وتحظى بالتعتيم والسرية التامة. يعتقد مأمون الفندي بأن قطر قد حققت الصيغة المثالية لمحاربة المشاعر الانتقامية للزعماء العرب وذلك من خلال احتضانها للقواعد العسكرية الأمريكية من جهة ومن خلال احتضانها لمنظمة الإخوان المسلمين، المنظمة الأصولية المعروفة في العالم العربي الأمر الذي يمكنها أيضا من تفادي أي انتقادات أو هجمات سواء من جانب الزعماء العرب أو من جانب المنظمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة. يتفق الكثير من الباحثين والمحللين والمتابعين على أن قناة الجزيرة وشريكاتها في مشروع الفوضى الهدامة، نفذت وظيفة مخابراتية بطريقة هستيرية خلال تغطيتها للأحداث التي شهدتها المنطقة العربية، إذ تحوّل مراسلوها ومعدّو البرامج فيها إلى أشخاص مهمتهم الأساسية نشر الفوضى وإشعال الحروب الطائفية والأهلية والتحريض عليها من خلال اعتماد كل وسائل التضليل والتشويه والكذب والتزوير لتشويه الرأي العام وإدخاله في دهاليز معتمة خدمة للمخطط الصهيو - أمريكي المتجسد في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي لا يمكن له أن ينجح إلا من خلال الدخول إلى العقل العربي وتعطيله وإعادة ترتيب أولوياته، إذ يصبح من الممكن التعامل مع العدو الصهيوني على أنه جار شرعي وليس كياناً غاصباً يحتل الأرض وينتهك المقدّسات ويمارس العدوان بكل أشكاله وألوانه، وهذا ما بدا جلياً من تكبير العصابات الإرهابية التكفيرية عندما شنّت الطائرات الصهيونية غاراتها على المواقع العسكرية السورية في مناطق جمرايا وقاسيون، وكانت قناة الجزيرة أول من نقل هذه الصورة المخزية بكل المعايير الدينية والوطنية والأخلاقية. فعلاً لقد نجحت الجزيرة في نقل الصورة التي أرادتها أمريكا وأوروبا و«إسرائيل» وعملاؤهم، وأظهرت هويتها السياسية بعد سنوات طويلة من التخفي وراء شعارات كاذبة أقنعت فيها الشارع العربي بأنها الصوت الحر الذي يعمل من أجل مصالحه ويهتم بشئونه وقضاياته.... لماذا ننسى الوثائق الخطيرة التى سرّبها موقع «ويكيليكس» من أن لقاء سرياً جمع رئيس مجلس وزراء مشيخة قطر ووزير خارجيتها حمد بن جاسم آل ثاني مع مسئول «إسرائيلي» عام 2009 أعلن فيه حمد للمسئول «الإسرائيلي» أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف، وأن «قناة الجزيرة» ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة عن طريق اللعب بمشاعر المصريين لإحداث هذه الفوضى.. أما الوثيقة الثانية ذات الرقم 677 تاريخ 19 فبراير 2009 فقد تضمنت تقويماً شاملاً أعدته السفارة الأمريكية في الدوحة عن قطر ودور قناة الجزيرة في منظومة السياسة القطرية، وأشارت الوثيقة إلى أن تغطية الجزيرة أصبحت أكثر إيجابية تجاه الولاياتالمتحدة. وأكدت الوثيقتان أن بن جاسم أكد لعدد من المسئولين «الإسرائيليين» والأمريكان أنه بمجرد خروج المصريين إلى الشارع فإنه سيكلف قناة الجزيرة ببث كل ما يزكي إشعال الفتنة في الشارع ليس فقط بين المصريين والنظام ولكن بين المصريين بعضهم. هذا ما فعلته الجزيرة بالضبط في 25/1/2011 بعد بدء تحرك الشارع المصري، بل إنها زادت عليه لأول مرة تثبيت كاميرات البث المباشر لكل ما يجري في ميدان التحرير والميادين الأخرى والتركيز على كل ما يثير العواطف ويستفز المشاعر من ممارسات غوغائية. وما زالت حتي الآن تلعب ضد مصر؛ فمتى نتعلم ونعلم أن الذئاب من المستحيل أن تلد حملا.