«كنت أحب زوجى أكثر من نفسى وهو رفيق حياتى وعشرة عمرها 13 عاماً، ولم أتوقع أبداً أن تكون نهاية حياته على أيدى، فى حالة غضب انتابتنى، لرفض زوجى إحضار ملابس الشتاء وحذاء لطفلتنا ولكنى حاولت إنقاذه وقمت بتخييط الجرح إلا أننى فوجئت بأنه لفظ أنفاسه الأخيرة». كانت هذه كلمات «نشوى» فى بداية حوارها مع «الوفد» وهى ترتجف من كثرة البكاء وتردد بعض الكلمات «آسفة يا زوجى الحبيب أنت حبيب عمرى ورفيق رحلة كفاحى ولكن عندما كان الموضوع يمس طفلتنا لم أشعر بنفسى فهى أغلى شيء عندى ويهون كل شيء عندى من أجل حياة طفلتى». بكت الزوجة القاتلة، وقالت: تزوجت «أحمد. ر» بائع على باب الله وكافحنا معاً وتحملنا معاً متاعب الحياة وتأخرت فى الإنجاب وفقدت الأمل، ولكن رزقنا الله بطفلتى «رانيا» 5 سنوات كانت هى الأمل والبسمة التى عادت إلى بعد أن فقدت طعم الحياة. كنت أبخل على نفسى فى كل شيء من أجل توفير احتياجات طفلتى ولا أحد يصدق أننى كنت أوفر ثمن العلاج من أجل أن أحضر لطفلتى متطلباتها، خاصة أن الأحوال المادية مع زوجى كانت متعثرة وكنت أنفق مصروفى الشخصى على طفلتى واحتياجاتها. ولكن للأسف كما يقولون «خد من التل يختل» هذه المقولة صحيحة فإننى فوجئت أننى لم أجد معى أى أموال ومصروف البيت لم يكف احتياجات المنزل، وطفلتى تحتاج إلى ملابس، خاصة مع دخول فصل الشتاء البارد وطلبت منه إحضار الملابس والحذاء، فحدثت بيننا مشادة كلامية، استمر الوضع أسبوعين وهو يتحجج بأن الأحوال المادية سيئة وأنه فى خسارة دائمة ويقول لى: «أجيب لكم منين». وتغير زوجى فى تعامله معى، فاض بى الكيل وطلبت منه أن يحضر الملابس الشتوية بعد أن مرضت طفلتى وأصيبت بنزلة برد شديدة. وفى يوم الحادث حضر زوجى المنزل وعرضت عليه الاقتراض من والدى بعض الأموال لشراء متطلبات طفلتى، إلا أنه رفض واشتد النقاش بيننا وقام زوجى بالتعدى على بالضرب وسبى، لم أشعر بنفسى وطلبت منه الطلاق، إلا أنه رفض وهددنى بحرمانى من طفلتى فى حالة ذهابي لمنزل والدي وتطليقى، قررت الذهاب وحملت طفلتى، وقام بالتعدى على بالضرب وإطفاء السيجارة فى عينى اليسرى، لم أشعر بنفسى إلا وأننى أقوم بإنزال طفلتى وأحضر السكين من أعلى المنضدة وقمت بطعنه فى صدره وفوجئت بدمائه تتدفق حتي فقد الوعي.. وتمضي قائلة: «انتابتني موجة صراخ حتي حضر «علي» شقيق زوجى وطلبت منه مساعدتي وحاولت إنقاذ زوجي وطلبت الإسعاف إلا أنها تأخرت كثيراً، فقمت بإحضار إبرة وخيط لوقف النزيف بالفعل عقدت عدة غرز بخياطة الجرح، إلا أنه للأسف لفظ أنفاسه الأخيرة». وبكت «نشوى»: وقالت أنا ندمانة ومش عارفة مصير صغيرتى إيه؟ كان اللواء أمين عز الدين مدير الأمن تلقى إخطاراً من المقدم عماد عبدالظاهر رئيس مباحث باب شرقى يفيد بالعثور على جثة بائع داخل العقار رقم 14 شارع المؤيد منطقة كامب شيزار. على الفور انتقل رجال البحث الجنائى بالقسم إلى مكان الواقعة، وبالفحص تبين وجود جثة المجنى عليه مسجى على ظهره أعلى أريكة بصالة الشقة وبه جرح طعنى بالصدر من الناحية اليسري وسحجات بمختلف أنحاء الجسم داخل شقته الكائنة بالطابق الثالث بالعقار المشار إليه. وبسؤال زوجته أقرت بحدوث مشادة كلامية بينهما فى وقت متأخر من الليل بسبب خلافات مالية تطورت إلى مشاجرة تعدى خلالها الزوج عليها بالضرب ما أثار غضبها فقامت على الفور بإحضار سكين من المطبخ وطعنه مما أدى لوفاته فى الحال.