على الرغم من كل المحاولات الجادة التي تبذل لمعالجة قضية العنوسة أو عزوف الشباب عن الزواج إلا أن المجتمع المصري مازال يشهد تزايداً لحالات متعددة تجاوزت سن الأربعين دون زواج، وأثبتت الدراسات أن عدد العوانس في مصر قد تجاوز 8 ملايين عانس أي 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج. ولعل انتشار ظاهرة العنوسة في المجتمع المصري عدة أسباب منها الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد وغلاء المعيشة، وانتشار البطالة، وعدم توفر الإمكانيات للزواج، وفي هذا الصدد رصدت "بوابة الوفد" آراء بعض طلاب الجامعات في هذه الظاهرة. قال محمد عمر، طالب بالفرقة الرابعة بكلية العلوم جامعة القاهرة، إن أسرته استثمرت أموالها في تعليمه وإنه يعمل بجانب الدراسة ولكن راتبه يكاد يغطي نفقته الشخصية. وأضاف عمر أن فكرة الزواج بالنسبة له هو حلم تم تأجيله لأن لديه أولويات أهم وهي تدبير ظروف المعيشة ورد الجميل لأهله وبناء مستقبله أولا ثم يفكر بالزواج. وأكد عمر أن ارتفاع نسبة العنوسة عند البنات أو عزوف الشباب عن الزواج هو ارتفاع نسبة البطالة وعدم قدرة الحكومة على توفير فرص عمل لملايين الشباب ويترتب علي ذلك نقص الإمكانيات. وقالت سلمى محمود طالبة بالفرقة الثالثة بكلية تجارة جامعة القاهرة إن أسباب ارتفاع معدل العنوسة في مصر هو تدني الأجور والرواتب مقارنة مع تكاليف متطلبات الحياة الأساسية إضافة إلى غلاء المعيشة وعدم رضا الأهالي بظروف العريس وإمكانياته ويتطلعوا إلى المستوى الأعلى. وأضافت "محمود" أن ارتفاع نسبة العنوسة أو عزوف الشباب عن الزواج هي السبب الأساسي في انتشار ظاهره التحرش الذي يعاني منه مجتمعنا حاليا أو انتشار الرذيلة. وأشارت "محمود" إلى أن الشباب دائمًا ما يلقوا هذا الحمل على عاتق الحكومة ولكن المسئولية لا تقع على الحكومة فقط فعلى الشباب السعي دائما على فرص عمل وخلق مصدر رزق يفتح لهم الطريق إلى مستقبل أفضل. واستنكرت سمر مجدي، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فكرة العنوسة وقالت إنه إذا لم تتزوج الفتاة فهذا قضاء وقدر وليس عيبا بها وأنها يجب أن تجد ما يعوضها عن ما تفتقده من عدم زواجها. وأكد مجدي علي أن العنوسة ظاهرة موجودة في العالم العربي كله وليست في مصر فقط ولكنها منتشرة في مصر بسبب الظروف الاقتصادية للبلد وارتفاع نسبة البطالة وغلاء الأسعار وارتفاع أسعار السكن لذا لا يتمكن الشاب من شراء السكن وإذا توفر لا تتوفر الإمكانيات لبناء بيت الزوجية. وأضاف مجدي أن ظاهرة عزوف الشباب حتى القادر عن الزواج لها آثار سلبية عديدة على مجتمعنا المصري منها التحرش والاغتصاب والزنا أو الزواج الذي يساير الموضة كزواج الدم وغيره كل هذه الظواهر دخيلة علينا. فيما أكد محمد عبد المنعم طالب بكلية تجارة جامعة القاهرة على رغبة الشديدة في الزواج وتكوين بيت وأسرة مبكرا حتى يكون عمر أبنائه يقرب من عمره ولكن ما باليد حيله كما ورد على لسانه. وأضاف عبد المنعم أن أسباب عزوف الشباب عن الزواج هي أنه أصبح لديه اهتمامات تشغل حيزا أكبر من تفكرهم، أولهم السفر، مؤكداً أن السفر هو حلم كل شاب الآن بعد الثورة وتدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر وانتشار الإرهاب وغيره كل هذه الأسباب دفعت الشباب للعزوف عن الزواج. وأشار عبد المنعم إلى أنه إذا قامت الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب وزيادة المرتبات بقدر يتناسب مع غلاء الأسعار وتوفير مساكن للشباب ستقضي تماما على ظاهرة العنوسة في مصر.