العنوسة شبح يطارد الفتيات والشباب على السواء.. فنظرة المجتمع لا ترحم كل من تقدم به السن دون أن يتزوج.. أصبحت ظاهرة العنوسة ظاهرة خطيرة تهدد الكيانات الاجتماعية بل تؤدى إلى الوقوع فى براثن الانحراف، وهذا ما أكدته الدراسات والإحصائيات الرسمية، أن هناك 15 مليون عانس فى الدول العربية و9 ملايين فى مصر بالتحديد. بعد ما وعد به الرئيس مرسى فى أحد مؤتمراته الانتخابية، قبل أن يكون رئيسا، بأنه سيقضى على مشاكل العنوسة، وبعد أن أصبح رئيسا لكل المصريين، ومنهم العانسات، تأتى المسئولية على عاتق الرئيس مرسى، ونظامه، وسياسته بتدارك خطورة هذه الظاهرة، وتأثيرها على الأسرة بصفة خاصة، وعلى المجتمع بصفة عامة، فمن المعروف أن انتشار هذه الظاهرة تؤدى لوجود بعض الظواهر غير المقبولة اجتماعيا ودينيا، مثل انتشار لظواهر الزواج السرى والعرفى بين الشباب فى الجامعات، وكذلك الشذوذ الجنسى بين الفتيات وبين الشباب وأنفسهم، بالإضافة إلى أن علماء النفس أكدوا على أن العنوسة للرجال تعتبر سببا فى الإقبال على إدمان المخدرات، وأن المرأة تعانى من متغيرات هرمونية فى مراحل حياتها، فالأمر يتغير عند الزواج والإنجاب، أما إذا كانت غير متزوجة فتحدث اضطرابات نفسية وهرمونية على حسب ما أكدته الدراسات والأبحاث الطبية، وأن الفتيات العازبات غالبا ما يتعرضن للإصابة بأمراض نفسية، مثل الكآبة نظرا لفقدان حياة الأسرة وافتقاد الأمومة". ولهذه وجب على الرئيس مرسى وعلى القائمين على العمل السياسى بعد ثورة عظيمة جاءت لتحقق الرفاهية لأصحابها، وجاءت من أجل بتر الظواهر التى تعمل على تدمير المجتمع سياسيا وأخلاقيا، أن يتداركوا جيدا مدى خطورة هذه الظاهرة، والعمل على الحد منها، ومعالجة والقضاء على أسبابها، فعلى الدولة أن تحد من البطالة لأن ارتفاع معدلات البطالة من أهم الأسباب التى تؤدى إلى تزايد العنوسة، وعلى الدولة أن تتصدى للعادات والتقاليد المستحدثة مثل غلاء المهور، وأن تقدم الحلول ولاقتراحات، وأن تقوم الدولة بواجبها فى توفير السكن للشباب، وكذلك الوقوف بحزم أمام غلاء المعيشة، وأن تدعم وتشجع الحكومة المتزوجين من خفض الضرائب على المرتبات للمتزوج. لأن الخاسر من انهيار الزواج هو الرجل والمرأة والمجتمع معا، ولغة الأرقام الجسيمة من شأنها أن تدفعنا وتدفع النظام إلى التفكير بطريقة موضوعية، لدراسة ظاهرة العنوسة، وإيجاد حلول علمية فى المجتمعات، وبالتالى فنحن بصدد معضلة اجتماعية أخطر من مجرد عنوسة النساء، وهى العزوف عن الزواج واعتماد أنماط بديلة للارتباط بين الجنسين تنتهى بنا إلى مجتمع إباحى تشاع فيه المرأة، وتحرم من حقها الطبيعى فى الحياة العفيفة، ومن صحبة زوج وأطفال يشيعون داخلها عاطفة الأمومة. ولذلك يربط الكثيرون بين هذا العدد الكبير من العوانس، وما يقابلهن من العزاب، وبين حالة عدم الاستقرار الأمنى والسياسى، كأحد العوامل الداعمة لهذه الحالة من الاضطراب، وعلى انتشار هذه الظاهرة، وتشير التقديرات إلى أن ثلث عدد الفتيات فى الدول العربية بلغن سن الثلاثين دون زواج بسبب عدم الاستقرار السياسى، وعدم محاولة الحكومات للقضاء على هذه الظواهر، بل إن عمل سياسات الأنظمة العربية هى التى ساعدت على خلق مثل هذه الظواهر المكروهة داخل مجتمعاتهم.