العنوسة ظاهرة انتشرت بشكل ملحوظ في مجتمعنا المصري حيث امتنع الشباب والفتيات عن الزواج وأصبح من ضمن قائمة أولوياتهم والاهتمام بأولويات أخرى. فلماذا ارتفعت نسبة العنوسة، هل الظروف الاقتصادية؟ هل بسبب الأوضاع السياسية؟! أم للخوف من المستقبل.. هذا ما رصدته بوابة الوفد فى السطور التالية. وأكدت الدكتورة سامية قدري أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن ظاهرة العنوسة ليست وليدة اللحظة بل هي منتشرة منذ وقت طويل تظهر أحيانًا بشكل ملحوظ وتقل في وقت آخر وهي ظاهرة اجتماعية منتشرة في مصر. وأوضحت قدري أن ظاهرة العنوسة لا تتعلق بالظروف السياسية في مصر بل تتعلق بالظروف الاقتصادية التي تتمثل في البطالة وعدم توفير الوحدات السكنية للشباب وإن توفرت تكون بمبالغ مرتفعة وغيرها مضيفًا أن بعض الشباب يمتنع عن الزواج للخوف من المستقبل والفشل . وأشارت قدري إلى أنه لا يوجد مشكلة ليس لها حل لكن المشكلات الاجتماعية ومنها العنوسة بشكل خاص ستختفي تدريجيًا علي المدى البعيد إذ توافرت الإمكانيات المادية. وأضافت سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن ظاهرة العنوسة منتشرة قبل الثورة ولم تتأثر بالأحداث السياسية مطلقًا وقد برزت ظاهرة العنوسة لعدة أسباب منها "الخوف من المستقبل وعدم الثقة في الجنس الآخر والخوف من الثواب والعقاب من الطرف الثاني واختلاف العادات والتقاليد". أضافت صالح أن الأسباب التي تتسبب في ظاهرة العنوسة عديدة من أبرزها التطلعات الزائدة من "مهر وشبكة وتأسيس البيت بشكل مختلف" وغيرها وارتفاع سن الزواج مؤكدة أن الظروف الاقتصادية هي العامل الأساسي في انتشار هذه الظاهرة. وفي سياق متصل أشارت أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن ثقافة البلد سبب في العنوسة وتعقيدات الأهالي للأمور يزيد من ارتفاع نسبة هذه الظاهرة. من جهته أكد رفعت عبد الباسط أستاذ بكلية آداب علم اجتماع بجامعة عين شمس على أن انتشار خدمات التواصل الاجتماعي وانتشار شبكات الاتصالات ساعد على سرعة التعارف وكثرة العلاقات بين الشباب مما يجعلهم يتخلوا عن فكرة الزواج وتأسيس بيت الزوجية مضيفًا على أن البطالة الشائعة هي عامل أساسي في انتشار نسبة العنوسة. أضاف عبد الباسط أن طموح كل شاب مصري الآن تمثل في السفر والعمل والزواج والاستقرار بالخارج مشيرًا إلى أن الحرص على إنهاء التعليم الجامعي ثم الدراسات العليا وغيرها يؤدي إلى تأخر سن الزواج عند الفتيات وضعف إيمانهم بمقولة " ظل راجل ولا ظل حيطة" مما أدى إلى انتشار ظاهرة العنوسة. أوضح عبد الباسط أن السبب في انتشار نسبة العنوسة هم الأهالي وشروطهم وتطلعاتهم للأفضل وهذا لا يجوز خصوصا في الوقت الحالي بعد الظروف والأزمات التي مرت بها البلاد ولا يمكن أن ننكر أن الظروف السياسية أثرت على نسبة العنوسة بشكل واضح مؤكدًا على أن الأوضاع السياسية التي مرت بها البلاد أثرت على الميزانية مما أثر على ارتفاع نسبة العنوسة.