عبير أحمد مهران شبح العنوسة، يطارد الكثير من الفتيات وأسرهن، وأقصد شبح لأنها مخاوف ليس لها أساس لأنه لايوجد سن محدد تجبر الفتاة فيه على الزواج،حيث تعتبر الفتاة عانس في مجتمعنا هذا إذا تجاوزت سن الثلاثين، وفي بعض القرى والمحافظات، تعتبر من تتجاوز العشرين "عانس، وكأنهم لايعترفون بشئ يسمى "نصيب"، فلا توجد مشكلة بدون حل فنحن من صنع المشكلة وعلينا نحن أن نجد الحل.
قالت أم حمزة، في السنة النهائية من كلية الحقوق، متزوجة ولها إبن، السبب الرئيسي في إرتفاع نسبة العنوسة في مجتمعنا هذا هو عدم المرونة من الفتاة، وللأسف غالباً ما يكون ذلك بتشجيع من أسرتها، فهم يريدون الرجل "متعلم ، عني ، وسيم ،مستوى إجتماعى متميز، يملك شقة" فهم يريدون كل شئ ولايريدون التنازل عن أي شئ فلا يوجد رجل مكتمل كما لايوجد فتاة مكتملة لذا الحل الوحيد لتقليل من نسبة العنوسة هي المرونة والتنازل من الطرفين.
وأضافت مدام / ن . ج، موظفة، أن الحل الوحيد لحل مشكلة العنوسة هو توافر إسكان للشباب بسعر معقول لأن الشباب، لايقدمون على الزواج لعدم توافر السكن والدخل للمناسب، لكي يستطيع أى شاب أن "يفتح بيت"، وعن السماح للزوج إذا كان مقتدراً بالزواج الثاني للتقليل من تلك الظاهرة كانت الإجابة "ولم لا"
بينما أوضحت طالبة آخرى لم تذكر إسمها، 19 سنة، تدرس بكلية تجارةجامعة القاهرة، تعد رغبة بعض الفتيات في التزود بالعلم أحد أسباب هذه المشكلة ، بالاضافة إلى أنها تخشى المسؤلية، لذلك فهى ترفض الزواج، وأضافت أنها قد تسمح لزوجها بالزواج الثاني إذا كان هناك سبب لكن إذا لم يتواجد فلا، بينما أكدت سيدة آخرى أنها لن تسمح أبداً لزوجها بالزواج عليها مهما كانت الأسباب.
وأوضح أ . م، 64 سنة ، الحل الوحيد للقضاء على العنوسة هى الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، والترفع عن الماديات، حيث قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، "من جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وان لم تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" لذا اذا لم نتبع خطى الله والرسول صلى الله عليه وسلم سينتشر الفساد، بالإضافة إلى أن الرسول "صلى الله عليه وسلم" كان يزوج بناته مقابل تحفيظهم سور من القرآن فهل يوجد من بينا من يفعل ذلك.
وعلى الجانب الآخر قالت د/ سامية خضر، دكتورة علم الاجتماع جامعة عين شمس، أن الفتيات فى زمننا هذا وصلت لدرجات علمية عالية لذلك فهى تبحث عمن يساويها فى العلم والثقافة بالاضافة تريده مستقر مادياً وله مستوى إجتماعي عالي هذا من ناحية ومن ناحية آخرى فإن إنفصال الأباء عن أبنائهم وعدم تقديم النصح والإرشاد لهم بجانب الغلاء والبطالة الذي إجتاح المجتمع هو أهم أسباب زيادة العنوسة في مصر وكذلك فى بعض المناطق العربية مثل الكويت، والسعودية.
الشيخ /خالد الجندي، الداعية الإسلامى ، هذه القضية لابد وأن نتكاتف قوى المجتمع جميعاً لحلها، وعلى الأسرة ايضاً عامل كبير، فعليها أولاً أن نقلل من تكاليف الزواج بكل ما أوتينا من قوة، ثانياً على وسائل الإعلام دعوة الناس للتلاقى والتزاور بدلا من أن يتحول الناس الى جزر منعزلة إلى شاشات التلفاز دون تعارف، ثالثاً من الضروري جداً ان توفر الدولة العمل للشباب خاصةً بجانب إقامة مدن جديدة تتوافر فيها شقق للمقبلين على الزواج وبسعر معقول .
وفي النهاية علينا أن نعترف أن القضاء على ذلك الشبح المخيف لابد من وجود حلول وأساليب واضحة وصريحة وليست مجرد شعارات، وكما نحن لدينا دور هام فللدولة، دور أهم هو توفير الامكانيات اللازمة لكل شاب وفتاة، من أجل تيسسير الزواج سواء كان "سكن او عمل او حتى تخفيض الاسعار".
ولنعلم أن كل أمورنا بيد خالقنا، لذلك علينا أن نرض بها وانه لايوجد ما يسمي عنوسة ولكن يوجد مايسمى نصيب.
