قال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إن عنوان صلاح كل أمة هو استقامتها ومحافظة أبنائها على النفوس، فإن قتل المسلم بغير حق عدوان ظالم وظلم كبير من الجرائم المنكرة، يقول الله جل وعلا ((وَمَن يَقْتلْ مؤْمِناً مّتَعَمِّداً فَجَزَاؤه جَهَنَّم خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّه عَلَيْهِ وَلَعَنَه وَأَعَدَّ لَه عَذَاباً عَظِيماً))، ويقول ((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّه مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)). وقال في خطبة عرفة اليوم: ابتلينا بأمة سفكوا الدماء وقتلوا النفس المعصومة وقدموا بها تمثيلاً سيئاً لا يمثل إسلاماً ولا خلقاً إنسانياً.. هؤلاء هم الخوارج الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم عندما اعترض أحد منهم وقال هذه قسمة ما أٌراد بها وجه الله فقال صلى الله عليه وسلم: (فإنه يخرج من صلب هذا قوم تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم يدعون إلى الأوثان)، فهم أعظم شأناً من الخوارج، هؤلاء إجراميون انتهكوا الأعراض وسفكوا الدماء ونهبوا الأموال وباعوا الحرائر ولا خير فيهم. وإن هذه الأعمال السيئة عظيمة.. يقتل المسلم بغير حق يقول لا إله إلا الله ويصلى ويصوم كيف بلا إله إلا الله إذا جاءت تحاج يوم القيامة فقد قتل أسامة بن زيد في إحدى السرايا رجلاً قال لا إله إلا الله، فقال له الرسول صلى الله عليهم: يا أسامة أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله قال: نعم، قال لماذا؟، قال: قالها خوفا ًمني، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أشققت عن قلبه كيف لك بلا إله الله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة قال أسامة بن زيد تمنيت أني لم أسلم إلا يومئذ. وأكد سماحته أن هذه الجرائم الشنيعة إرهاباً ظالماً وعدواناً غاشماً وفساداً والله لا يحب الفساد، وأشر من ذلك أنهم لبسوا باطلهم بأنه جهاد وأنه الإسلام، والله يعلم أنهم براء من الإسلام ومن الجهاد، وأنهم الطغاة، فاحذروا أفكارهم المنحرفة ودعواتهم الزائفة. وحث أمة الإسلام قائلاً: " أنتم صمام أمتكم تحمون حدودها واستقرارها وتضربون بيد من حديد على كل الأعداء من الخارج ومن الداخل وعملكم شريف فاتقوا الله في أنفسكم، واحتسبوه عند الله ثواباً، فقفوا صفاً واحداً واصبروا ورابطوا ففي الحديث (من رابط يوماً في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها)، فيا أمة الإسلام اسألوا الله التوفيق والسداد وأن يثبتنا على ذلك وأن يعيننا على مهمتنا، وليعلموا أن الالتفاف على الإسلام جهاد في سبيل الله "، موصياً الدعاة والعلماء بتقوى الله أن يجعلوا من دعوتهم وعلمهم هداية وإصلاحاً لغيرهم.