مع نهاية الانتخابات الخاصة بمجلس الشعب أصدر المرصد الوطني لمراقبة الانتخابات التابع للاتحاد العربي للصحفيين الشبان ويديره الإعلامي، عبدالجواد أبوكب، عدة تقارير خصص بعضا منها لمتابعة الأداء الإعلامي، وفى تقريره عن أداء وسائل الإعلام المختلفة، والذي وضع له المرصد عدة معايير كان أهمها التدقيق فى المعلومة واعتمادها من مصادر موثوق فيها، والمهنية والحياد الإعلامي، والوقوف علي مسافة واحدة من كل المرشحين، ووفق ما رصده المراقبون التابعون للمرصد من خلال قراءة تحليلية لأداء وسائل الإعلام كانت النتيجة كالتالي: أولا: الصحف ووكالات الأنباء: من بين 45 صحيفة ووكالة أنباء تابعت الانتخابات البرلمانية المصرية تصدرت وكالة أنباء الشرق الأوسط قائمة الوكالات الأكثر حيادا ومهنية وتدقيقا للمادة المقدمة للمتلقي، تلتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بينما احتلت وكالة رويترز المركز الثالث بسبب الأخطاء التى ارتكبها محرروها فى التغطية، حيث بثت الوكالة عدة أخبار مغلوطة عن الانتخابات كان أبرزها فى الجولة الأولى، والذي تعلق بالقبض على المرشح الإخواني ووكيل لجنة الصحة السابق بمجلس الشعب الدكتور أكرم الشاعر، واختفائه، ثم تبين بعد نشر الخبر علي نطاق دولي وتصدره لنشرات الأخبار العربية والأجنبية عدم صحته. -وفق معايير المراقبة تصدرت جريدة أخبار اليوم القائمة بالنسبة للصحف الأسبوعية، حيث نشرت على مدى أربعة أسابيع منذ انطلاق حملة الدعاية للمرشحين موضوعات لكل المرشحين على مختلف انتماءاتهم السياسية، وتضمن النشر تحليلات للدوائر المختلفة وفق القدرات الفعلية للمرشحين من كل الأحزاب والقوي بمن فيهم مرشحو جماعة الإخوان. -رصد المراقبون اختفاء الحياد من غالبية الصحف الأسبوعية الأخري كالفجر وصوت الأمة اللتين انتهجتا سياسية الوقوف مع طرف ضد آخر في الانتخابات، مما أفقدهما الحياد. -في المقابل رصد المراقبون انحياز جريدة الأسبوع لصاحبها ورئيس تحريرها الإعلامي مصطفي بكري، الذي كان مرشحا عن مقعد الفئات بدائرة حلوان. فى حين انحازت جميع الصحف الحزبية إلى وجهة نظر الحزب الدى تنتمى إليه ولخدمة مرشحيه، وذلك فى الاحزاب التى كان لها مرشحون يخوضون الانتخابات، ولم تختلف واحدة عن الأخري ومنها الوفد والوطنى اليوم والأهالى (التجمع) والغد-العربي (الناصرى)-شباب مصر. -بالنسبة للصحف اليومية والتي تم تقسيمها إلي قسمين، قومية وخاصة، لاحظ المراقبون أن صحف الأهرام والأهرام المسائى والأخبار كانت الأكثر حيادا ومهنية فى التغطية الصحفية لفعاليات الانتخابات، وتميزت الأخبار بالتعريف بالمرشحين بينما تميزت الأهرام المسائى بتغطية الانتخابات بشكل موسع وأفردت مساحات واسعة لتقارير المراقبة التي أصدرتها منظمات المجتمع المدني، إضافة إلى متابعة الموضوعات اللوجستية المتعلقة بالانتخابات بينما كان الأهرام اليومي الأكثر تحليلا. -احتلت صحيفتا المساء والجمهورية مركزا متأخرا بين الصحف القومية بسبب الاهتمام بالإعلانات على حساب المعلومة إضافة إلي كسر يوم الصمت الانتخابى بنشر إعلانات للمرشحين. -رصد المراقبون تصدر جريدة المصرى اليوم للصحف المستقلة (الخاصة) حيث كانت الأكثر حيادا ومهنية وأتاحت مساحات كبيرة لتغطية الانتخابات وتميز بعمل مواجهات ساخنة بين القوي السياسية متنافسين وقيادات لعل أبرزها كان المواجهة بين الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد والدكتور علي الدين هلال، أمين الإعلام بالحزب الوطني، وجاءت بعدها جريدة الشروق التى خصصت مساحة ثابتة وكبيرة للانتخابات، لكنها كانت أقل مما خصصته المصري اليوم، ورغم ذلك نجحت الجريدة في تجربتها الأولي لتغطية الانتخابات العامة. -تذيلت جريدة الدستور قائمة الصحف المستقلة(الخاصة)فيما يتعلق بتغطية الانتخابات من كل النواحي حيث غلبت علي تغطيتها العشوائية وافتقاد المادة المنشورة للدقة،ووجود عدد من المواد المنشورة يحمل صيغة دعائية أو إعلانية أو هجوما غير مبرر علي مرشحين بعينهم لصالح آخرين، مثلما حدث مع تغطية الجريدة لدائرة دار السلام بمحافظة سوهاج، رغم أن كلا المرشحين بالدائرة ينتمي للحزب الوطني، وكان أكبر تجاوز للدستور رصده المراقبون هو تحولها إلي نشرة صحفية لحزب الوفد، حيث قامت بتغطية أنشطة وأخبار الحزب بصورة فاقت جريدة الحزب نفسه. المواقع الإلكترونية: فيما يتعلق بالإعلام الإلكتروني احتل الموقع الإلكتروني لليوم السابع المركز الأول،. وجاءت المواقع الإلكترونية للشروق والمصري اليوم وموقع "مصراوي" في المرتبة الثانية بعد اليوم السابع، نظرا لقلة التدفق الإخباري مقارنة به. واحتل موقع أخبار مصر التابع لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المركز الثالث ومعه موقع" بوابة الأهرام" الإلكترونية، ورغم أن الموقعين حديثا العهد بالتغطية الانتخابية فإن أداءهما كان مناسبا كتجربة أولي. جاءت في المرتبة الرابعة مواقع "بص وطل والبشاير والنهار والبديل ومصر الجديدة، في حين تذيلت المواقع الأخري مثل "المصريين والغد وغيرها" قائمة الترتيب. علي أن المراقبين أكدوا أهمية التجارب الإلكترونية وتأثيرها في هذه الانتخابات، ومع بعض التطوير في التقنية المستخدمة والكوادر البشرية سيكون الإعلام الإلكتروني أكثر تأثيرا وقوة. الإعلام المرئي: فيما يتعلق بالشبكات الإخبارية والفضائيات سواء في الداخل أو الخارج والتي حرصت علي متابعة وقائع الانتخابات قبيل انطلاقها وليس يوم الانتخابات فقط كما هو معتاد، سواء في نشرات الأخبار التي يتم بثها علي مدار الساعة أو البرامج المختلفة لهذه الوسائل، أكد مراقبو المرصد فيما يتعلق بمراقبة الأداء الإعلامي لوسائل الإعلام العربية والأجنبية التي تقوم بمتابعة الانتخابات، أنه من خلال المتابعة المستمرة لما تبثه وسائل الإعلام المرئية ومن خلال قواعد رئيسية اعتمدت الحياد وتقديم المعلومة وعرض وجهات النظر المختلفة في مقدمة معايير التقييم، تميز الأداء الإعلامي لقناتي العربية والنيل للأخبار، واحتلتا صدارة وسائل الإعلام الأكثر حيادًا وتقديما للمعلومة واهتمامًا بعرض وجهات النظر المختلفة سواء من خلال البرامج أو نشرات الأخبار. -في المركز الثاني جاءت قناتا الجزيرة الإخبارية والحرة العامة، وكان ذلك علي السواء في البرامج التي تعد في القاهرة أو تلك التي تبث من الخارج وعاب الحرة فقط استضافتها لمصادر مقيمة بالخارج وغير متابعة للشأن المصري خاصة أثناء متابعة الجولة الأولي مما أثر علي الأداء المهني لها، ولاحظ القائمون علي الرصد اعتماد القناتين علي توزيع شبكة مراسلين بالمناطق الجغرافية المختلفة وإفساحهما مجالا لإذاعة تقارير منظمات المجتمع المدني التي تراقب الانتخابات، لكن أداء الحرة انكمش في الجولة الثانية واعتمد علي التحليل أكثر من المتابعة الميدانية. -رصد المراقبون مواصلة شبكة البي بي سي البريطانية العريقة علي غير العادة كما في الجولة الأولي أدائها السيئ وتذيلت قائمة وسائل الإعلام الأكثر افتقادا للحياد وللمعايير الموضوعية والقواعد المهنية سواء عبر التقارير الموجهة أو أداء المحاورين للضيوف أو المواءمة المهنية، وعلي سبيل المثال استضافت القناة ناقدا فنيا في جولة الإعادة ليتحدث عن الانتخابات دون الإشارة لصفته، كما صعدت القناة حملتها التي شنتها علي مصر قبيل انطلاق الانتخابات ولعبت كثيرا علي وتر الطائفية في أداء بدا أنه كان يتم وفق خطة مسبقة وليس نتيجة لحدث، وزاملتها في السطر الأخير قناتا أون تي في والفراعين المصريتان اللتان غاب عنهما الحياد والمهنية في تغطية الانتخابات. - وبالنسبة لبرامج التوك شو، فقد انفرد برنامج "العاشرة مساء" علي قناة دريم الذي تقدمه الإعلامية مني الشاذلي، بإجماع آراء المراقبين بالصدارة وكان الأفضل من حيث المهنية، ونقل نبض الشارع وإتاحة الفرصة لوجهات النظر المختلفة، تلاه برنامج "من قلب مصر" الذي تقدمه لميس الحديدي الذي نافس بقوة رغم أنه يعرض ثلاث مرات فقط أسبوعيا، وهو السبب الوحيد الذي جعله يأتي ثانيا، وفي المرتبة الثالثة جاء برنامج "90 دقيقة" علي قناة المحور والذي يقدمه معتز الدمراداش ،ورصد المراقبون مجهودا كبيرا بذل من قبل فرق الإعداد في البرامج الثلاثة، وهو ما اتضح في اتساع الرقعة الجغرافية الواسعة التي تمت تغطيتها سواء في الجولة الأولي أو خلال مرحلة الإعادة، في حين احتل برنامج "مصر النهارده" المركز الأخير بسبب افتقاده للحياد وكثرة الأخطاء المهنية.