انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فى إحدى مقالات الرأى بها، ما وصفته باستراتيجية أمريكا الفاشلة حيال سوريا، والتى تمحورت طيلة الوقت حول دفع روسيا لاستخدام نفوذها على الرئيس السورى بشار الأسد من أجل الانتقال السياسى فى البلاد. وأضاف الكاتب "جوناثان ستيفينسن"، فى مقاله بالصحيفة الأمريكية، قائلًا: "حتى قبل اندلاع كارثة شبة جزيرة القرم فإن علاقة واشنطن بموسكو أصابها الجمود". وحث "ستيفينسن" الإدارة الأمريكية على العمل مع إيران من أجل سوريا، مضيفًا: "يحتاج الرئيس أوباما لفعل كل ما باستطاعته لوضع سوريا مجددًا على طريق السلام، وهذا يتطلب إعادة التفكير فى نهجه حيال المنطقة والتواصل مع إيران – تلك الدولة التى حرصت الإدارة الأمريكية على إبعادها عن طاولة المفاوضات". ووصف الكاتب موقف روسيا من سوريا بأن به الكثير من سوء النية، حيث يعتزم "فلاديمير بوتين" إحباط مخطط واشنطن فى الشرق الأوسط، مزدريًا ما يعتبره سذاجة أمريكية حول الجهادية المتنامية فى المنطقة، وفى الوقت ذاته، فإن إيران تُصر على عدم خروج الأسد من الحكم. ومضى قائلًا: "يجب على إدارة أوباما– بصراحة وتكتم– مناقشة السيناريوهات المحتملة لتقاسم السلطة مع إيران بما فى ذلك تلك التى بموجبها سيبقى بشار الأسد فى منصبه لفترة محدودة"؛ مضيفًا: فإن إيران قد ترحب بمثل هذا الانفراج الدبلوماسى، وخاصة بعد أن قامت الولاياتالمتحدة باجبار الأممالمتحدة على التراجع عن دعوة إيران لمحادثات "جنيف 2" الأخيرة بشأن سوريا". واختتم الكاتب مقاله قائلًا: "لا تزال سوريا تُمثل أوباما كإحدى أبرز المشكلات الوعرة الفارقة فى سياسته الخارجية حيث أثبت الأسد صلابة أكثر بكثير مما كنا نتوقعه، ورغم ذلك فإن الحل الواقعى يكمن فى المبدأ الذى تبناه أوباما فى حملته الانتخابية عام 2008 وهو "لتجنب استخدام القوة، وأحيانا عليك أن تتحدث مع أعدائك".