بداية تحية لكل شهيد خضبت دماؤه أرض مصر الطاهرة والذي جاد بروحه فداء لبلاده ودفاعاً عنها وعن شعبها الأبي سواء أكان من أبطال الجيش أو الشرطة أو المدنيين المخلصين الأوفياء، الذين تصدوا بكل صلابة وعزيمة وإباء لكل محاولات تشتيت الوطن والمواطنين والنيل من عزيمتهم، التي باءت معه تلك المحاولات الدنيئة والخسيسة بالفشل الذريع وثبت بالدليل أن عزيمة المصريين أبداً لن تركع أو تلين لخزعبلات هؤلاء الإرهابيين حتي لو قدم المصريون آلاف الشهداء في سبيل عزة الوطن ورفعته لأنهم بشهادتهم تلك أحياء عند ربهم يرزقون ولو رأت هذه العقول الخربة وسمعت أهالي الشهداء وهم يصرون علي الثأر وأنهم قدموا أبناءهم أو عوائلهم في سبيل الوطن وفي سبيل الله وعلي استعداد دائم لتقديم أنفسهم وأرواحهم فداء لمصر لأدركوا ولو للحظة أن هذا الشعب عصي علي الهزيمة قوي العزيمة. ولو أدرك هؤلاء الأفاقون المتاجرون بالدين الذين يصفون الشعب المصري بالكفر أنهم هم من لا دين لهم ولا أخلاق وأنهم لو استعادوا مشهد الطيار البطل وزملائه الذين أسقطتهم صواريخ الكفر والفجر لاقشعرت أبدانهم ولاهتزت قلوبهم لو أن لهم قلوب، فرغم فظاعة اللحظة وقسوة المصير فإن هؤلاء الأبطال آثروا الشهادة علي العيش ووهبوا حياتهم فداء لأوطانهم وحرصوا وهم لا زمان ولا وقت بينهم وبين تحقق الموت ألا تسقط الطائرة علي تجمعات سكانية مفضلين تلك الشهادة في سبيل الواجب، وقد سمعت وشاهدت الدنيا كلها شهادتهم التي بثت علي مواقع التواصل الاجتماعي فانهمرت دموع المخلصين من أبناء الوطن واهتزت المشاعر واختلطت الآهات بالصرخات، ومن هنا كانت الضربات الأمنية المتلاحقة لكل رؤوس الفتنة والإرهاب في هجمات استباقية للفتك بهم وضربهم في مقتل وطارد الشعب في كل مكان من أرض المحروسة أشباحهم ونساءهم وأشخاصهم الخونة من المرتزقة والمأجورين. وكان من بين الإنجازات الأخيرة التي تحسب لوزارة الداخلية ولأفرادها البواسل التي تضاف لرصيدها من النجاحات، ذلك النجاح الباهر في ضبط مفجري مديرية أمن القاهرة وقتلة اللواء السعيد ومرتكبي جريمة كنيسة العذراء مريم بإمبابة وكذا كمين بني سويف الذي راح ضحيته خمسة أمناء شرطة، ناهيك عن عمليات قتل التكفيريين بسيناء علي نطاق واسع وضربهم في مهدهم وتدمير عششهم وأوكارهم، وهي إنجازات عظيمة تحسب لجيش مصر البطل، هذا فضلاً عما قامت به الداخلية من ضبط مجموعة من الإخوان الإرهابيين كانوا يقومون بنشر أسماء وعناوين وأرقام تليفونات ومنازل ضباط الشرطة علي صفحات إخوانية أنشئت خصيصاً علي «الفيس بوك» لتسهيل مهمة اصطيادهم وقتلهم باعتبار ذلك - من وجهة نظرهم المريضة - من الأمر الحلال، ولأن الشعب المناضل يتابع هذه الأيام جلسات محاكمة رؤوس الخوارج الإرهابيين بمختلف المحاكم علي مستوي الجمهورية ويشاهدهم خلف القضبان الحديدية كالقردة والخنازير يواجهون مصيرهم المحتوم بعدما خانوا الوطن وسفكوا الدماء وقتلوا الأبرياء وطاردوا الشرفاء وروعوا الأطفال والنساء وتخلت عنهم جموع الشعب المصري الذين داهنوهم من قبل وأغروهم بأكياس السكر والزيت وضحكوا عليهم بلحاهم المغبرة بتراب العفاريت، ولم يعد يناصرهم من جماهير الشعب سوي أدعياء الشرعية المزعومة والكاذبة ومروجي الفتن والأكاذيب ومفتي الضلال والألاعيب، ولذا فقد حان حسابهم وجاء يوم القصاص منهم لكل نفس قتلت وكل موءودة دفنت وكل روح أزهقت بغير الحق وأصبحنا نري كل يوم مهانتهم علي الناس وإهانتهم بالغليظ من القول والفعل جراء ما ارتكبوه وراحوا يتساقطون جميعاً كأوراق الخريف، عدا قلة هاربة حان وقت قطافها وإلقاء القبض عليهم في القريب. ورغم صرخاتهم وعويلهم خلف القضبان من عدم شرعية المحاكمة من الأقفاص الزجاجية التي يقبعون فيها، إلا أن قضاء ربك قريب وإن بطشه لشديد ولو تنادوا للسماء أو أهل الأرض فليس هناك من مجيب، فقد باعوا الدين والأوطان فلفظتهم الأشجار والأحجار والعباد وأصبح لا مفر من أن يساموا الخسف ويلاقوا أشد أنواع العقاب، حيث لا عاصم لهم اليوم من أمر ربي وأمر الشعب مصدر السلطات حامي حمي الوطن ومفجر الثورات.