يقف خلف ماكينة خياطة الجلود وحوله من كل اتجاه أحذية قديمة وحديثة، وكل انواع الجلود زجاجات الصبغات عن يمينه وشماله لا يوجد مكان في يديه إلا وأخذ مكان صبغة مختلفة، قائلاً نحمي مهنتنا من الاندثار. مصطفى علي، اسكافي اباً عن جد من أقدم محلات صناعة الأحذية اليدوية في محافظة أسيوط كان والده أمهر صانع للأحذية ومازال يسير على درب والده فيقوم بصيانة وإصلاح الأحذية القديمة ونصنع الجديد وقال نحمي مهنتنا من الاندثار والذي يحاول التقدم والتكنولوجيا القضاء عليها رغم وجود صناع مهرة. وأوضح مصطفى علي، أنني أعمل مع والدي من سبعينيات القرن الماضي وكان والدي يعمل في نفس المهنة من خمسينيات القرن الماضي وظل حتى التسعينيات يمارس في نفس المحل وورثة منه المهنة، ومازلنا نصنع الأحذية اليدوية رغم قلة وارد الجلود المدبوغة التي ترد إلينا. وأضاف عم مصطفى، أن أنواع الجلود البقر والجاموسي والجملي وكل منهم له عمله ولكن افضلهم على الاطلاق البقري مرن وناعم ويصنع منه أفضل الاحذية ويعيش على خلاف جلد الجاموس قوى وناشف يصنع منه الشتوى والسيفتي والمبطن. وتابع مصطفى مهنتنا استبدلت بالجاهز والجلد الاسكاي والذي ليس له عمر وينتهي بسرعة ولا يتحمل الجو ومصانع الجاهز أصبحت تصنع بدون جلد من الأساس ولكن استمرارنا يحيى مهنتنا من الاندثار ويحميها من الضياع ومازلنا نقوم بصيانة وإصلاح الأحذية القديمة الجلد منها والرياضي. وأشار إلى أنه قديما كان يصنع النعل من الجلد وذلك يجعله أقوى ويعيش ويدوم طويلاً على عكس الربر وبروتان والذي ينقسم بفعل الاستخدام خلال مدة بسيطة، وحتى صناعة النعل الجلد انقرض خلال السنوات الماضية غير أنه ليس مريحاً بما يكفي لمن جربه وأن النعل الجلد يصعب أن ينقطع او يقطم ولذلك يكون أشد من الحديث ولو استمرت النعال جلد لا انقرضت المهنة. وكشف مصطفى، عن كيفية تصنيع الحذاء الوجه يأتي جاهزاً بالشكل المرغوب فيه ثم يشد على قالب وبعدها يأخذ يومين لُيطبع عليه ثم يضع في النعل بالقالب حتى يأخذ شكل القالب والقدم ويترك اسبوع ليصبح بالشكل المطلوب ونواصل هذه المهنة طمعا في أن يغير الله هذا الواقع وتصبح مهنة لا يستغني عنها. وطالب عم مصطفى بتعميم الصناعة الوطنية حتى لا نضطر إلى استيراد حذاء بالدولار ونحن لدينا صناع أمهر من فيتناموالصين ولابد من معرفة أن الصناعات المحلية والصغيرة هي التي تقوم عليها الدول ولولاها ما قامت الصين واصبح العالم كله يعمل لها حساب.
