استفزنى بشدة ما نشر فى العديد من جرائدنا اليومية بشأن الحكم الصادر من إحدى المحاكم فى الإسكندرية ضد عدد من الفتيات.. والذى يقضى بحبسهن لمدة 11 عاماً لما ثبت فى حقهن واعترفن به أمام المحكمة بارتكابهن عدة جرائم.. مجرمة فى قانون العقوبات. وقد أتعاطف مع هؤلاء الفتيات وأرثى لحالهن، خاصة أنهن فى عمر الزهور، ولكن ما الحيلة وقد ارتكبن ما أوقعهن تحت طائلة القانون، عن عمد وفى تحدٍ صارخ للمجتمع، كما أن اعتبارات المحافظة على كيان الوطن وإعلاء رأيته أبدى من أى اعتبار، ولكن ليس من المقبول أو المعقول أن تتصدى قوى سياسية أو منظمات المجتمع المدنى للمطالبة بالعفو عنهن، ومطالبة السيد رئيس الجمهورية بإعمال سلطاته فى هذا الشأن - وهو مطلب فى غير محله فى هذه المرحلة من التقاضى - كما وصل الأمر بمرشح سابق للانتخابات الرئاسية إلى تبنى نفس الموقف. وما يحدث على ذلك النحو.. تكريس للفوضى وتقويض لأركان الدولة، حيث إنه لا تبرير لمثل هذه التصرفات.. سوى أنها بقصد دغدغة مشاعر الجماهير والحصول على رصيد لدى بعض المواطنين، قد ينفعهم فى المستقبل، وحقيقة الأمر أنها مزايدة مرفوضة وممجوجة وغير قانونية، وكان من الأحرى بتلك القوى السياسية أو منظمات المجتمع المدنى التى تبنت ذلك الموقف أن تعبر عن تعاطفها وأن تمد يد المساعدة لهؤلاء الفتيات دون إهدار للقانون والقفز عليه ومحاولة إسقاط نصوصه بدلاً من العمل على تفعيلها، وهم بذلك يكرسون الفوضى والعشوائية في جميع تصرفاتنا وأفعالنا.. بما يمهد الأرض لعودة قوى الشر والإرهاب. والغريب فى الأمر أنه يفترض فى هذه القوى السياسية أو تلك المنظمات أنها معنية بالقانون وتدرك أهميته فى استقرار المجتمعات.. ولا تفسير لموقفها هذا سوى أنها - أى القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدنى والسيد المرشح السابق للرئاسة - أما أن تكون لا تعلم بالأصول القانونية وتلك مصيبة.. وإما أنها تعلم فتكون المصيبة أشد وأفدح. أيها السادة.. يا من تعبثون بأمن البلاد، وتروجوا لأفكاركهم المسمومة، وتعملوا على تغييب إرادة وعقل هذه الأمة.. اتقوا الله فى مصر، وكفى مزايدة بغير حق على آلام هذا الشعب، وأن تكفوا عن محاولة هدم أهم مقومات استقرار الأمم وهى الالتزام بالقانون فى جميع مناحى الحياة، وأن ندرك جميعاً أنه لا استقرار ولا تقدم فى ظل الفوضى والعشوائية التى تسعون لنشرها بتصرفاتكم الخرقاء بحثاً عن مصالح ضيقة، أما مصالح البلاد العليا وحق المجتمع فى العيش بأمن وأمان.. فلتذهب إلى الجحيم.. ولكن هيهات.. هيهات أن تصلوا إلى ما تخططون له.. وإن غداً لناظره قريب. اللواء حمدى سرحان مساعد وزير الداخلية الأسبق