قالت وسائل إعلام محلية إن قائد شرطة اسطنبول القوي عزل من منصبه وسط إجراءات لمكافحة الفساد توجه ضربة للنخبة الحاكمة في تركيا وتهدد سلطة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في الداخل والخارج. وحسين جابكين هو أكبر قائد أمني يعزل من منصبه حتى الآن بعد إحالة عشرات من كبار الضباط إلى التقاعد يوم الإربعاء بشأن ما وصفه أردوغان ب"عملية قذرة" لتشويه صورة الحكومة. وتم احتجاز عشرات الأشخاص بينهم أبناء ثلاثة وزراء وبعض رجال الأعمال البارزين المقربين من أردوغان في إجراء ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مظهر من مظاهر الصراع على السلطة مع رجل دين يقيم في الولاياتالمتحدة يتولى أنصاره مواقع بارزة في الشرطة والقضاء. وقال جابكين للتلفزيون التركي "مثلما كان طبيعيا بالنسبة لنا أن نتولى هذا المنصب فمن الطبيعي بنفس القدر أن نتركه...حاولنا أن نخدم بلادنا وأمتنا باخلاص." وكانت صحيفة حريت قد نقلت عن جابكين قوله "لقد عزلت من منصبي. عينت مديرا في وزارة الداخلية." وتأسس حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان عام 2001 من ائتلاف من سياسيين قوميين وآخرين يمثلون اليمين والوسط الديني المحافظ. وصعد الى السلطة باكتساح عام 2002 مستفيدا من غضب عارم تجاه الفساد وعدم الكفاءة الاقتصادية. وشهد الاتراك رفاهية غير مسبوقة منذ ذلك الحين لكن اتهامات الكسب غير المشروع ظلت قائمة. وقال المؤلف وكاتب العمود جنكيز جندر "الفساد في تركيا هو كعب أخيل بالنسبة لحزب العدالة والتنمية." وأضاف "إنه يقوض أيضا معاييرهم الأخلاقية القائمة على الاسلام." وتابع "الفساد له أثر مهم في تحديد فرص نجاح الاحزاب الحاكمة في الانتخابات." وقال أردوغان الذي مازال أكثر الزعماء الاتراك شعبية في العصر الحديث انه لن يتسامح مع الفساد لكنه يرى في المداهمات مؤامرة "لإقامة دولة داخل الدولة". وقال "بالتأكيد سوف نكشف عن هذا التنظيم". وأعاد أردوغان رسم السياسة الخارجية لتركيا من خلال زيادة التركيز على شؤون الشرق الاوسط وانتهاج علاقة أكثر حزما مع الولاياتالمتحدة والشركاء في حلف شمال الاطلسي. واكتسب شعبية كبيرة بجعل تركيا نموذجا للنظام الديمقراطي الاسلامي. ويقول كثيرون إن النفوذ التركي في أنحاء الشرق الاوسط وافريقيا يقوم على ثلاث ركائز هي الدبلوماسية التركية والتجارة خاصة في مجال الانشاءات وأعمال رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولين الذي أنشأ شبكة من المدارس الخاصة امتدت أيضا إلى أوروبا وآسيا وأمريكا.