قالت وسائل إعلام محلية إن قائد شرطة إسطنبول القوي عزل من منصبه وسط إجراءت لمكافحة الفساد، توجه ضربة للنخبة الحاكمة في تركيا وتهدد سلطة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان في الداخل والخارج. ويعد حسين جابكين أكبر قائد أمني يعزل من منصبه حتى الآن بعد إحالة عشرات من كبار الضباط إلى التقاعد، أمس، بشأن ما وصفه أردوغان ب"عملية قذرة" لتشويه صورة الحكومة. وتم احتجاز عشرات الأشخاص بينهم أبناء ثلاثة وزراء وبعض رجال الأعمال البارزين المقربين من "أردوغان" في اجراء ينظر إليه على نطاق واسع على أنه مظهر من مظاهر الصراع على السلطة مع رجل دين يقيم في الولاياتالمتحدة يتولى أنصاره مواقع بارزة في الشرطة والقضاء. وقال "جابكين": "مثلما كان طبيعيا بالنسبة لنا أن نتولى هذا المنصب فمن الطبيعي بنفس القدر أن نتركه. حاولنا أن نخدم بلادنا وأمتنا باخلاص". وكانت صحيفة "حرييت" قد نقلت عن "جابكين"، قوله: "لقد عزلت من منصبي. عينت مديرا في وزارة الداخلية". وقال المؤلف وكاتب العمود جنكيز جندر، إن "الفساد في تركيا هو كعب أخيل بالنسبة لحزب العدالة والتنمية. إنه يقوض أيضا معاييرهم الأخلاقية القائمة على الإسلام. الفساد له أثر مهم في تحديد فرص نجاح الأحزاب الحاكمة في الانتخابات". وقال "أردوغان"، الذي مازال أكثر الزعماء الأتراك شعبية في العصر الحديث، إنه لن يتسامح مع الفساد لكنه يرى في المداهمات مؤامرة "لإقامة دولة داخل الدولة"، مؤكدا أنه "سوف يتم الكشف عن هذا التنظيم". وأعاد "أردوغان" رسم السياسة الخارجية لتركيا من خلال زيادة التركيز على شؤون الشرق الأوسط وانتهاج علاقة أكثر حزما مع الولاياتالمتحدة والشركاء في حلف شمال الأطلسي. واكتسب شعبية كبيرة بجعل تركيا نموذجا للنظام الديمقراطي الإسلامي. ويقول كثيرون إن النفوذ التركي في أنحاء الشرق الأوسط وإفريقيا يقوم على ثلاث ركائز هي الدبلوماسية التركية والتجارة، خاصة في مجال الانشاءات وأعمال رجل الدين المقيم في الولاياتالمتحدة فتح الله جولن، الذي أنشأ شبكة من المدارس الخاصة امتدت أيضا إلى أوروبا وآسيا وأمريكا.