سمعت ان الدكتور أحمد عكاشة الطبيب النفسي الأكثر شهرة في مصر، قال في مقابلة تليفزيونية، ان جماعة الإخوان مريضة نفسياً، وانه علي استعداد للتطوع لعلاج أفراد الإخوان من اضطراباتهم النفسية بالمجان في عيادته أو مستشفاه. وسواء كان هذا الكلام صحيحاً أو لم يحدث، فالحقيقة كما أراها ويراها كثيرون غيري أن الإخوان فعلاً لابد أن يكونوا مصابين بنوع من أنواع الجنون. هذا أمر واضح لا شك فيه! نحن جميعاً مازلنا نتذكر ونشاهد ذلك الفيلم القديم الأبيض والأسود، الذي يذهب فيه إسماعيل ياسين إلي مستشفي المجانين، ومازلنا نضحك علي نماذج المجانين الذين قابلهم «سمعة» في الخانكة! شاهد إسماعيل ياسين ذلك المريض الذي يقف أمام الحائط في عنبر المرضي، ويضع أذنيه علي الحائط في حالة غضب هستيري، وعندما استفهم منه عما يفعله قال له المجنون: ضع أذنيك علي الحائط واسمع بنفسك. وعندما فعل اسماعيل قال له: انا لا أسمع شيئاً. رد المجنون علي الفور وهو يشد في شعر رأسه: ما هو دا اللي مجنني! المجنون يسمع أو لا يسمع هو مجنون، دائماً ثمة شيء غامض وغير مسموع يضايقه ويجننه! في نفس المستشفي قابل اسماعيل ياسين عنتره بن شداد، ضخم الجثة عريض المنكبين، مدججاً بالأسلحة كان يلعب دوره الفنان سراج منير، لكنه عندما تكلم، خرج من فمه صوت انثي ناعمة متناقضة ومعاكسة لمظهره الرجولي المهيب. تغني في دلال: فتح يا ابني فتح.. شوف مين بيكلمك! المعني أن صوت المجنون لا يعبر بالحقيقة عن حقيقته فهو رجل لكنه قد يتحدث بلسان النساء. وقابل اسماعيل ياسين في عنبر المجانين نماذج أخري عجيبة، فهذا المجنون عنده شعرة، ساعة تروح وساعة تيجي، وذلك المجنون «الدكتور شديد» في غيبوبة ولا يبالي بشيء ولا يردد سوي جملة واحدة هي: ومالو يا اخويا مالو! المجانين كما قالوا لاسماعيل ياسين في نعيم، أي انهم يعيشون في كوكب آخر غير الأرض وفي عالم مختلف ومنفصل تماماً عن أرض الواقع. وعندما أنظر إلي مسيرة أو مظاهرة، من فعاليات جماعة الإخوان، أكاد أتعرف علي نفس الوجوه التي قابلها اسماعيل ياسين في مستشفي المجانين، نفس النماذج بالضبط، فيهم من اصابه الجنون لأنه لا يسمع شيئاً، وفيهم من ينقد الواقع الملموس، وفيهم من يتحدث بعكس حقيقته. الجنون هو السبب المنطقي الوحيد الذي ينطبق علي الإخوان، ويبرر كل أقوالهم وأفعالهم، أي ناس هؤلاء الذين يقولون علي رئيسهم المعزول محمد مرسي «رضي الله عنه»! أي ناس هؤلاء الذين يتصورون أن عقارب الساعة يمكن أن تعود إلي الوراء؟! قبل حوالي عشر سنوات لم يتحمل مستشفي الأمراض النفسية بالعباسية تكاليف إعالة وعلاج مئات المرضي الذين تكدس بهم المستشفي. فما كان من مسئولي المستشفي إلا أن فتحوا الأبواب وأطلقوا مئات المرضي الي شوارع القاهرة. ليختلطوا بالمواطنين. هل تمكن بعض هؤلاء المجانين من الوصول إلي جبل المقطم وابتسمت لهم الدنيا وأصبحوا قيادات للجماعة إياها؟! والله أعلم.. لكن فكرة الدكتور عكاشة تستحق التفكير وسوف يستحق الدكتور عكاشة نفسه كل التحية والتقدير إذا فعلها. لكني أقترح عليه كلما نجح في علاج أحدهم، وقبل أن يطلق سراحه أن يعطيه شهادة رسمية. مكتوباً أعلاها «يعامل معاملة الإخوان»!