قالت صحيفة "نيويروك تايمز" الأمريكية إن القضاء على الإرهاب في شمال إفريقيا – برغم ازدياد خطورته بمرور الوقت- يقع في المقام الأول على عاتق الولاياتالمتحدة وكينيا وغيرها من الدول المعنية بايجاد وسائل فعالة لإحتوائه. فمحاولات البحث عن قائد حركة "الشباب" في الصومال وغيره من القادة المشتبه بهم في ليبيا السبت الماضي تدل على دور القوات الأمريكية في محاولات جادة للسيطرة على الإرهاب في شمال إفريقيا. فالهجوم الإرهابي على مركز "وستجيت" التجاري الشهر الماضي قد أعاد للأذهان صورة الصومال كملاذ للإرهابيين, حيث لا توجد حكومة مركزية لمدة عقدين من الزمن, بجانب تحسن لا يذكر في نظامها السياسي والأمني وهو ما أعاد المخاوف كونها معقلاً لأفراد تنظيم القاعدة ومتطرفي حركة "الشباب" الذين أعلنوا مسئوليتهم عن الهجوم. واالخوف الآن من اتساع نطاق هذه الحركة إلى كينيا وما بعدها من دول. ويؤكد المحللون للوضع أن هذا الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 60 شخصاً, يدل على صعود قيادة جديدة للحركة أكثر عنفاً رغم فقدان "الشباب" تأثيرها وتواجدها في موطنها الأصلي, الصومال. كذلك أشارت الصحيفة إلى تهديد ميليشيات "الشباب" بتصعيد الهجوم على كينيا حتى تترك القوات الكينية الأراضي الصومالية ضمن قوات الإتحاد الإفريقي لملاحقة القادة المتششدين بها, والتي كان لها أثرها في خروج "الشباب" من العاصمة الصومالية, مقدشيو. إلا أن الرئيس الكيني قد شدد على نيته بعدم الانسحاب من الصومال. من هذا المنطلق, أكدت الصحيفة أن التدخل العسكري وحده لن يحل الأزمة, فالحركة تظهر نفسها لبعض مؤيديها بمظهر حامي البلاد من تدخل القوات الأجنبية, لذلك فالحل هنا يكمن في محاولات الدول المشاركة التصرف بعكس إدعاءات الحركة. فكينيا على سبيل المثال, من الممكن أن تساعد في ذلك بإنهاء الانتهاكات التي تقوم بها قواتها ضمن قوات الاتحاد الأفريقي, كذلك ممارسات الشرطة الكينية تجاه الصوماليين غير المؤيدين ل"الشباب" في كينيا نفسها.