7 رسائل بعثها الرئيس مرسي جاءت فى الإجمالى هزلا وعبثا بحسب وصف خبراء سياسيين، أكدوا أنها لا تليق برئيس دولة، فبدلا من احتواء الأزمات زادت النيران بينه وبين خصومه. رسائل الرئيس محمد مرسى خلال خطابه أمس الأول، جاء على رأسها الكنيسة التى طالبها بعدم التخوف من الإسلاميين، لكنه وصفها بأنها تعانى الإسلاموفوبيا، والرسالة الثانية وجهها للجيش بأن مرسى هو قائد القوات المسلحة وكأن لسان حاله يقول للشعب «متحلموش بعودة الجيش للحكم»، والرسالة الثالثة كانت للإعلام بأنه كفاية عليكم سنة من الحرية والقادم أسوأ، وعن الرابعة جاءت كرشوة لشباب الثورة من خلال مشاركتهم فى الحكم المحلى, والخامسة للمعارضة التى حدثها بلهجة بعيدة عن الواقع، وكانت بحسب محللين محض افتراء ولم يجمعهم حوله بل أثار استياءهم وزاد من غضبهم والأخيرة وضع مرسى الفلول على أنهم أساس كل البلاء وأنه صاحب الإنجازات التى تعطلت بسبب أنصار النظام السابق وهو ما وصفه البعض أنه بؤس التفكير. لم يصمت أصحاب الرسالات فى مقابل رئيس يفترى عليهم فكانت هناك ردود قوية على كل رسالة، حملها مرسى إليهم فمنهم من وصفه بالعبث وآخر وصفه بالبعد عن الواقع وأن الرئيس يلجأ للتهديد غير المجدى وكان الرأى المجمع عليه فى رسالة من ال7 فئات لمرسى كرد على رسائله « انتظر يوم 30 يونيو». رسالة إلى الإعلام لم يكن هناك رسالة محددة إلى الإعلام ولكن لم يخل الخطاب من أسلوب التنبيط على المؤسسات الإعلامية المعارضة وتهرب بعض رجال الأعمال من الضرائب وطالب الإعلام بالدقة فى الطرح ونوه بأنهم مرددو أكاذيب ولا ينصفون الرئاسة ولم يتحدثوا عن إنجازات أول سيارة مصرية أو تابلت. وتعليقا على إشارات الرئيس إلى الإعلام قال مصطفى بكرى الكاتب الصحفى إن الرئيس أراد أن يقول للإعلاميين إن هناك عاما مضى من الانفلات والحرية، وهذا العام انتهى، وأنه جاهز لإشهار سيف لقطع رقاب الإعلاميين،كما أن انتقاده لرؤساء القنوات واتهمهم باتهامات باطلة لا يليق بحديث رئيس. وأضاف بكرى أن الرئيس صور الإعلام على أنه كاذب وعندما ترك أنصاره وعشيرته يؤيدونه فى حديثه ذكرنا بحصار المحكمة الدستورية وحديثه عنها حينما هللوا له «ادينا الإشارة نجيبهم فى شيكارة» وابتسم ضاحكا فهذا نهج تعود الرئيس عليه. ولفت بكرى إلى أن الرئيس تعامل بغرور مع الصحافة ونسى أنه من أحالهم للمحاكم العسكرية فى عهده واستعدى الجميع وصادر الصحف وأغلق فضائيات وحبس الصحفيين، وحاول أن يظهر نفسه على أنه حامى الحما بأنه من ألغى حبس الصحفيين، وهذا خاطئ فهو قرار الرئيس السابق وليس تفضلا منه، فقراره هذا كان مجرد تحصيل حاصل بحسب تعبيره. رسالة إلى الجيش حاول مرسى طوال الخطاب أن يظهر سيطرته على مقاليد الأمور وأن المطالب بتدخل الجيش فى الحكم لا فائدة منه فهو قائد القوات المسلحة، وعلى هامش رسائله ال7 كان للجيش نصيب من أحدها فغازل القوات المسلحة بأنها ستظل درع مصر الواقية التي تحظى بكل تقدير من كل أبناء الوطن، فضلا عن أن القوات المسلحة تتحرك الآن في أماكن مفصلية داخل مصر لطمأنة الناس وحماية مؤسسات الوطن، مضيفا أن هناك من لا يريد أن تكون علاقة الدولة جيدة بالمؤسسة العسكرية، وكل مؤسسات الدولة بما فيها الجيش تعمل تحت قيادة رئيس الدولة. واعتبر عسكريون أن هذه رسالة حادة وفاصلة حاول الرئيس من خلالها التأكيد على أن الجيش هو مجرد مؤسسة ضمن المؤسسات التابعة لسيطرته وأى رغبة شعبية فى إعادة الجيش إلى الحكم هى محض خيال ولن تلق فرصة للتنفيذ على أرض الواقع. ويرى الخبير العسكرى اللواء محمد بلال نائب رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق أن حديث مرسى مجرد كلام، حاول استعطاف الجيش لحماية شرعيته، وقال « لو ركزنا فى صورة السيسى عندما قال مرسى أنا قائد القوات المسلحة سنطرح علامات استفهام كثيرة لأنها لا يصح أن تقال بهذا الشكل وكأنه يوجه رسالة لوزير الدفاع فى حضور جماهيرى. وأضاف بلال أن رسالته إلى الجيش هى محاولة لاسترضاء الجيش ولكنها جاءت بلغة استعلاء، وقال «الرئيس أراد أيضا أن يقول للشعب من خلال رسالة الجيش متحلموش أن الجيش ينزل تانى، كما أنه أخطأ حينما قال إن الجيش لن يعود واتركوه لمهمته فى حماية الوطن، ناسيا أن وظيفة الجيش فى حماية الوطن تشمل داخليا وخارجيا والداخل أهم من الخارج ولكنه لم يلتفت الى هذا المعنى. رسالة الى الكنيسة وصفهم بأنهم شركاء الوطن ولا يليق أن يخافوا من الإسلاميين ولهذا اختلف المحللون حول ما إذا كانت رسالة الرئيس مرسي للأقباط تحمل بين طياتها رسالة تهديد أو تحريض ضدهم، ففسر بعضهم كلمته على أنها تحريضية طائفية مغلفة بكلمات معسولة، واعتبروه هجوماً على الكنيسة والبابا بصورة ضمنية عندما قال «إن الأقباط شركاء وطن واحد ولكن العلاقات فاترة ولا تخفيها الابتسامات والزيارات». ويرى المحللون أن قداسة البابا تواضروس كان فى زيارة لمرسي من أيام بناء على طلب مرسي ولكن يبدو أن تصريحات البابا لم تعجب مرسي لأنها واضحة وصريحة وقوية وخرجت من حيز الطائفية الضيق إلى رحب الوطن الواسع، وهو ما لا يرضى به مرسي وجماعته. كذلك عندما صرح مرسي بأن الأقباط لديهم إسلاموفوبيا ويخشون من كل ما هو إسلامى، ويتساءل المحللون أين كان مرسي وقت حصار الكاتدرائية ووقت أحداث الخصوص؟ أين كان من قضايا التهميش السياسي المتعمد للأقباط فى المناصب العليا أين كان من منع التصريحات لبناء أو ترميم الكنائس، فإن أراد أن يتكلم، فلابد أن يتكلم بما له وما عليه تجاه الأقباط وليس من زاوية واحدة فقط. وتعليقاً على كلام مرسى حول الكنيسة فقد أكد أمين إسكندر رئيس حزب الكرامة أن مرسي حتى الآن لم يوافق على إنشاء كنيسة، سوى كنيسة بمساحة 300 متر، أي أنها عبارة عن مساحة شقة سكنية، فهذا الرجل الذي يقدم نفسه على أنه سني في السعودية، ويهاجم الشيعة، وارتضى قتلهم ثم نأتي لكي نتحدث عن الفتنة المذهبية وكلام من هذا القبيل، فبأي دلالة يتحدث عن الأقباط فلم يشارك حتى في أية مناسبة قبطية. رسالة إلى الشباب فئة مهمة قد تطيح بكرسى عرشه وتهدد كيانه ولم يغفلها فى رسائله.. الشباب، فهم من دعوا للثورة ضد من سبقه وهو من زلزلوا الأرض تحت أقدام جماعة الإخوان المسلمين، فحاول استمالتهم بأن قوى الشباب لم تجد لها مكانا في العديد من الأحزاب القائمة بعد عامين والنصف من الثورة وأنه قرر أن تكون أولى خطواتي هي الالتحام بالشباب وتمكينهم من حكم بلدهم, وإلزامه للمحافظين بتعيين مساعدين لهم من الشباب لا تزيد أعمارهم على 40 عاما خلال شهر. وردا على رسالة مرسى للشباب أكد منتصر النوبى أحد شباب الثورة أن محاولة الرئيس لاستمالة الشباب لن تحقق هدفها وألمح إلى أن هذا العرض الذى خرج الرئيس به أمس الأول فى خطابه تم عرضه مسبقا خلال تولى حكومة الدكتور عصام شرف وجلس مع شباب الثورة ليعرض عليهم تولى مناصب مساعدى وزراء ومحافظين ولكنه لم يحدث منه شيء على أرض الواقع. وأشار إلى أن هذه الرسالة عبثية وهى إما أن تكون رشوة لكبت الغضب الشبابى وعدم خروجه فى مظاهرات 30 يونيو أو أنه يفتقد إلى فهم الأمور، وأضاف أن الشباب دائما فى أى حكم هو الحاضر الغائب لديهم فى المشهد السياسى. وقال النوبى إن شباب الثورة اجتمعوا مع الرئيس فور فوزه فى الانتخابات البرلمانية واتفقنا خلال اللقاء على عمل ورش عمل لاكساب الشباب خبرة على العمل السياسي وتم تسليم المشروع للرئاسة ونفذناه على حسابنا الخاص ولكن لم نر نتيجة واحدة لهذا المشروع. نحن لم نعارض الرئيس لمجرد المعارضة فالشباب لديهم أسباب والشعب أيضا فهو من يتخذ إجراءات عبثية للتنصل من يوم 30 يونيو القادم ولكن فات الأوان فالمركب غرقت به. وهذا بحسب النوبى. رسالة إلى الفلول من خلال حديث مطول حاول مرسى إلقاء أخطائه وعيوب حكمه على تعطيل أزلام النظام السابق له وأنهم من يعطلون عجلة إنتاجه، فالفلول هم السبب فى كل شىء بحسب رؤيته فبصوت أجش وجه لهم رسالة قوية بأنه سيمنع أنصار النظام السابق من الاستمرار في إثارة الفوضى وأنه لا تهاون مع أتباع النظام السابق حتى لو خرجوا براءة، ولا يعني ذلك حبسهم. وأن فلول النظام السابق باعوا أراضي البلد وأنهم لا يدخرون جهدا في محاولة هدم مؤسسات الدولة. وفى نفس السياق قال الأديب علاء الأسواني عبر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن خطاب مرسي يؤكد أن الإخوان يعيشون في عالم افتراضي بعيد عن الواقع تماماً، وتساءل، هل ال 16 مليون مصري الذين وقعوا على استمارة «تمرد» بلطجية وفلول؟ مؤكداً أن 30 يونيو نهاية مرسي. ووصف الأسوانى خطاب الرئيس محمد مرسي ب«البائس»، مؤكداً أن مرسي يحاول تصوير أزمته مع الشعب على أنها مجرد صراع مع الفلول، وتوجه إليه بالقول: «يا مرسي كل هذا لن ينفعك، أنت فقدت شرعيتك، سوف ترحل وستحاكم». رسالة إلى المعارضة كان للمعارضة نصيب الأسد فى رسائل الرئيس فارتجل قائلاً بعبارة هزت قلوب عشيرته وهللوا خلفه على أثرها حينما قال: «عاوز تعارض شارك» أيادينا ممتدة ومستعدة للحوار الوطني فورًا وأن الانتخابات البرلمانية على الأبواب ويجب أن تقام في أقرب وقت، وإذا كانت الحكومة لا تعجبكم فلتشاركوا في الانتخابات البرلمانية لتشكلوا الحكومة وأضاف المواقف المتشددة ورفض الحوار أدخلت البلاد في حالة استقطاب. وبحدة قال: أربأ بالمعارضة الوطنية الشريفة أن تتحالف مع أعداء الثورة. وفى رسالة قوية أضاف: «انتهت مرحلة الشرعية الثورية ونعيش مرحلة الشرعية الدستورية. وتعليقا على رسالة لا رئيس للمعارضة، وصف احمد بهاء الدين شعبان عضو جبهة الإنقاذ الوطنى الخطاب برمته أنه خرج من شخص معزول عن الواقع ويعيش فى عالم افتراضى لا صلة له بالحقائق وحديثه عن المعارضة فض مجالس لأنه لم يحدث أنه حاور المعارضة بشكل جدى مسبقا وأضاف لو كان المعارضة استشعرت يوما جدية الرئاسة فى النقاش ما تأخرت عن تلبية الدعوة. وتابع: «دعوات مرسى للحوار كانت مجرد دعوات كلامية لا أفق بها ولا التزام وتنتهى إلى لا شىء وإلى مزيد من التدهور ليصبح المظهر العام أمام الرأى العام للمعارضة أنه استشارهم وهذا كذب وادعاء. وأضاف شعبان أن رسالة الرئيس للمعارضة خداع للشعب لأنه أوهمهم بأنهم متربصون به وأنها لم تشارك فى حواراته ونسى أن المعارضة رفضت أن تشارك فى هذا الخداع الرخيص. وقال شعبان «إن الرئيس يضيع وقته والشعب فى حديث لا معنى له والأفضل أن ينتظر يوم 30 يونيو». رسالة إلى القضاة بعد حالة من العداء والتربص بهم لفترة طويلة بقرارات مؤلمة لهم ومحاولة للنيل منهم بقوانين، جدد كسب الود لهم.. فأرسل رسالة إلى القضاة قال لهم فيها: نحتاج قانون السلطة القضائية ولن يخرج إلا بتوافق بين السلطتين التشريعية والقضائية مستنكرا دخول بعض القضاة ساحة السياسة لأنه يخالف هيبة القضاء وأعرافه العريقة، فضلا عن تنويه إلى أنه يجب إحالة 22 قاضيا للتحقيق بتهمة تزوير الانتخابات في عهد مبارك. وفى نفس الإطار، يرى المستشار سعيد الجمل رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق أن الرئيس محمد مرسي كان عنيفا بأقصى درجة مع القضاة من خلال تشويه صورة أحدهم ومع تدرج الخطاب وفى إطار الاستعطاف لكافة الفئات حاول امتداحهم وكسب ودهم من جديد.. وأضاف «الجمل»: إن اتهام «مرسي» لقاض بالتزوير بدون سند قانوني وبغير مصلحة عامة عبث قانوني يجب ألا يصدر من رئيس دولة لأن كلامه يجب أن يكون دقيقاً، وأكد أن من حق هذا القاضى رفع دعوى قضائية للسب والقذف على الرئيس.