الحكم الذي أصدرته محكمة مدينة نصر بحبس محمود محمد عبدالله الملقب ب «أبو اسلام» بالسجن 11 عاماً، ونجله 8 سنوات في قضية ازدراء الأديان بعد قيامه بتمزيق «الإنجيل» والتهكم علي الديانة المسيحية، دليل قاطع علي أن قضاء مصر بخير، وهو الحصن المنيع الذي يلجأ إليه الناس وفي حقيقة الأمر فإن كل الذين علي شاكلة هذا الرجل يجب أن يطولهم قضاء مصر العادل، بسبب تصرفاتهم وأفعالهم المشينة التي صدعوا رؤوس العباد بها، فهؤلاء زمرة من البشر تاجروا بالدين، وتطاولوا علي خلق الله وأديان رب العباد.. من الذين تطاول عليهم «أبو اسلام» الزعيم مصطفي النحاس، وزعماء الوفد التاريخيون الذين وهبوا حياتهم فداء للوطن والمصريين.. هذا الرجل المخرب وأمثاله كان متوقعاً أن ينال عقابه الشديد، فلا يوجد أحد يتطاول علي الزعيم خالد الذكر النحاس دون أن يناله عقاب رادع، لم يكن النحاس زعيماً فحسب إنما كان لصياً من أولياء الله الصالحين، وعلي مر التاريخ لم يفلت إنسان واحد من العقاب تعرض للنحاس ببذاءات أو تطاول عليه، ونسي هؤلاء المتطاولون الشتامون الذين يتاجرون بالدين أن الله سبحانه وتعالي يقول «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، الذين آمنوا وكانوا يتقون». هي مفارقة ليست غريبة ولا شاذة أن يتلقي البذيء عقابه، خاصة الذين يتطاولون علي الزعيم النحاس.. ففي تاريخ النحاس طوال حياته وبعد مماته، تعرض كل بذىء ومتطاول عليه للعقاب الشديد، لأن الله يدافع عنه من منطلق «إن الله يدافع عن الذين آمنوا»، والنحاس رمز التقي والورع تعرض للكثير من التجريح علي أيدي خصومه السياسيين في حياته، وللتطاول من الذين يتاجرون بالدين، أمثال الملقب ب «أبو اسلام» والإسلام منه بريء.. لقد خرج هذا الرجل المنسوب بهتاناً إلي الإسلام حاملاً كيلاً من الاتهامات علي زعماء ورجال وقادة الوفد، وخص قسطاً كبيراً من الشتائم والبذاءات للزعيم الراحل مصطفي النحاس. أشد ما يؤلم المرء ويؤرقه أن أصحاب البذاءات والشتائم، يتمسحون بالدين ويزعمون أنهم مدافعون عنه، ويتصرفون بشكل يشوه الدين، وقد فعل «أبو اسلام» أكثر من هذا، وقام علناً أمام جموع الناس بالتطاول علي الديانة المسيحية، ونعت الوطنيين بما ليس فيهم.. هؤلاء وأمثالهم هم الخطر الحقيقي علي الوطن وبسطاء الناس الذين ينحنون تعظيماً وتبجيلاً أمام من يتحدث بالدين ويذكر آيات من القرآن ويتحدث عن الفضيلة في حين أنهم لا يعرفون خلقاً ولا فضيلة «هم في الحقيقة ثعالب ترتدي ثوب الواعظين». ليس بغريب علي تاريخ الزعيم مصطفي النحاس أن من يتعرض له بأذي أو يتطاول عليه ينال العقاب الرباني، فالعارفون لتاريخ النحاس، والمطلعون علي سيرة حياته الناصعة البياض، يعرف تماماً أن من ناله بسوء أو أذي، يلقي الجزاء الرباني، و ياسبحان الله لقد مرت شهور قليلة علي واقعة بذاءات «أبو اسلام» علي الزعيم، حتي صدر حكم بحبسه أحد عشر عاماً في واقعة ازدراء الأديان، بالإضافة إلي ابنه الذي نال هو عقابه بالحبس ثماني سنوات.. فالنحاس لم يكن زعيماً وطنياً فحسب بل كان ولياً فقيهاً، عرف الله في كل تصرفاته، فعرفه الله ودخل معيته، ولله في خلقه شئون.. يرحم الزعيم خالد الذكر وهدي كل المتطاولين وأصحاب البذاءات الذين ينالون من خلق الله زوراً وبهتاناً.