يعكس الفزع الذى أصاب الرئاسة والحكومة الفاشلة من تحرك ثورة «تمرد» وجعلتهما تحفران نهايتهما وكما يقال قبرها بأيديها ما تعلنه القوى الإسلامية من تحديات لثورة تمرد وكيف ستقابلها بعنف وما أعلنته من التصدى لثورة تمرد بحركة تجرد الإسلامية التى تؤيد رئيس الجمهورية وجماعته الإسلامية وحزبه الإسلامى. إن الاحتياطات الأمنية التى أعلنت حكومة الرئيس الفاشلة عنها من إغلاق العديد من الشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية لمنع شعب مصر المعارض لحكم الرئيس محمد مرسى وحكومته الفاشلة، ما هو إلا فشل آخر يضاف إلى سقطات الحكومة الفاشلة التى يصر رئيس الدولة على دعمها حتى أوصلت البلاد إلى هذه الحالة المتردية مالياً واقتصادياً وأمنياً. تحاول الرئاسة من خلال مجلسها الشورى وبسرعة فائقة إصدار القوانين التى تعتقد أنها سوف تقفل الأفواه المطالبة بنهاية حكم الإخوان وإقالة الحكومة الفاشلة بغية إنقاذ البلاد من هذا التدهور. إن إرادة الشعب لا ترهبها وضع المتاريس فى الشوارع ولا إصدار قوانين مفصلة لأغراض لتجريم وقفات المعارضين لأن هذا الشعب مستمر فى ثورته حتى يحقق كل أهدافها التى فشل الرئيس الحالى وحكومته فى تحقيق أى منها. لقد انطلقت حركة تمرد من شباب ثورة 25 يناير ولم تأت تحت مظلة أى حزب سياسى أى أنها صوت الشعب المصرى بأجمعه الذى قام بثورته ليطيح بالفساد والظلم الذى كان يمارسه الحكم السابق ولم تقم هذه الثورة لتأتى بجماعة الإخوان المسلمين لتحكمها وتمارس أخونة كافة مؤسسات وقطاعات الدولة لخدمة أغراضهم وليس للعمل لما هو فى صالح البلاد وشعبها. لماذا أعلنت الجماعات الإسلامية أنها ستتواجد فى الشوارع وحول قصر الاتحادية اعتباراً من يوم 28 يونيو وحتى يوم 30 يونيو، الرئيس الذى يدعى أن الشعب يحبه وأن شعبيته تزداد يوماً بعد يوم، فهل يحتاج إلى نزول المؤيدين له فى مواجهة مع المعارضين؟ إن الإنسان أو الحاكم الذى يحبه الشعب ليس فى حاجة إلى أن يحشد أياً من مؤيديه للدخول فى صدام مع معارضيه وهو يعلم ما قد ينتج عنه هذا الصدام من إسالة دماء المصريين الشرفاء سواء المعارضون أم المؤيدون. لقد أظهر الشعب المصرى غضبه من الحاكم ومن حكومته الفاشلة وقبل انطلاق حركة تمرد وذلك مما شاهده الشعب المصرى كله ومعظم شعوب العالم أثناء جنازة الشهيد النقيب محمد عبدالعزيز، وبعد هذا يدعى الرئيس مرسى أن الشعب يحبه وأن شعبيته تزداد يوماً بعد يوم. لو كانت شعبية مرسي تزداد يوماً بعد يوم - كما يدعي - لطلب من حكومته الفاشلة أن تؤمن مسيرات هذه الحركة ويمنع أية اعتداءات عليها حتى توصل رسالتها إلى الرئيس ومن ثم على الرئيس أن يواجه شباب هذه الحركة ويتواصل معهم للوصول إلى حلول تحقق أهداف ثورة 25 يناير. غير أن الواقع يقول عكس ذلك، فشعبية الرئيس مرسى فى تدهور من يوم إلى آخر ويرجع ذلك إلى عدم قدرته على تحقيق وعوده للشعب المصرى خاصة محدودى الدخل الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة ومحدودية دخولهم. الرسالة التى يجب أن يفهمها ويستوعبها جيداً الرئيس مرسى أو أى رئيس آخر أن الشعب المصرى يريد حياة كريمة وعدالة توزيع فى الدخل، ويعيش آمناً فى بلاده وأن يجد أولاده عملاً يحقق له دخلا يعاونه على مجابهة تكاليف المعيشة وتكوين أسرة متعلمة صحية آمنة، وأن الشعب المصرى ليس هذا الشعب الذى يهدف إلى خلق المشاكل والصراعات مع الحاكم أو حكومته كل يوم. ولكن للأسف الحكام وحكوماتهم يدفعون الشعب إلى الثورة عليهم إما لأنهم عاجزون عن تحقيق ما وعدوا الشعب به أو أنهم غيرمؤهلين لإدارة شئون البلاد وأن وجودهم على رأس السطلة الحاكمة للبلاد يلحق بالبلاد وشعبها أضراراً كثيرة لا يمكن السكوت عنها. ولعل هذا هو ما أوجد على أرض الواقع حركة تمرد التى تهدف أساساً لأن يحقق لها الحزب الحاكم حالياً وحكومته أهداف ثورته فى 25 يناير وإلا فعليهم التنحى وترك الحكم لمن يقدر على ذلك، إن حركة تمرد لا تهدف أساساً إلى أن يرحل الرئيس مرسى ولكنها رسالة له إذا لم تكن قادراً على أن تكون رئيساً للشعب المصرى كله وليس لفصيل واحد كما تسميه «أهلك وعشيرتك», أن تحقق لهذا الشعب وشبابه أهداف ثورته فى 25 يناير وأن يشعر هذا الشعب أن دماء شهدائه لم تذهب هدراً. قد يكون هناك فرصة أخيرة للرئيس مرسى فى امتصاص غضب الشارع والشعب المصرى كله فى أن يقوم فوراً ودون تأخير بإعلان قرار بإقالة حكومة هشام قنديل وتشكيل حكومة تكنوقراط من الشعب المصرى ومن غير رؤساء ورموز أية أحزاب سياسية ويتمتعون بالخبرة والكفاءة التى تحتاجها البلاد فى هذا الوقت. أما إذا كان الرئيس مرسى مصرا على استمرار الوضع على ما هو عليه فليس أمامه مفرا من أن يعلن يوم 30 يونيو أو قبله تنحيه عن الرئاسة والإعلان عن انتخابات مبكرة لرئاسة الجمهورية. إن الوضع المالى والاقتصادى والأمنى لمصر لا يحتمل كل هذا الإخفاق فى إدارة مصادر ثروات الدولة والاستمرار فى انهيارها حتى لا يكون هناك مفر من أن تواجه البلاد ثورة جياع شعبية سيصعب على أى حاكم وقتها إيقافها. الرئيس السابق لحكومة الوفد الموازية