فيلم باز لورمان «جاتسبي العظيم» سيفتتح الدورة ال 66 لمهرجان كان الدولى ليكون الفيلم الثاني للورمان الذي يفتتح هذا المهرجان، بعد فيلمه Moulin Rouge وهي المرّة الثانية التي يختار فيها المهرجان فيلماً بالأبعاد الثلاثة لافتتاحه. بعد فيلم Up... أمضى لورمان 83 يوما فى تصويره وبلغت تكاليف إنتاجه 125 مليون دولار، وصور بين استوديوهات «فوكس»، ومدينة سيدنى الأسترالية وتلك الإمكانات الرائعة التي ظهرت في صور الفيلم هناك تؤكد لنا أنه سيخرج فيلماً مثيراً بعناصر الإبهار والتشويق، إلى جانب وجود فريق عمل كامل له في أستراليا، وإلى ذلك وفرت الحكومة لكادر العمل خدمات كثيرة وتعاوناً كاملاً بفضل جنسية باز الأسترالية..يشارك في بطولته أسطورة السينما الهندية أميتاب باتشان ويلعب دور «ماير فولفسهايم»، وهو شخصية غامضة تساعد ليوناردو دي كابريو «جاي جاتسبي» بطل الفيلم. على كسب عيشه بعد الحرب العالمية الأولى وهو شاب ريفي طموح، نشأ وترعرع فى غرب أمريكا، لكنه وبعد أن ينتقل إلى نيويورك، يصطدم هناك بحياة الرفاهية والفخامة, وتلعب «كاري موليجان» دور «ديزي بوكانان», جويل إجيرتوند, توم بوكانان. وفيلم «جاتسبى العظيم» هو نسخة ثلاثية الأبعاد لرواية «إف سكوت فيتزجيرالد» الكلاسيكية التي تحمل نفس الاسم، نجمة الغناء الأمريكي ليدي جاجا شاركت في كتابة الأغنية الخاصة بالفيلم، مع المغني برنس. والفيلم مأخوذ عن رواية من تأليف الكاتب الأمريكي فرنسيس سكوت فيتزجيرالد وهى إحدى كلاسيكيات الأدب الأمريكي وأهم الوثائق الأدبية المؤرخة لفترة العشرينات المسمى بعصر الجاز The Jazz Age، وشارك باز لورمان في كتابة السيناريو مع الكاتب كريس بيرس، وتجري الحوادث عام 1922 في نيويورك، حيث العصر الذهبي لموسيقى الجاز خلال الأزمة الاقتصادية التي عصفت بأمريكا وانتشار عمليات التهريب وظهور طبقة جديدة من الأثرياء، فيما يدور الحدث الرئيسي حول الكاتب نك كاراوي توبي ماجوير الذي يقرر أن يرحل من بلدته في الغرب الأمريكي ويأتي إلى نيويورك ويحقق حلمه الأمريكي بالسكن الي جوار الشخصية الثرية والمشهورة والغامضة جاي جاتسبي «ليوناردو دي كابريو» الحديث الثراء والذي يعجّ قصره دائماً بالحفلات الصاخبة، لكن نك يجد نفسه شاهداً على حياة بائسة ومأساة حقيقية من خلال ديزي حبيبة جاتسبي المتزوجة من توم بوكانن، ولاعبة الجولف جوردن بيكر صديقة ديزي التي تستأثر باهتمام الراوي نك كاراوية، وميرتل عشيقة توم بوكانن، وهناك شخصيتان أنثويتان ثانويتان هما كاثرين شقيقة ميرتل وجارتها مسز مكي..» الرواية أشبه ما تكون بقصة اعترافية لحياة فيتزجيرالد مع زوجته زيلدا، ويشترك فيتزجيرالد مع بطل الرواية جيه جاتسبي في أنه شاب يعبد الثروة ليقدمها ذبيحة تحت قدمي شابة فائقة الحسن يتيّم بها أثناء أدائه الخدمة العسكرية في الجنوب. المؤلف والبطل يأتيان من خلفية متواضعة، لكنهما ينجحان في مسيرتهما العملية في سن مبكرة نسبياً. وكما عاد فيتزجيرالد من نيويورك بعد رواج روايته الأولى للزواج من زيلدا بعد أن كانت رفضته لفقره، يعود جاتسبي وقد وصل إلى غاية الثراء وخرج من الضيق إلى السعة بعد ضنك العيش ليبحث عن ديزي التي كانت تزوجت من رجل آخر. كحال جاتسبي، قدّس فيتزجيرالد الأثرياء بعد أن وجد نفسه يعيش في الشرق (الساحل الشرقي للولايات المتحدةالأمريكية، وخاصة مدينة نيويورك في بيئة تميزها نزعات مادية لا ضوابط لها، وتم تصوير الرواية منذ صدورها حتى الآن أربع مرات حملت جميعها العنوان الأصلى للرواية وكان أول فيلم عام 1926 فيلما صامتاً من بطولة وارنر باكستر ولويس ويلسون ووليم بويل ومن إخراج هربرت برنون. أما الفيلم الثاني فكان عام 1949 للمخرج إليوت نجنت الذي لعب دور البطولة فيه آلان لاد، وبتي فيلد، وشيلي وينترز والفيلم الثالث أنتج عام 1974، وكان من إخراج جاك كلايتون وهو الفيلم الأكثر شهرة، أدى روبرت ردفورد دور جاتسبي، ومثلت ميا فاراو دور ديزي بوكانان، أما سام وترستون فأدى دور نك كراوية، وكتب السيناريو فرانسيس فورد كوبولالكن حسب رأي النقاد، فإن فيلم 1949كان أكثر إخلاصاً في تصوير الرواية وحبكتها، رغم مهارة كوبولا، المخرج والمنتج وكاتب السيناريو الفائز بجائزة الأوسكار خمس مرات. أنتج الفيلم الرابع عام 2000 لكنه لم ينتج للسينما وإنما كان فيلماً تلفزيونياً من بطولة توبي ستيفانز وبول رد وميرا سورفينو. من المعروف أن المخرج العالمي باز لورمان أصيب بجرح غائر في الرأس أثناء تصويره الفيلم إثر انفعاله بسبب ارتكاب احد افراد طاقم الفيلم خطأ ليقف فجأة ويشج رأسه فى العمود الصلب لذراع كاميرا التصوير الضخمة وتنزف دماؤه، ويقرر الطبيب الذى استدعى على عجل إجراء ثلاث غرز للجرح.