تحت عنوان "قطر تراهن على قوة نضال مصر"، نصحت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية بضرورة إيجاد أرضية مشتركة بين مصر وقطر من أجل توفير مصالح أفضل للبلدين. وعلى هامش المؤتمر الصحفي الختامي لقمة جامعة الدول العربية الذي أقيم بالدوحة، ظهرت مشاعر الإحباط على "حمد بن جاسم الثاني"، رئيس الوزارء القطري، عندما سئل عن تدخل دولته الخليجية في مصر. وتعليقا على ذلك، أعلن أن الدوحة لن تشتري قناة السويس. كما أنها لن تأجر الأهرامات، ونفى الشائعات التي ترددت مؤخرا عن نوايا القطريين التي انتشرت على وسائل الإعلام المصرية. بالإضافة لذلك، فإن قطر لا تنحاز لأي من جانبي الصراع السياسي سواء الإسلاميين والليبراليين، حيث أدعى رئيس الوزراء، أن بلاده أعطت 2 مليار دولار مساعدات لمصر أثناء المرحلة الانتقالية تحت حكم المجلس العسكري وقبل انتخاب الرئيس "محمد مرسي"، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الصحيفة إن ركوب الموجة الإسلامية في المنطقة يجعل الشعور السياسي لقطر، ذو الطموحات الكبيرة، يتزايد لحاجتها في تأمين مستقبلها. ولكن أن تصبح طرفا في الصراعات السياسية الداخلية هو عمل محفوف بالمخاطر، وأكثر خطورة مما توقعت العاصمة القطرية الدوحة. وأضافت الصحيفة أن ما تعتبره الدوحة دعم لحكومات ما بعد الثورة الوليدة ينظر إليه من قبل العامة على أنه تدخل مشبوه في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وعلى الرغم من أن قطر تتدخل أيضا في سوريا، إلا أن دوافعها وتدخلها في مصر أكبر وأكبر، حتى أنها أصبحت طرفا في معركة الاستقطاب لروح الدولة المصرية. ونقلت الصحيفة عن مسئول عربي قوله: "المشكلة هي أن مصر مهمة جدا، ولها وزنها وثقلها في المنطقة والعالم، ولكن ليس هناك وضوح حول مستقبلها..فإذا مصر تعاملت بحكمه واستطاعت الوقوف على قدميها فإنها لن تحتاج إلى جداول أعمال من مختلف أنحاء المنطقة." وعلقت الصحيفة على تلك التصريحات قائلة: صحيح بما فيه الكفاية ولكن تبدو مصر غير قادرة على الوقوف على قدميها وعواقب فشلها قد تأتي بنتائج عكسية على مؤيدي الإسلاميين ومعارضيهم على حد سواء. وختمت الصحيفة قائلة: قد تكون مصالح دول الخليج في وضع أفضل من خلال ايجاد أرضية مشتركة بشأن سياسة مصر، فالتعاون عملية صعبة لا شك فيها، ولكنها ضرورية أيضا.