«عيد الأضحى» ليس «فتة ولحمة» ونحر للأضاحى لتوزيعها على المحتاجين والفقراء.. أو تجمع للأهل والأقارب للتبادل التهنئة أو لتوزيع العيدية على الصغار..لكن ما يميزه الخروجة الحلوة سواء كان لحديقة للجلوس على حشائشها الخضراء والاستمتاع بالمناظر الطبيعية أو السينما للاستمتاع بمشاهدة أفلام الموسم. ومع تعدد مناطق التنزه، يبقى النيل له وضع خاص.. حيث يتجمع الآلاف على جانبى الكورنيش طيلة أيام العيد المبارك.. للاستمتاع بمشاهدة ميائه التى تبعث فى النفس الطمأنينة والسلام.. ولا تفرق بين «مقتدر أو فقير» بل الجميع يتساوون أثناء وقوفهم أمام النهر. ونال «ممشى أهل مصر» إعجاب مئات المترددين عليه خلال أول أيام عيد الأضحي... حيث عبروا عن سعادتهم بوجود هذا المشروع العظيم الذى أعطى جمالاً إضافياً للقاهرة وأضاف لمسة جمالية للكورنيش جذبت إليه الآلاف، رغم أن موعد افتتاحه لم يحدد، ولا تزال عمليات التطوير مستمرة فيه. وخلال جولتنا بالقرب من الممشي.. ظهر كورنيش النيل بالقاهرة بشكل جمالى رائع يجذب أنظار المارة بعد انتهاء أعمال المرحلة الأولى من إنشاء «أهل مصر»، وزراعة جزء كبير من حدائق الكورنيش، وتشطيب المشايات والمحال المطلة على الكورنيش، والتى تقع أسفل الطريق بنفس مستوى مياه النيل. ولاحظنا أن السعادة تضيء وجه المتواجدين بالقرب من المكان والابتسامة التى لم تغب عن وجوههم طيلة فترة جلوسهم على النيل، تكشف مدى ارتباط المصرى بالماء..ويعبر عن هذه الحالة العالم الفرنسى جورج بالاندييه، فقال: «إن الماء فى الفكر الدينى المصرى القديم يمثل عنصراً أساسياً منه تخرج الحياة الجديدة، وإلى المحيط الأزلى تؤول الشمس وقت الشفق، لتبث فيه قوة نشطة جديدة». فعلى طول نايل سيتى وحتى كوبرى 15 مايو، يجلس عشرات الأسر أمام النيل، حيث قصدنا إحداها لتعبر لنا عن سبب اختيارها هذا المكان للتنزه فى العيد، حيث أكد لنا «مصطفى محسن» 34 عاماً، أن الكورنيش من أحب المناطق لقلبه ويقصده فى المناسبات أو الإجازات ليستمتع بالنظر إلى النيل والمياه، مشيراً إلى أنه منذ أن عزمت الحكومة على تطوير الكورنيش والبدء فى مشروع «الممشى»، أصبح من الزائرين الدائمين للمكان. وأضاف محسن أنه فخور بهذا المشروع العملاق الذى يعد واحداً ضمن عدد كبير من المشروعات التى تنفذها الدولة حالياً لتوفير حياه كريمة للمصريين. وكانت الحكومة بدأت بوضع مخطط فني وهندسي لبناء كورنيش جديد لنهر النيل بالقاهرة الكبرى والمحافظات لإنشاء ممشى أهل مصر ليضاهى الدول الأوروبية بعد توجيهات الرئيس بوضع مخطط متكامل لعمليات إزالة التعديات على مجرى النيل وتطهيره من العشوائيات وتحسين تدفق سريان المياه وكمياتها فى سبتمبر 2019. ويهدف المشروع إلى تنمية السياحة والاستثمار، ويتضمن إقامة مراسى ومسارح عائمة ومطاعم وكافتيريات وخدمات ومنافذ بيع، كما يعمل على تشجيع ممارسة الأنشطة الرياضية المائية مثل التجديف والمراكب الشراعية، وراعى توفير مناطق انتظار للسيارات على مستوى منخفض واستغلال سطحها وواجهتها فى أنشطة ترفيهية، كما وضع فى الحسبان احتياجات ذوى الهمم. وخصص حوالى 585 مليون جنيه لتطوير الممشى، حيث إنه قسم المشروع الكبير الذى يضم حوالى 4000 عامل إلى 3 مراحل الأولى بطول 2 كم من كوبرى 15 مايو حتى كوبرى أكتوبر وجرت زيادة طول ممشى المرحلة الأولى بإنشاء مسار موازٍ بجوار النيل بمتوسط عرض 6.5م، كما تم إنشاء 19 مبنى تنقسم إلى 62 محلاً و5 كافتيريات و5 مطاعم، بالإضافة إلى تنفيذ 3 مدرجات سعة 1240 فرداً ومسرح سعة 772 فرداً، وتم إنشاء 3 جراجات سعتها 180 سيارة. ويشتمل هذا المشروع الذى يعد بحق نقلة حضارية على تنفيذ مساحات خضراء تصل إلى 3100م2 تحتوى على أكثر من 235 شجرة و62 نخلة، كما انتهت أعمال تنسيق الموقع من تراسات ونوافير مائية ووحدات الإضاءة والبرجولات. أما المرحلة الثانية من المشروع بدأت فى أكتوبر الماضى بالتوازى مع الأولى، تشهد المرحلة الثانية تطوير جزء آخر من ممشى كورنيش النيل بطول 3.2 كم، وتقع المرحلة الثانية فى المسافة من كوبرى قصر النيل انتهاء بكوبرى إمبابة وكوبرى الساحل، وتشمل تنفيذ ممشى أفراد متدرج المناسيب بطول 4 كم، ويبلغ متوسط عرض الممشى العلوى 4.5م ومتوسط عرض الممشى السفلى 6.5م، كما تتضمن هذه المرحلة تنفيذ 19 مبنى ما بين مطعم عائم و3 كافتيريات و63 محلاً تجارياً، و7 مبانى خدمات و9 مدرجات سعة 2552 فرداً ومسرحين سعة 1700 فرد. والمرحلة الثالثة تتكون من قطاعين الأول من كوبرى تحيا مصر إلى كوبرى الساحل والثانى من كوبرى قصر النيل إلى كوبرى قصر العيني.
