"أنا قررت أسيب الكنبة وأنزل التحرير..الموضوع بقى حياة أو موت".. "مش نازل الاستفتاء على الدستور.. وهنضم لحزب الكنبة".. تعكس الكلمات الحالة السادة في الشارع المصري هذه الأيام، والتي تشبه لعبة "الكراسي الموسيقية" على "الكنبة"، حيث نرى أن هناك نوع من المواطنين قرر أن يتخلى عن الكنبة ويخرج عن حالة الصمت إلى الشارع للتعبير عن رأيه، والنوع الآخر أعلن انضمامه لحزب الكنبة ومقاطعته الإستفتاء على الدستور. تحدثت (الوفد) مع بعض النماذج من تلك الفريقين لمعرفة أسباب تغيير موقفهم: "تكفير عن ذنبي" في البداية يقول أحمد سمير،21 سنة، طالب: "بعترف إني كنت في الأول لا أعرف شيء عن السياسية، وبالتالي كنت لا أستطيع تقييم الأمور بشكل صحيح، بمعنى أنه كان من السهل التأثير على رأيي، فبمجرد ما كنت أستمع لوجهة نظر ما سريعا ما أميل إليها وأصدقها، وللأسف أدركت ذلك مؤخرا بعد أن تركت نفسي فريسة لأي شخص يريد التأثير على إقناعي". ويكمل: "لذلك قررت أن أترك الكنبة وأنزل إلى التحرير لكي أفعل كل ما بوسعي لمساندة من هناك والمطالبة بإلغاء الإعلان الدستوري، وذلك لكي أكفر عن الذنب الذي أرتكبته في حق الشهداء والثوار، طوال فترة صمتي". "حزب الكنبة على حق" بينما تحدث نبيل محمد، 25 سنة، موظف، قائلا: "قررت أن أصبح مواطن كنباوي وأقاطع الاستفتاء على الدستور، لأن مجرد المشاركة فيه سواء بنعم أو لا، ده معناه إني معترف بيه وبمدى قانونيته، لذلك سوف أمتنع عن التصويت حتى لا أشارك في هذه الجريمة، والتي لو نفذت سيكون حكم على الثورة بالإعدام، وسوف نقرأ الفاتحة على كل أحلامنا بالحياة المليئة بالديمقراطية والعدالة والتي ظللنا نحلم بها منذ قيام الثورة". ويضيف عبد الله صبحي، 22 سنة، طالب: "والله طلع حزب الكنبة ده معاه حق، على الأقل جاب من الآخر وريح نفسه من وجع القلب، لذلك قررت أن أكون أحد أعضائه، خاصة بعد أن تأكدت أن كل ما يخطط له الإخوان هو الذي يحدث، فهم سريعا ما انتشروا في كل أجهزة الدولة، ومارسوا سياسية القمع ضد كل من يعارضهم في الرأي، لذلك فهم سيفعلون المستحيل لكي تكون نتيجة الإستفتاء في صالحهم، ولكل هذه الأسباب قررت أن أقاطع الإستفتاء، لأنني ولو أول مرة أشعر أن رأيي لن يغير شيء". "السكر والزيت أهم" "إحنا في بلد اللي معاه الزيت والسكر هو اللي بيحكم"..هكذا عبر بلال أحمد، 27 سنة، محاسب عن استنكاره حول ما يحدث، قائلا: "للأسف أغلب الناس عندنا في مصر ليست على قدر كافي من الثقافة أو التعليم لكي يستوعبوا عواقب وجود مثل هذا الدستور، لذلك من السهل التأثير عليهم بأفكار خاطئة، خاصة لو كان هناك فائدة سوف تعود عليهم من وراء ذلك، فمن المؤكد إنهم سينفذون أوامرهم دون تفكير". ويكمل: "وهذا ما حدث في الاستفتاء الأول على الإعلان الدستوري، والانتخابات البرلمانية، وانتخابات الرئاسة، حيث كان الزيت والسكر هم كلمة السر لنجاح الإخوان في تخطيطهم ووصلهم للسلطة، لذلك أنا على يقين تام أن هذا هو الذي سوف يحدث هذه المرة، وهذا ما سيدفعني لمقاطعة الاستفتاء نهائيا والتزام الكنبة في انتظار التموين الإخواني".