"مش هنتحرك من التحرير غير لما الرئيس يلغي إعلانه الدستوري".. "مش هنسمح لحد أنه يبقى ديكتاتور علينا تاني" "لو سكتنا المرة ديه ..يبقى نستاهل اللي هنشوفه" خرجت هذه الكلمات من ميدان التحرير صباح اليوم، في أول ساعات الاعتصام الذي أعلن عنه أمس نحو 15 من الأحزاب والقوى السياسية احتجاجا على الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس محمد مرسى الليلة قبل الماضية. تعبر الكلمات عن حالة الغضب والقهر التي يشعر بها مجموعات من الشباب الذين استجابوا لدعوة الاعتصام، مشيرين إلى أن بعض بنود هذا الإعلان تأتي في الإتجاه المعاكس لمطالب الثورة، وأنهم لن يسمحوا لأحد أن يفرض عليهم "نظاما ديكتاتوريا مرة أخرى" –على حد قولهم- مهما كان الثمن الذي سوف يدفعونه لمنعه. تحدثت "الوفد" مع مجموعة من الشباب المعتصم في ميدان التحرير.. "مصر بتنهار" في البداية يقول محمد شرف، 24 سنة، محاسب: "عمري ما كنت حاسس بالخوف والرعب على مصر زي دلوقتي، بجد لما سمعت بنود الإعلان الدستوري ده حسيت إن مصر بتنهار، مش قادر أصدق إن بعد كل التعب ده والأيام الصعبة اللي إحنا عشنها والشباب اللي زي الورد اللى ماتوا عشان إحنا نعيش يحصل فينا كل ده، عشان كده قررت إني أنزل الميدان واعتصم وأقول بأعلى صوتي لأ لكل من يحاول أن يسلبنا حق الديمقراطية أو يفرض علينا أحكامه، وعندي استعداد أقعد سنة في الميدان مش أسبوع، بس المهم تتحقق مطالبنا". "آخر أمل عندي" ويتفق معه في الرأي على الصياد، 22 سنة، طالب: "معنديش حل تاني غير الميدان، هو آخر أمل عندي عشان أحس أن البلد دي لسه بلدي ومبقتش بتاعة الإخوان لوحدهم، أنا من الأول معترض على حالة الإهمال اللي بتزيد كل يوم عن التاني، لكن كنت بقول لازم نصبر شوية مفيش حاجة بتتصلح مرة واحدة". ويكمل: "لكن لما سمعت الإعلان الدستوري، حسيت إني سمعت خبر وفاة مصر الديمقراطية، وبداية عصر جديد للديكتاتورية المُحكمة والتي لن نستطيع التخلص منها مدى الحياة بسبب هذا الإعلان الدستوري الذي يجعل الرئيس هو الخصم والحكم في نفس الوقت، كما أنها تحصنه من المسألة أو المحاسبة". "حياة أو موت" "مشكلتنا إننا مش بنتعلم من أخطاء غيرنا".. هكذا عبر إيهاب سيد، 25 سنة، مهندس، عن تعجبه، مضيفا: "حد يفكرني كده بأسباب قيام ثورة 25 يناير؟ وإيه اللي وصلنا للمطالبة بإسقاط النظام نفسه؟.. أنا أقول لكم، السبب الرئيس كان هو تجاهل الرئيس السابق مبارك لمطالبنا وعدم الاستجابة لها وكأننا غير موجودين إلى جانب عناده وإنه كان مُصر على موقفه". ويكمل: "الآن يتكرر نفس السيناريو بكافة تفاصيله، حتى اتهام من هم يعارضوا النظام بالبلطيجة، ولكن الموقف الأكثر مرارة أن هذه التصرفات نابعة من الشخص الذي إختاره أغلبية الشعب لكي يكون رئيسهم، والآن يقال عنهم بلطجية، لذلك لا يمكن أن نسكت هذه المرة ولن نغادر الميدان قبل أن تنفذ مطالبنا، لأم المسألة الآن أصحبت حياة أو موت". "كأننا من كوكب تاني" أحمد سرحان،21 سنة، طالب، يقول: "عندي حالة من الذهول من تجاهل الرئيس مرسي وعدم اهتمامه بالاشتباكات المستمرة في التحرير منذ عدة أيام واشتعالها في عدة محافظات مختلفة، وعدم الإنصات إلى مطالبنا وكأننا من كوكب تاني، فإذا كان يقوم بفعل ذلك قبل أن يمر على فترة توليه الرئاسة 6 شهور، فماذا من الممكن أن ننتظر بعد ذلك؟". ويقول: "لهذه الأسباب قررت الإعتصام في ميدان التحرير، ولكي يعلم الرئيس أن الشعب المصري لن يقبل أن يعيش في نظام ديكتاتوري مرة أخرى، وأننا من المستحيل أن نكرر غلطتنا مرة أخرى وهي الصمت على الظلم، لأننا لم نستطع التخلص من آثار هذا الظلم إلى الآن".