قالت هبة حامد، نجلة حارس العقار، الرابعة على محافظة الإسكندرية بالثانوية العامة والحاصلة على مجموع 99,50% وقد التحقت بكلية الطب، إنها تعيش فى غرفة واحدة مع أسرتها، معلقة: كأننا عايشين فى قصر ووالدى بواب وأفتخر به وسط زملائى، وهذا النجاح الذى حققته له لكى أرفع رأسه هو ووالدتى مثلما كانا يحلمان طوال عمرنا، أبى وأمى كانا يشجعاننى دائماً، وكلهما آمال وطموح بأن أصبح طبيبة، والحمد لله ربنا وفقنى لأن أحقق لهما حلمهما. أشارت هبة فى حوارها مع «الوفد» إلى أن والدها ووالدتها غير متعلمين، لكن تفكيرهما متحضر جداً، مستطردة: إحنا فلاحين الأصل وأفتخر بده، كنت بذاكر أسفل بير السلم حتى الساعات الأولى من الصباح يومياً بعد أن أتاكد من أن جميع السكان فى العقار الذى يعمل به أبى كل منهما دخل شقته حتى لا أسبب أى مشكلة لأبى، وأستطيع التركيز فى المذاكرة، أما طوال النهار فكنت أذاكر فى الحجرة التى تجمعنا ولكى توفر أسرتى لى سبل الهدوء والتركيز كان والدى يأخذ شقيقى وشقيقتى الصغرة ويجلسون على السلم حتى ينهمكا فى النوم فيدخلان الغرفة للنوم فقط، كل ذلك كان يتحمله والدى وإخوتى من أجل توفير الهدوء للمذاكرة، كان أبى يرفض عملنا معه حتى لا تنكسر أعيننا أمام السكان لأمله فى أن نصبح جميعاً متعلمين. وتقول الطالبة هبة حامد، كنت أذاكر 9 ساعات يومياً فى الحجرة الصغيرة تحت بير السلم التى أعيش فيها مع أسرتى بمنطقة فلمنج بالإسكندرية. وأضافت هبة إنها تحدت كل الظروف حيث إن لديها ثلاثة أشقاء، وأن راتب والدها 1000 جنيه، مضيفة أن هذا لا يكفى من أجل تحقيق حلمها فى استكمال مسيرتها العلمية عقب التحاقها بكلية الطب، وأكدت أنها تريد أن تتخصص فى مجال الجراحة العامة، مطالبة بمنحة مجانية من أجل تخفيف العبء عن والدها فقط.