داخل غرفة مساحتها 4 أمتار تقريبًا يتوسطها منضدة بلاستيكية وبعض الكتب والمراجع المطبوعة، ظهرت قصة ملهمة جديدة بطلتها طالبة حققت حلمها بالتفوق في الثانوية العامة بنسبة 99.1% ما أهلها للالتحاق بكلية الطب رغم ظروف أسرتها المعيشية، لتنضم إلى سجل قصص التحدي والكفاح التي بدأت بالطالب إبراهيم "بائع الفريسكا"، والطالبة أية المعروفة ب"بائعة الأحذية". استطاعت الطالبة هبة حامد محمود، من داخل منزلها المتواضع بمنطقة فلمنج شرقي الإسكندرية، التفوق بالثانوية العامة بمجموع 406,5 درجة بنسبة 99,1% شعبة علمي علوم، والتأهل للالتحاق بكلية الطب لتحقق حلم والدها الذي يعمل حارسًا للعقار الذي يقطنون في طابقه الأرضي. "كنت بعتمد على الكتب والورق في المذاكرة لعدم وجود خدمة الإنترنت عندنا"، هكذا بدأت الطالبة هبة حديثها ل"مصراوي" عن مذاكرتها خلال الفترة الماضية، بالتزامن مع أزمة فيروس كورونا وفترة الحظر التي منعتها من التواجد في المجموعات الدراسية. وأشارت إلى أنها كانت تعتمد على الكتب والمراجع التي كان يوفرها لها والدها، وكانت تصل فترة المذاكرة إلى 9 ساعات يوميًا، فيما تحلم هبة أن تستكمل رحلتها التعليمية بدراسة الجراحة العامة في كلية الطب جامعة الإسكندرية. "أشعر بالفخر لما فعله أبي من أجلي" قالتها هبة معبرة عن امتنانها بعد أن طبعت قبلة على كتفه، لافتة إلى أنه رفض أن تساعده أو أي من أشقائها في عمله، مشيرة إلى أملها في أن تحصل على منحة دراسية تساعدها في استكمال دراستها بكلية الطب جامعة الإسكندرية، لتخفف الأعباء عن أسرتها. جلس والدها حامد محمود، إلى جوارها، ليعبر عن فخره بما حققته ابنته، قائلًا "بنتي رفعت راسي في السما"، مشيرًا إلى أن لديه من الأبناء 4 أكبرهم متزوجة، بجانب شقيق هبة الأصغر في الصف الثالث الإعدادي، وشقيقتهم الصغرى التي لم تتجاوز 3 سنوات. وأضاف الأب ل"مصراوي"، أملى في ربنا كبير إني أقدر أساعدها على مصاريف الدراسة في كلية الطب، خاصة أنها ستكون أول طبيبة في العيلة، لافتًا إلى دخله المتواضع من عمله حارس عقار، بينما تقوم زوجته بمهام تربية الأبناء والأعمال المنزلية، مختتمًا حديثه "بتمنى بنتي تكون أحسن دكتورة في الدنيا وتقدر تساعد الغلابة اللي احنا منهم".
