الأيام القادمة في مستقبل الإعلام المصري صعبة جدا وتحتاج لخارطة طريق لتحديد معالمها حتي تكون أكثر شفافية وتحررا، ونفس المصير ينتظر الإنتاج الدرامي الرسمي بعد محطة الفشل التي واجها في رمضان الماضي ربما تكون لأسباب خارجة علي إرادته وأولها قيمة الموضوع فوق قيمة الامكانيات والتنويع مطلوب لتعلو قيمة الموضوع فوق قيمة الإمكانيات وحتي أسماء النجوم.. وأكبر الكيانات الإنتاجية الرسمية الثلاثة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي التي تعاني عثرة ولادة إدارية ومحاصرة بالمشاكل وتحولت لمحصل فقط لقيمة إيجارات استديوهات ويا ليتها أفلحت وقطاع الإنتاج الذي كان رائد الإنتاج الدرامي في مصر وأزمته ليست في كل الإمكانيات المادية فقط ولكن في قلة الخبرة الإدارية فبعد خروج راوية بياض من القطاع ومن الشبهات التي كانت تحوم حولها كخروج الشعرة من العجين ولا ندري للآن لماذا؟ ومرورا د. محمد عبدالله الذي أصبح رئيسا للقطاع الاقتصادي وهذا أو ذاك أكبر من قدراته حتي عادل ثابت فالقطاع من سيئ لأسوأ لأنه قطاع ترضيات وليس تفعيلا لدوره الحقيقي.. ويحتاج لخبرة إدارية ونوعية مختلفة من الدراما.. ووصولا لصوت القاهرة وهو الشريان الإنتاجي الرسمي الوحيد الذي جازف وتخطي كل قدراته وطموحاته وغامر بإنتاج 10 مسلسلات صحيح كلها مرت بمشاكل وبعضها لم يعرض بالشكل المناسب لكن بالتأكيد حقق مكسب حتي لو متواضعا فهو أفضل من غيره وذلك عندما أراد سعد عباس أن يثبت أنه ليس مجرد رجل أمن بل رجل إدارة.. والأيام القادمة وعقب عودة وزير الإعلام من الحج مقبولا إن شاء الله ستكون هناك تغييرات مرتقبة في أهم القطاعات الإنتاجية وباقي القطاعات لعل أكثر ما يؤرق قاطني ماسبيرو هو وصول علاء بسيوني لمنصب رئيس التليفزيون مؤكدين أنه ليس له خبرة كافية لهذا المنصب فحين إنني أري أنه لم يأخذ فرصته بعد ربما يكون أكثر حظا ونجاحا من عصام الأمير والفضائية بالتأكيد ستحتاج لمن يحل محل بسيوني وتعود المناورات من جديد للبحث عن كفاءة وإن كان الأفضل هو تعيين مخرج في هذا المكان ربما يكون أقدر إداريا من تعيين مذيع ونسمع كثيرا عن كفاءات بالفضائية أتذكر منها خالد حجازي وخالد الأتربي وغيرهما، ولكن مازال ينافس علي منصب رئيس التليفزيون هو القائد عاصم البكري مدينة الإنتاج الإعلامي برحيل حسن حامد المتوقع في التغيرات تحتاج لرجل إدارة وإنتاج وترشيح سعد عباس لتوليها ربما يكون منطقيا. في حين أن ترشيح شكري أبوعميرة لإدارة صوت القاهرة مازال مثار جدل في أوساط العاملين بالشركة رغم أنه يمتلك خبرة معقولة في الإدارة وتجربته في صوت القاهرة تدعم ترشيحه للمدينة. يتبقي الصراع علي موقع رئيس قطاع المتخصصة وإن كان من الأفضل بقاء علي عبدالرحمن بما اكتسبه من دراية بدهاليز هذا القطاع.. لكن ينافس علي رئاسة القطاع مصطفي محمود وربما تتم الإطاحة ببعض رؤساء القنوات المتخصصة بعد رحلة فشل وإخفاق في الإدارة ومنهم خالد شبانة في الكوميدي وأحمد شكري في الرياضة ونايل لايف قد تطيح بحسين زين بعد أزمة التطاول علي الرئيس مرسي في برنامج «نهارك سعيد» ويتوقع تغيير آخر في القناة الثانية نظرا لما يعتبره البعض أن رئيسها ممدوح يوسف لم يوفق للآن في إحداث أي جديد.. ومازالت القناة الثالثة تبحث عن رئيس، فهي مازالت تدار بتيسير الأعمال من قبل المذيعة سوزان حامد. ويبقي أمام الوزير عقبة اختيار رئيس القطاع الاقتصادي وهل يبقي محمد عبدالله أم ستتم الإطاحة به بعد فشله في تحقيق أي دخل للمبني من الإعلانات ولولا وكالة صوت للإعلان التي أنقذت الموقف لكان شكل التليفزيون المصري وسيئا جدا وتبقي الوكالة الإعلانية نفسها وهل ستنفصل عن شركة صوت القاهرة وهل سيتم إسناد إدارتها لسمية زغلول كل هذه القطاعات التي تحدثنا عنها بداية من القطاع الاقتصادي والمتخصصة وقطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج تحتاج تركيزا شديدا جدا من الوزير صلاح عبدالمقصود، وهو ما يعكف عليه حاليا إسماعيل الششتاوي لإعداد تقارير خاصة بإنجازات المرشحين.. ونحن بدورنا سندعم وزير الإعلام بقدرات كل مرشح وهل سيتحقق أم لا لأن الأيام القادمة في مسيرة الإعلام والإنتاج الرسمي ستكون خطيرة وتحتاج لقدرات إدارية تدير «دفة المركب» لتنجو علي الأقل من دوامة وإعصار الإعلام الخاص وتكون منافسا قويا لها كانت من قبل بشرط أن تدعمها الدولة وتخرجها عن دوامة «الأخونة». لكن الجميع في ماسبيرو يرون أن هذه التغيرات هي «طوق النجاة» للإعلام الرسمي.