في لحظة مصارحة مع النفس دار هذا الحوار مع اللواء سعد عباس رئيس مجلس إدارة شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات أجاب فيه بمنتهي الشفافية عن كل التساؤلات المطروحة والقضايا التي تناولتها الصحف طوال سنوات مضت.. كيف يري مستقبل الشركة وحقيقة ضمها إلي قطاع الإنتاج أو العكس.. وماذا عن إلغاء إنتاج برامج حمدي قنديل، حافظ الميرازي، وهروب «عمرو خالد» إلي وكالة الأهرام، ودعوة إثبات النسب التي تقدم بها للسجل المدني وأخيرا تفاصيل المسلسلات الخمسة التي يشارك فيها في رمضان المقبل. اسمح لي أن أبدأ الحوار بأعمال رمضان باعتبارها المشروع الأهم بالنسبة لكم؟! - نشارك في قطار العرض الرمضاني بخمسة مسلسلات جديدة تعرض لأول مرة وهي «تلك الليلة» عن قصة الكاتبة الصحفية نوال مصطفي وسيناريو وحوار فتحي مصطفي وإخراج عادل الأعصر يشارك في بطولته حسين فهمي، داليا مصطفي، عزت أبوعوف، حنان سليمان، أحمد سعيد عبدالغني، خيرية أحمد، أحمد صيام، ومسلسل «نور مريم» بطولة نيكول سابا، ياسر جلال، جيهان فاضل، مجدي فكري، كارولين خليل، يوسف فوزي، تأليف محمد الباسوسي وإخراج إبراهيم الشوادي. مسلسل «عائلة كرامة» بطولة حسن يوسف، عفاف شعيب، عمرو حسن يوسف، ريم البارودي، يسري مصطفي، أميرة هاني وتأليف أحمد هيكل وإخراج رائد لبيب، ومسلسل «لحظة ميلاد» تأليف سماح الحريري وإخراج وليد عبدالعال، بطولة صابرين، كمال أبورية، آيتن عامر، كريم الحسيني، لمياء الأمير، أحمد خليل، صلاح رشوان، ميار الغيطي. ومسلسل الأطفال «ميني سات» بطولة محمود الجندي، مني عبدالغني، عبدالله مشرف، ميرنا المهندس، ومجموعة كبيرة من الأطفال. المسلسل تأليف الكاتب الراحل نادر أبوالفتوح وإخراج محمد رجائي، صحيح أن شركة صوت القاهرة ومنذ اقتحمت مجال الدراما التليفزيونية عام 1979 وهي تنتج سنويا ما بين 15 20 مسلسلا ولكن نظرا للظروف الحالية خفضت إنتاجها، خاصة بعد العمل بنظام الإنتاج المباشر. يؤخذ علي شركة صوت القاهرة اعتمادها علي «شلة» معينة من الفنانين تتكرر في كل أعمالها. مما يجعل أعمالها دون بريق وتتسم بتكرار الوجوه فما تعليقك؟ - لا أنكر أن هذا حقيقي وعموما أنت لست أول من يواجهني بذلك منذ أن توليت تقاليد أمور الشركة. ولكنني أحب أن أؤكد أن صوت القاهرة شركة تصنع إنتاجا قابلا بالطبع للمكسب والخسارة ولأن ميزانيتها تعرض في نهاية كل عام علي الجمعية العمومية فكان القائمون عليها يتبعون نظام الشطارة في المكسب! حتي لو كان علي حساب الجودة. وإن كنت أخالفك الرأي بأن كل الأعمال ليست ذات جودة ولكن نقدر نقول إنها ليست متميزة باستثناء أعمال مثل «سامحني يا زمن، الضوء الشارد، الهروب إلي الغرب» علي سبيل المثال ولا ننسي أنني في النهاية منتج منفذ لأعمال وافق عليها القطاع الاقتصادي! ثم إن التمويل المالي الذي أحصل عليه يخضع لجهات رقابية عديدة باعتبارنا شركة قطاع عام! إذن ما السبيل للوصول إلي إنتاج أكثر تميزا؟ - الاعتماد علي نصوص جيدة بغض النظر عن أسماء مؤلفيها حتي لو كانت لشباب في تجربتهم الأولي. أما بالنسبة للنجوم فلابد من التنوع وكسب نجوم لم يسبق التعامل بينهم وبين الشركة، ثالثا وهو الأهم منح الشباب من طلبة وخريجي معهد الفنون المسرحية والسينما والمواهب المتميزة فرصة المشاركة في بطولة المسلسلات. لاحظنا أن من أعمال رمضان الجديدة مسلسلا للأطفال، رغم ما أثير من قبل حول إصرار شركة صوت القاهرة علي إنتاج مسلسلات للأطفال، فشلت في عرضها علي الشاشة لتدني مستواها الفني والثقافي. وبالتالي لم يتم تسويقها للمحطات العربية، ألا يعد هذا إهدارا للمال العام، باعتبار أن إنتاجها كما يتردد مجرد سبوبة للبعض؟ - أقدر أقولك إن الطفل المصري تغير وصوت القاهرة لم تتغير لأنه من غير المعقول أن تقدم للطفل الآن ما كان يقدم في الستينات والسبعينات مثل دبدوب وأرنوب وبقلظ في الوقت الذي يستطيع الطفل فيه بلمسة من الريموت كونترول أن يشاهد أحدث ما ينتجه العالم، وهناك فرق في أن ننتج للطفل وبين أن ننتج ما يريد أن يراه الطفل، فالطفل اليوم لا نستطيع أن نفرض عليه شيئا بعد أن أصبح يجيد لغة العصر من وسائط تكنولوجية. ولكن مازالت تواجههكم مشكلة العرض التليفزيوني والتسويق لهذه المسلسلات؟ - العرض مسئولية القطاع الاقتصادي باتحاد الإذاعة والتليفزيون وهو بالتالي المسئول عن دكاكين العرض سواء علي مستوي التليفزيون المصري بقنواته الأرضية والفضائية والمتخصصة أو المحطات العربية فنحن مجرد منتج منفذ فقط لا غير. في هذا الصدد كان هناك مشروع أن تطلق شركة صوت القاهرة قناة فضائية تبث من خلالها أعمالها؟ فهل مازال هذا المشروع قائما؟ - عرضنا بالفعل مشروعا لبث قناة تليفزيونية وأيضا محطة إذاعة غنائية FM ولكن مازال الأمر في طور الدراسة. طالب البعض بضرورة ضم قطاعات الإنتاج التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في كيان واحد قوي يستطيع المنافسة في الأسواق، بدلا من تشتت الإنتاج بين أكثر من جهة إنتاجية وتردد أن المسئولين في الاتحاد يدرسون هذا الضم فما رأيك؟ - هذه الفكرة مستحيلة التنفيذ لأسباب قانونية أولها أن «صوت القاهرة» شركة قطاع عام بنص القانون «48» وقطاع الإنتاج، قطاع حكومي تبعا للقانون 47. أما الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي فهي شركة استثمارية تبعا لقوانين الاستثمار علي هذا يعني استحالة الضم، ولكن يمكن أن يكون هناك تنسيق واتفاق في عدة أمور منها علي سبيل المثال توحيد أجور الفنانين والفنيين المتعاقدين لابتعاده عن أسلوب خطف النصوص أو الممثلين بين جهات الإنتاج! اقتحمت شركة صوت القاهرة ولعدة سنوات مضت مجال إنتاج البرامج التليفزيونية، ورغم فشل جميع البرامج التي أنتجتها استمرت في الإنتاج مجاملة لبعض المذيعات يعني «سبوبة» برضه؟ - مرة أخري أؤكد أن صوت القاهرة شركة تجارية قطاع عام وإذا فشلت ستحاسب من الجمعية العمومية ربما أن برنامجا لم يلق الرواج الجماهيري المتوقع، ولكنه وجد رواجا إعلاميا وهذا يكفي! حصلت صوت القاهرة منذ عامين علي حق الامتياز الإعلامي الحصري باسم اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهذا الامتياز لم يحقق كما تردد العائد المتوقع منه بالنسبة لخزانة اتحاد الإذاعة والتليفزيون؟ - هذا الكلام للأسف ورغم تردده أيضا علي صفحات الجرائد وأروقة ماسبيرو غير حقيقي لأن العقد الذي تم بناء علي تكليف من وزير الإعلام السابق وبموافقة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون في تلك الفترة للوكالة الإعلانية التابعة لشركة صوت القاهرة، «ولماذا وكالة صوت القاهرة تحديدا» لأنها تابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون لذا فقد كلفت حصريا حتي لا تكون عليها قيود في إجراء الممارسات هذا أولا، وثانيا: تحدد مبلغ العقد بما لا يقل عن 350 مليون جنيه سنويا بناء علي آخر دخل وصل القطاع الاقتصادي. ثالثا: لأن المنافسة في السوق الإعلانية شرسة بين الوكالات حتي ان بعض ابتدع نظاما يعرف ب «الباكيدج» تمنح دقائق مجانية أو إعادة بث لبعض الإعلانات مجاناً، وحيث إن القطاع الاقتصادي التابع لاتحاد الإذاعة والتيلفزيون «قطاع حكومي» لا يستطيع ان يجاري هذه الوكالات، لذا سمح لإحدي الشركات التابعة له بهذا بشرط ان تلتزم صوت القاهرة بدفع مبلغ قطعي للقطاع الاقتصادي قدره «350» مليون جنيه سنويا بحيث إذا منحت تسهيلات لعميل أو حوافز في صورة دقائق مجانية علي سبيل الإهداء أو تعاملت معه بنظام «الباكيدج» لا يكون ذلك علي حساب العقد بينها وبين القطاع الاقتصادي. وهذا العقد أضيف له ملحق فيما بعد بحيث ارتفع إلي «400» مليون جنيه سنويا بعد دخول القنوات المتخصصة. وهنا يأتي السؤال الذي يطرح نفسه: إذا كانت صوت القاهرة قد حققت خلال 20 شهرا فقط من عقد الامتياز مبلغ 823 مليون جنيه، فهل هذا يعني أننا لم نحقق المتفق عليه، واعتقد ان ما يتردد ليس له معني أمام الأرقام التي لا تكذب - ولا أخفيك سرا انه يجري حاليا مطابقة حسابية بيننا وبين القطاع الاقتصادي لإظهار الحقيقة للرد علي الافتراء علي صوت القاهرة، أما من حيث إن هذا العقد مجزي أو غير مجز، فهناك أمور كثيرة بعد الثورة تحتاج إلي تصحيح! إذا ما بالتحديد موقف «وكالة صوت القاهرة» من عقد الامتياز؟ - مع بداية شهر يوليو الحالي تعود وكالة صوت القاهرة مرة أخري كمجرد وكالة إعلانية مثل أي وكالة إعلانية في «السوق» دون ان يكون لها امتياز العرض الحصري أو أي مزايا أخري! ولذلك تقدمت كمسئول عن «الوكالة» بطلب للسجل المدني مطالبا بالتحقيق في شرعية نسب وكالة صوت القاهرة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهل هي ابن شرعي أم ابن لقيط- وفي انتظار الرد - فإذا كنت ابنا شرعيا سأحصل علي مزايا لا يعترض عليها أحد أما إذا كنت ابنا لقيطا، فأمري لله وحده. تردد ان شركة صوت القاهرة فتحت ورشها الإنتاجية - لتصنيع مكاتب وكراسي وما شابه للجمهور فما صحة هذا الكلام؟ - في ظل قلة الإنتاج وازدياد حجم العمالة وفي الوقت الذي تملك فيه الشركة ورشا إنتاجية علي مستوي عال تضم جميع التخصصات ولذا فكرنا في مشروع لتنمية موارد الشركة واستحداث مصادر أخري للدخل بإنشاء إدارة تجارية مهمتها التعاقد علي تنفيذ وتصنيع مكاتب وكراسي وتركيب ستائر وأعمال الكهرباء لحساب الغير- كل هذا في محاولة لتعويض مبلغ ال 28 مليون جنيه الذي كنا نحصل عليه من حصيلة الإعلانات السنوية وفقدناه بسبب سحب الامتياز! صوت القاهرة كان لديها مصنع للاسطوانات تحول إلي شرائط الكاسيت ثم إلي الC.D والآن وبعد ان أصبح المستمع والمشاهد يعتمد علي الإنترنت.. ماذا انتم فاعلون لتطوير مصانعكم؟ - مفيش شك اننا في أزمة مثل «السينما» ولعلاج هذه الأزمة لابد ان نبحث عن أساليب جديدة للتسويق ومن جهة أخري لابد ان نقوم بتطوير المصنع بما يحقق آفاقا جديدة تتماشي مع اقتصاديات السوق ، فممكن مثلا ان يتحول إلي مصنع الإنتاج «الفلاشات» أو «أجهزة الكمبيوتر» أو ال C.D الخام.. إلخ ولكن كل هذا يحتاج إلي امكانيات مادية صحيح اننا نملك العمالة الفنية ولكن ينقصنا رأس المال. في إطار الحديث عن الشركة فإن صوت القاهرة هي الشركة الوحيدة التي تمتلك إلي جانب ما تنتجه من مسلسلات خاصة بها أو لأي قطاع اخر من قطاعات اتحاد الإذاعة والتليفزيون، تمتلك أيضاً كل التراث الإذاعي والغنائي في مصر لأكثر من 75 عاماً هو عمر الإذاعة المصرية بالإضافة إلي حقوق استغلال أعمال أم كلثوم ومشاهير قراء القرآن الكريم، وهذا يعني انها أغني شركة في أصولها الثابتة، ورغم ذلك نجد ورثة مشاهير قراء القرآن علي سبيل المثال يرفعون دعاوي ضد الشركة للمطالبة بحقوقهم المسلوبة فماذا يعني هذا؟؟ ولماذا إنتاجكم مرتفع الثمن بينما يمكن ان تحقق الملايين لو عرضتم هذا الإنتاج وخاصة التراث بسعر رمزي! صحيح ان الشركة تمتلك مصنعا للكاسيت وال C.D وال DVD بالإضافة إلي «42» فرعا لبيع منتجاتها الصوتية والمرئية سواء الحديث أو التراث، وما يقرب من «60» ألبوما غنائيا لمطربين ومطربات، لكنها في الوقت نفسه لديها جيش جرار من العاملين إلي جانب مصاريفها سواء في مقابل التيار الكهربائي أو المياه وما شابه، لذا نجد الإنتاج لدينا مرتفع التكلفة بعض الشيء عما يعرض في الأسواق الأخري، حتي لو كانت الأعمال تراثية، لأن تكلفته الإنتاجية كبيرة للأسباب السابقة ولا أستطيع ان أبيع بسعر رمزي - فأنا لست وزارة الثقافة- إحنا شركة تجارية ولابد ان أحصل علي هامش ربح، أما عن دعاوي الورثة- فهي غالبا من ورثة الجيل الثالث في القرابة بعد وفاة المبدع الأصلي وأبنائه يأتي بعد ذلك الأحفاد- وهؤلاء لا هم لهم سوي الحصول علي أقصي مقابل مادي بغض النظر عن أي شيء آخر! ولأن عقود الاستغلال كانت مدتها عشرين عاماً- وتجدد بعشرين عاماً أخري تلقائياً ان لم يعترض أحد الطرفين، إلا أننا نفاجئ بعد التجديد بالورثة يقاضون الشركة، أو ان بعضهم قد باع جزءا من الأعمال الموروثة للغير، مثلما حدث مع ورثة أم كلثوم حيث باعوا بعض أعمالها للمنتج «محسن جابر» إلا أننا تداركنا الأمر بالاتفاق الودي مع الأستاذ محسن جابر، وعموماً فان 80% من المتعاقدين مازالوا ملتزمين معنا. وأخيرا ماذا حدث للبرامج الثلاثة التي كانت الشركة تنوي إنتاجها للعرض في رمضان؟ - كنا مكلفين بإنتاج ثلاثة برامج أولها «قلم رصاص» للإعلامي الكبير «حمدي قنديل»، برنامج «بتوقيت القاهرة» للإعلامي «حافظ الميرازي»، برنامج «بكرة أحلي» للداعية د. عمرو خالد . أولا: بالنسبة لبرنامج الأستاذ «حمدي قنديل» فنحن في انتظار إشارة شخصية منه باعتباره قيمة وقامة إعلامية مهمة وكبيرة وعندما تسمح الظروف للعمل سنقوم بتصوير البرنامج فورا. أما برنامج الأستاذ «حافظ الميرازي» - فليس لدي جديد أكثر مما نشر حول هذا الموضوع- بعد ان توقف تنفيذ البرنامج لإجراء مزيد من الدراسة الإعلامية والإعلانية والفنية في نفس الوقت تقدم الأستاذ حافظ الميرازي بطلب فسخ التعاقد مع صوت القاهرة - بدون تحميلها الشرط الجزائي- وجاءت موافقتنا احتراما لتاريخه الإعلامي وتقديرا لمواقفه تجاه الشركة . وأخيرا برنامج الداعية «د. عمرو خالد» الذي يذاع حاليا - فقد عرض فقط لمدة أسبوعين بامتياز حصري من وكالة صوت القاهرة إلا أن الشركة المنتجة انضمت لوكالة الإهرام للإعلان وبموجب هذا الاتفاق أصبحت الأهرام محتكرة للبرنامج، ونحن لم نزعل فمن الطبيعي ان كل شركة تبحث عن المكسب الأكبر، حيث ان البرنامج المعلن هو في النهاية «سلعة»!
