أزعجني تصريح المستشار نجيب جبرائيل أن هجرة الأقباط الأخيرة وصل عددهم إلى مائة ألف ولم يذكر بطبيعة الحال عدد المسلمين المهاجرين أيضاً، شيء محزن ومؤسف أن يترك المصرى بلده، كانت مصر علي مر الزمان حاضنة للهجرات إليها لتصبح اليوم لافظة لأهلها، وأذكر هنا تعبير لقداسة البابا شنودة قال: مصر ليست بلداً نعيش فيه بل بلد يعيش فينا وهذا سر حبنا لها، ولعله إذا كان موجوداً معنا اليوم سوف يصحح مقولته: ولكن أين هي مصر ونحن نبحث عن وطن، وهذا التحول صاحب انقلاب 52 مع بداية الكشح واحد والكشح اثنين وحرق الكنائس والديار وقتل الأقباط جهاراً وفرض الجزية في أماكن بالصعيد والتمييز والتهميش بل لعل الأمر تطور إلي طلب تركهم ديارهم بعد حرقها كما حدث أخيراً إثر أحداث سميت بالفتنة الطائفية، ولنا أن نتصور والحالة هكذا لشعب كان الأغلبية الساحقة يوماً ليصبح اليوم طائفة، فالأقباط ومنذ عهد جمال وعروبته وأيام السادات الساخنة وليتاجر بها سياسياً مبارك لتستفحل أيام مرسى. إن شريحة الأقباط المهاجرة هي المتعلمة والقادرة، أما الشريحة غير المؤهلة للهجرة فتقبع علي أرض مصر من الإسكندرية إلي النوبة وهي شريحة يزيد عددها على 12 مليون مواطن ويصبح عددهم حصرياً من أسرار الأمن القومي حتي لا يكون عددهم قوة لهم للحصول علي حقوقهم، اغفروا لي هذا التوضيح المحزن فذكري لها اليوم ليس عتاباً أو لوماً أو تبريراً لردود أفعال وتصريحات سلفية ليست من خصال هذا الشعب ولا من الإسلام الحقيقي في شىء. وقلنا بالأمس الفتنة الطائفية نائمة ولعن الله من يوقظها، أقول اليوم إنه قد تم إيقاظها وتفعيلها وهي جاهزة للاشتعال والانفجار تحت محرك جديد نكون أو لا نكون، فلقد مضي عهد عزوبة الاستشهاد ومن ضربك علي خدك الأيمن فأدر له الأيسر أيضاً، يا أيها العابثون بسلامة البلاد رافعين الرايات السوداء مكفرين إخوتكم في الدين والوطن وأحرقتم إنجيلهم الذي اعترف به القرآن الكريم، أقول لهؤلاء أنتم بلا ضمير ولا إنسانية ولا انتماء للبلد الذي آواكم ولا تراعون الحقوق الأولية لحرية العقيدة وقبول الآخر، أقول لعنة الله علي من أيقظ الفتنة «مبارك شعبى مصر» جاء ذكرها بالكتاب المقدس أي أن أي مساس بهذا الشعب لن ينال بركة من الله، فقد جعلتم من الجنة ناراً مشتعلة ستحرقنا جميعاً ولكم أن تتصوروا حرباً أهلية والبلاد مملوءة بالسلاح وأنتم في غروركم وملهاتكم واستحواذكم علي مقاليد الحكم لاهون عما يدبر لسيناء وهل أستطيع أن أقول إن منازعات مسلحة سوف تتم في يوم ما مع إسرائيل، إن أمريكا التي تحتمون بها هي أول من يشكركم، لكي الله يا مصر، ولعلي أقول أيضاً وطن يبحث عن أهله. عضو الهيئة العليا