رجال الدين... كلمة سحرية لها مفعول أقوي من القانون في بعض الأحيان خاصة في صعيد مصر، حيث يكونون المرجع الأساسي والرئيسي لشعب لا يعرف سوي الله ورجاله وبالتالي إذا قال الكاهن يمين فلابد أن يذهبوا إلي اليمين وإذا قال يسار فهم معه. وبالتالي الدولة تعي خطورة تعاليم هؤلاء الرجال خاصة في الصعيد ولذلك فهي توليهم اهتمامها في قضايا كثيرة أهمها تنظيم الأسرة علي سبيل المثال، لكن الأهم هو ما قد يفعلونه في قضية الوحدة الوطنية وهي التي تهدد خطر وأمن البلد بأكمله ومن أهم هذه الحوادث، حادثة الكشح التي لايزال حتي الآن هناك من يتحدثون عنها برغم إنه جاءت بعدها حوادث كثيرة مماثلة، إلا أن أهالي الكشح قد توقفوا عندها أو بمعني أدق رجال الدين بالكشح وتحديدًا القمص جبرائيل عبدالمسيح كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بالكشح والذي يتخذ من هذه الحادثة ذريعة لكتاباته التي تتسم بالهجوم علي المسلمين وزرع الفتن بين الأقباط والمسلمين هناك ولا أعرف إذا كان يعي ما يقوم به أم لا ولكن الذي أدركه تمامًا هو خطورة ما يكتبه علي أمن واستقرار شعب ولا أدري هل يقرأ البابا ما يكتبه خاصة ما ينشر بالكتيبة الطيبية والتي هي معروف اتجاهها تمامًا حيث قام بنشر تسجيل لما حدث في أحداث الكشح عام 2000 وكذلك ما كتبه علي موقع «Amcopitc» وهو موقع خاص بأقباط المهجر في أمريكا وله اتجاهاته أيضًا المعروفة، حيث كتب بعنوان «الإزالات من يحاسب المسئولين المخطئين يا سيادة الوزير؟» والذي قام بسرد أحداث وقعت يوم 2006/4/2 بقيام الشرطة بإزالة مجموعة كبيرة من المنازل بقرية الكشح كما كتب بحجة أن المنازل مقامة علي الأرض الزراعية مشيرًا إلي أن الأهالي تقدموا ومعهم مجموعة من المحامين بالأوراق التي تثبت حصول هذه المنازل علي حكم البراءة ولكن القيادات تجاهلت كل هذه الأوراق..وقام القمص جبرائيل بوصف ما حدث بالآتي.. «لم تكن حملة إزالات بل كانت حملة ضد المسيحيين لأن الوضع الذي كانت تسير به هذه الحملة والقيادات بها وضع غير شرعي ولا يوجد في الذهن سوي إزالة بيوت المسيحيين وبنظام شديد هدم المنزل الأول ثم الثاني ثم ما يليه..» انتهي أيعقل أن يكون هذا الكلام نابعًا من رجل دين يعلم تمامًا أن كلمته سيكون لها تأثير كبير ويعلم جيدًا أن مثل هذه الكلمات مثل سكب البنزين علي النار إلا إنه لم يكتف بذلك بل إنه استطرد قائلاً: «كانت هناك حملات قد ذهبت إلي قري ونجوع في بلاد عديدة عندما كان يقوم الأهالي بتقديم ما يثبت حصولهم علي البراءة كانت الحملة تنسحب ولا تزيل ولكن في الكشح في بيوت المسيحيين قدم الناس صورة من هذا المستند نفسه ولم يلتفت إليه أحد..؟! انتهي وتأكيدًَا علي كلامه يستكمل «إن ما يثبت أن هذه الحملة كانت ضد المسيحيين وإنها كانت تعمل بطريق الخطأ أن المشرف الزراعي لحماية الأراضي بالكشح عارض ما تقوم به الحملة ورفض التوقيع إلا إنهم رفضوا مشورته..وتماديًا منه في سكب البنزين علي النار قام بتشبيه ما يحدث مع المسيحيين في الكشح بما تقوم به إسرائيل مع الفلسطينيين، فإلي أي منحني يريد أن يأخذ القمص البلد معه، وكل هذا الكلام موجود علي موقع أقباط المهجر الأمريكيين، فما الذي يدور في فكر القمص ويريد أن يصل إليه. والغريب ليس هذا هو الحديث الأول للقمص جبرائيل بل إن له خطاباً موجهاً للرئيس مبارك وقد أخذ به في أكثر من موقع علي الإنترنت جاء بعنوان «حان وقت المعاتبات والذي أكد فيه علي الفكر الطائفي بعدم تحقق المساواة بين المسيحيين والمسلمين في مصر بأسلوب مستفز؟» وبعد أن قرأت نوعية ما يكتبه القمص سواء كان ضد الحكومة أو ضد الدولة هل لك أن تتخيل أن القمص عضو في الحزب الوطني..! ورقم عضويته «126 202500700» هل تعلم أيها القارئ أن الكشح التي يضطهد فيها المسيحيون. كما يقول بها أقباط أعضاء من المجلس المحلي.. فيا له من اضطهاد..؟! وفي النهاية لا أعرف لماذا يسكت البابا عن مثل هذه الكتابات وهو المعروف بحكمته المعهودة في التعامل مع مثل هذه المواقف..؟!