شريط من الذكرى ممتلئ بالعزة وبعزم الرجال ، سيناء أرض القداسة والنبوة والجمال ، على أرضها تقابلت ديانات السماء على المحبة والخير والسلام ، سيناء مازالت صحراء لم تلون بالخضار ، مازالت تغمرها الرمال فمتى نزيل العقبات التى تعوق مشاريع التنمية ؟ متى نعمرها ونعيد اليها الحضارة ؟ مازالت سيناء فى أشد الإحتياج الى الحماية فإسرائيل تحاول إستغلال التهديدات التى تطلقها التنظيمات الإرهابية والإتهامات الموجهة الى حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بأنها مرتبطة بالتنظيمات الأصولية فى ايران وأن هناك عناصر تتبع القاعدة وجماعات أخرى مرتبطة بها منتشرة على أرض سيناء تسيطر على الحدود مع غزة مما يسهل بشكل كبير تهريب الأسلحة الى قطاع غزة وهدف إسرائيل من تلك الحملة الموجهة ضد مصر لم يكن خافيا على أحد وهو تدمير السياحة وذلك بزرع الهواجس والشكوك فى قلوب الزوار والسائحين ومازالت أطماع اسرائيل قائمة فهى لاتبغى سلاما وتكن لمصر وشعبها كراهية وحقدا حدود لهما ، وكم كان يسعدها دائما نهب مصر وجاء الأحد الدامى بردا وسلاما لتضحك الشياطين ، فقدت مصر فى لحظة ستة عشر جنديا من خيرة أبناء الوطن على حين غرة فى الشهر الفضيل لتكوى أفئدة المصريين حزنا ووجعا ، والسؤال لماذا تصر إسرائيل على رفض تعديد البند الخاص بانتشار عناصر أمنية مصرية تابعة لحرس الحدود بزيادة أعداد العناصر الذين لايتعدون 750 فردا من القوات وأيضا زيادة المعدات اللازمة والأسلحة لضبط المنطقة الممتدة على طول الحدود مع القطاع ؟ بعد هزيمة العدو الصهيونى فى حرب أكتوبر 73 مازالت عيونهم تتطلع الى ارض سيناء ، وبعد انسحابهم مازالوا يشعرون بالحسرة مذبوحين باللهفة على أرض الفيروز لايملكون سوى زرع لجام الخوف والعدوان ، لايستطيعون أن ينعموا بالهدوء يحلمون بالعودة مجددا لتدنس أقدامهم أرض سيناء الطاهرة التى روتها دماء الشهداء ، يظل الحلم يراودهم على مر العصور ومن أجل ذلك فهم يتربصون بنا يطمعون فى الأرض والنهر ولايمكن أن ننكر ضلوع إسرائيل فى إستثارة دول حوض النيل ضد مصر من أجل حرمانها من حصتها فى مياه النيل ، ولاننكر أصابعها الخفية مع كل فتنة طائفية تهدد الوحدة الوطنية ، ولها اليد الطولى فى إشعال النار بين فتح وحماس لتظلا على موقفيهما لايتفقان ، والأهم الآن أن تكون أجهزة الأمن المصرية على دراية تامة بالخطر ومكمنه على أرض سيناء ، فاليقظة والحذر يجب أن يكونا دائما فى أعلى الدرجات ولنأخذ من حادث رفح دروسا وعبرا ، أما تنمية شمال سيناء بوابة مصر الشرقية بتوطين المصرين وتكوين مجتمعات صناعية قادرة على إستيعاب الشباب بوظائف تكفل لهم حياة كريمة والتصالح مع أهالى سيناء لضمان الولاء والإنتماء لأرض الوطن وتمكينهم من أراضيهم بحق الإنتفاع بدلا من وضع اليد ، والأهم من ذلك حظر بيع الأراضى والشقق السكنية لغير المصريين لأن ذلك يعد جريمة تمس الأمن الوطنى بل ترقى الى مستوى الخيانة العظمى ، سيناء المصرية مازالت مطمعا أساسيا للإسرائيليين الذين يتبنون دائما خططا بعيدة المدى يرون فيها امتدادا طبيعيا لقطاع غزة وأحد الأمكنة المحتملة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين ...علينا ألا نعول كثيرا على معاهدات السلام التى وقعت فالسلام إن لم يكن عادلا يعيد للعرب الحقوق يصبح سلاما هشا ، ماأحوجنا الى تعمير سيناء بعدما تقلصت المساحة المزروعة والعاصمة تستجير بعد أن تكدست بالبشر ولم يبق سوى بضعة سنتيمترات لاتكفى أن نستدير دون أن تدوس أقدامنا الآخر ، لماذا نضيع الوقت والجهد فى أمور ليست أساسية ونلقى بالمسئولية على الشعب ؟ لأنه فى ازدياد فى ظل محدودية الإمكانيات كما كان يحلو للرئيس السابق ليهرب من مسئولياته مما يضطر الشباب للهروب الى دول اوروبا تتقاذفهم الأمواج يهربون الى غد غير معلوم ومستقبل لا رجاء فيه ، صوت سيناء ينادى : هلم لى قبل أن تتسلل الينا أيام الجفاف ، اتركوا الزحام والعشوائيات أنا أولى بسواعدكم فنرد الطامعين على أعقابهم