شريط من الذكري ممتلئ بالعزة وبعزم الرجال سيناء أرض القداسة والنبوة والجمال، علي أرضها تقابلت ديانات السماء علي المحبة والخير والسلام، سيناء مازالت صحراء لم تتلون بالخضار تغمرها الرمال فمتي نزيل العقبات التي تعوق مشاريع التنمية? متي نعمرها ونعيد إليها الحضارة?.. فمازالت سيناء في أشد الاحتياج بجانب التعمير إلي الحماية تطلق إسرائيل الادعاءات والأكاذيب كعادتها بأن شبه جزيرة سيناء لم تعد آمنة وبالتالي تحذر رعاياها دائماً سرعة الخروج منها محاولة استغلال تلك التهديدات التي يطلقها تنظيم القاعدة الإرهابي والاتهامات دائماً ما توجه إلي حركة حماس المسيطرة علي قطاع غزة بأنها مرتبطة أيضاً بالتنظيمات الأصولية في إيران وأن هناك عناصر تتبع القاعدة وجماعات أخري مرتبطة بها منتشرة علي أرض سيناء تسيطر علي الحدود مع غزة مما يسهل بشكل كبير تهريب الأسلحة إلي قطاع غزة.. أما هدف إسرائيل من تلك الحملة الموجهة ضد مصر فهو ليس خافياً علي أحد وهو تدمير السياحة في مصر وذلك بزرع الهواجس والشكوك في قلوب الزوار والسائحين.. مازالت أطماع إسرائيل قائمة فهي لا تبغي سلاماً وتكن لمصر وشعبها كراهية وحقداً لا حدود لهما، وكم كان يسعدها دائماً نهب مصر التي لا تدخر وسعاً من أجل حماية أمنها القومي.. لكن السؤال.. لماذا تصر إسرائيل علي رفض تعديل البند الخاص بانتشار عناصر أمنية مصرية تابعة لحرس الحدود بزيادة أعداد العناصر الذين لا يتعدون 750 فرداً من القوات وأيضاً زيادة المعدات اللازمة والأسلحة لضبط المنطقة الممتدة علي طول الحدود مع القطاع? بعد هزيمة العدو الصهيوني في حرب أكتوبر 73 مازالت عيونهم تتطلع إلي أرض سيناء، وبعد انسحابهم مازالوا يشعرون بالحسرة مذبوحين باللهفة علي أرض الفيروز لا يملكون سوي زرع لجام الخوف والعدوان، لا يستطيعون أن ينعموا بالهدوء يحلمون بالعودة مجدداً لتدنس أقدامهم أرض سيناء الطاهرة التي روتها دماء الشهداء. يظل الحلم يراودهم علي مر العصور ومن أجل ذلك فهم يتربصون بنا، يطمعون في الأرض والنهر ولا يمكن أن ننكر ضلوع إسرائيل في استثارة دول حوض النيل ضد مصر من أجل حرمانها من حصتها في مياه النيل ولا ننكر أصابعها الخفية مع كل فتنة طائفية تهدد الوحدة الوطنية، ولها أيضاً اليد الطولي في إشعال النار بين فتح وحماس لتظلا علي موقفيهما لا يتفقان مما يصب في مصلحتها. لا يمكننا أن ننكر أن أجهزة الأمن المصرية علي دراية تامة بالخطر ومكمنه علي أرض سيناء.. فاليقظة والحذر يجب أن يكونا دائماً في أعلي الدرجات أما تنمية شمال سيناء بوابة مصر الشرقية بتوطيين المصريين وتكوين مجتمعات صناعية قادرة علي لاستيعاب الشباب بوظائف تكفل لهم حياة كريمة والتصالح مع أهالي سيناء لضمان الولاء والانتماء لأرض الوطن وتمكينهم من أراضيهم بحق الانتفاع بدلاً من وضع اليد. والأهم من ذلك هو حظر بيع الأراضي والشقق السكنية إلي إسرائيليين لأن ذلك يعد جريمة تمس الأمن الوطني بل ترقي إلي مستوي الخيانة العظمي.. سيناء المصرية مازالت مطمعاً أساسياً للإسرائيليين الذين يتبنون دائماً خططاً بعيدة المدي يرون فيها امتداداً طبيعياً لقطاع غزة وأحد الأمكنة المحتملة لتوطين اللاجئين الفلسطينيين.. علينا ألا نعول كثيراً علي معاهدات السلام التي وقعت فالسلام إن لم يكن عادلاً يعيد للعرب الحقوق يصبح سلاماً هشاً. والحل هو تعمير سيناء فما أحوجنا لذلك بعدما تقلصت المساحة المزروعة والعاصمة باتت تستجير بعد أن تكدست بالبشر ولم يبق سوي بضعة سنتيمترات لا تكفي أن نستدير دون أن تدوس أقدامنا الآخر، لماذا نضيع الوقت والجهد في أمور ليست أساسية ونلقي بالمسئولية علي الشعب?.. إنه في ازدياد في ظل محدودية الإمكانيات ليهرب الشباب إلي دول أوروبا تتقاذفهم الأمواج في قوارب متهالكة يهربون إلي غد غير معلوم ومستقبل لأرجاء فيه تمتلئ بالخوف قلوبهم. صوت سيناء ينادي: هلم لي قبل أن تتسلل إلينا أيام الجفاف، اتركوا الزحام والعشوائيات ودعوا الفقر والبطالة أنا أولي بسواعدكم فنرد الطامعين علي أعقابهم.