استقبلت الوكالات ووسائل الاعلام الدولى تشكيل حكومة قنديل بنوع من الفتور البعيد عن الحماسة والترحيب التقليدى، فقد رأت وكالة رويترز ان حكومة قنديل لا تمثل حلا سريعا لمشكلات الاقتصاد، بينما اعتبرت «برس اسوسيشن» ان الحكومة جاءت كولادة متعسرة نتيجة الصراع على السلطة، فقد قالت «رويترز» إن ملامح أول حكومة دائمة في مصر منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك تشير إلى استمرار بعض الأسماء قد يفيد الاقتصاد بعد 17 شهرا من الاضطرابات، ولكن عدم وضوح سلطات الحكومة الجديدة وحجم التحديات التي تواجهها يبددان أي تفاؤل بأن الحكومة الجديدة ستبدأ حقبة جديدة من الاستقرار. وأشارت إلى أن المستثمرين الذين غادروا البلاد لا يزال لديهم أسباب للقلق وأوضحت أن وزير المالية الذي بقي في منصبه سيتعين عليه الحصول على تأييد داخلي واسع النطاق لأي إصلاحات اقتصادية للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 3.2 مليار دولار طال انتظاره. ونوهت الوكالة إلى أن حل البرلمان الذي يعبر عن الإرادة الشعبية يخصم من شرعية أي إصلاحات كبيرة تقوم بها الحكومة الجديدة، ورجحت استمرار الاضطرابات السياسية في غياب دستور جديد يحدد سلطات مرسي وسلطات الجيش الذي خرج منه رؤساء مصر في العقود الستة الماضية ، وأضافت بأن الحكومة الجديدة تواجه مهمة أصعب مما واجهته سابقتها، فالأموال المتاحة لتمويل الإنفاق الحكومي ودعم الجنيه المصري منذ انتفاضة العام الماضي التي أطاحت بمبارك آخذة في التناقص، فضلا عن انكماش الاقتصاد في النصف الأول من 2012 مقارنة بالنصف الثاني من 2011 ، بينما ينخفض الطلب على السلع المصرية بسبب استمرار الضعف في اقتصادات منطقة اليورو ، والارتفاع الشديد في أسعار الغذاء العالمية قد يؤدي إلى تضخم فاتورة دعم الواردات المصرية. وقالت وكالة «برس أسوسيشن» إن تشكيل هشام قنديل للحكومة المصرية الجديدة في أكثر من أسبوع يسلط الضوء على الصعوبات التي واجهته في تأليف حكومة تحظى بقبول واسع. وستعمل الحكومة في ظل صراع على السلطة بين الرئيس المنتخب حديثا والمجلس العسكري، الذي حكم مصر طيلة 17 شهرا هي عمر الفترة الانتقالية بعد سقوط مبارك. وأوضحت أن تأخير تسمية وزراء العدل والإعلام والثقافة يؤكد المفاوضات الصعبة التي جرت بشأن هذه المناصب، متوقعة أن يتم تسمية وزير الدفاع من قبل الجيش. ونوهت إلى أن الحكومة لم تتضمن سوى وزيرين من حزب الحرية والعدالة، وهما وزيرا التعليم والإسكان. من ناحية أخرى، اشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إلى أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا لمصر تمثل إعلانا واضحا أمام العالم بأن واشنطن تدعم إسلاميي مصر بشكل كامل. واضافت أن بانيتا لا يرى أى مشكلة في صعود الإسلاميين إلى سدة الحكم ولا توجد عوائق حول تعامل الولاياتالمتحدةالأمريكية مع التيار الإسلامي الصاعد في مصر. ونوهت إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت على لسان وزير دفاعها دعمها القوي ومساندتها الرئيس المصري محمد مرسي بوصفه أول رئيس إسلامي مدني للبلاد بعد الإطاحة بالنظام السابق المستبد رغم انتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة في وقت سابق وبالرغم من غموض مستقبل مصر بالنسبة لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وأوضحت الصحيفة أن اجتماع بانيتا مع مرسي و المشير طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة في القصر الرئاسي بالقاهرة جاء في محاولة لحث الجيش الذي كان يربطه علاقات جيدة مع البنتاجون في ظل النظام البائت على ضرورة تسليم السلطة إلى حكومة مدنية وتحول مصر إلى الحكم المدني بعد عقود طويلة من الحكم العسكري ووقف الصراع على السلطة بين الرئيس والجيش الذي يحكم قبضته حتى الآن على زمام الأمور في البلاد.