هل بالفعل قيادات القوى السياسية والدينية فى مصر كانوا على اتصال بالفريق أحمد شفيق فى انتخابات الإعادة؟، هل اتصل بالفريق شفيق بعض النخب الذين كانوا يهتفون ضده صباحا ومساء؟، هل عقد شفيق اتفاقيات مع من كانوا يتهمونه بالفلول؟، هل خان بعض قيادات التيار الدينى اتفاقاتهم مع الإخوان وقاموا بالتصويت للفريق شفيق؟. هل صوت بعض الإسلاميين والمستقلين والائتلافات الشبابية لشفيق؟. قبل أيام نشرت جريدة «الوطن» موضوعا عن اجتماعات ضمت بعض القيادات السياسية مع الفريق شفيق، وقد أنكر البعض صحة اللقاءات التي نشرت بالجريدة، وقالوا إنها فبركة صحفية، وقد أكد آخرون صحة بعض الحكايات، وبغض النظر عن صحة أو فبركة ما نشر، فالحديث عن لقاءات بين النخبة والفريق أحمد شفيق أصبح يشكل علامة استفهام كبيرة جدا، زاد من حجم العلامات الاستفهامية عدد الأصوات التى حصل عليها الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة، وقد قاربت فى مجملها عدد الأصوات التي حصل عليها الدكتور محمد مرسى مرشح جماعة الإخوان والفائز بكرسي الرئاسة، وتقارب الأصوات بينهما لا يعد مؤشرا وحيدا لوجود تحالفات أو لقاءات جمعت قيادات سياسية ودينية مع الفريق شفيق، بل أن نتائج بعض المحافظات تعد بمفردها مؤشرا يرجح ويؤكد الاتفاقات التي تمت فى الكواليس سرا قبل أيام أو ساعات من إجراء انتخابات الرئاسة. قبل يومين اتصلت بأحد الأصدقاء كان ضمن الفريق الانتخابي للفريق أحمد شفيق، سألته عن صحة اللقاءات السرية، وقال الصديق إنها واقع وحقيقة وهناك وثائق تؤكدها، وأكد أنها ضمت قيادات بارزة فى التيار السلفي وفى الأحزاب والائتلافات والمستقلين، وقد عقدت أكثر من مرة واستمرت لساعات طويلة، ذكر لي الصديق العديد من أسماء قيادية فى التيار السلفى واستحلفني عدم ذكرها، وذكر أن عدة لقاءات تمت بين مشايخ وقيادات التيار السلفى والفريق أحمد شفيق، وأن هذه اللقاءات أثرت بالفعل على سير العملية الانتخابية، ونتائجها ظهرت فى صناديق الانتخابات ببعض المحافظات، ونصحني بالعودة إلى نتائج بعض المحافظات التي يسيطر التيار السلفي فيها، وعدت واتضح أن ما حكاه لى الصديق صحيح، محافظة الإسكندرية، على سبيل المثال، من المحافظات التى تضم أكبر كتلة للتيار السلفى، ويعيش فيها بعض المشايخ والقيادات السياسية ، مثل الشيخ ياسر برهامى وغيره من قيادات حزب النور السلفى، هذه المحافظة أعطت للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة 718 ألفاً و59 صوتا، وأعطت للدكتور محمد مرسى 971 ألفاً و129 صوتاً، وهذه الأرقام تقوى حكايات الصديق عن لقاءات جرت بين الفريق شفيق وقيادات التيار السلفى بهذه المحافظة، ويعنى كذلك أن هذه اللقاءات أسفرت بالفعل عن حصول الفريق شفيق على نسبة كبيرة من أصوات السلفيين، ويعنى أيضا أن مشايخ وقيادات هذا التيار قد صرحوا على خلاف الحقيقة بمساندتهم للدكتور مرسى فى الوقت الذى كانوا يجلسون فيه مع شفيق ويتفقون معه، ويعنى أخيرا أنهم خانوا اتفاقاتهم مع جماعة الإخوان المسلمين، وما يرجح صدق ما صرح به الصديق نتائج بعض المحافظات الأخرى التي يسيطر عليها التيار السلفي، مثل محافظة السويس حيث حصل الفريق شفيق على 76 ألفاً و734 صوتاً، وحصل مرسى على 129 ألفاً و229 صوتاً، وكما ترون عدد الأصوات من هذه المحافظة ليس صغيرا بالمرة، ونظن أن هذه الأصوات لم يكن شفيق يحصل عليها دون اتفاق مسبق مع القيادات السلفية بالسويس أو بالإسكندرية. المدهش في اللقاءات التي جمعت قيادات التيار السلفي مع شفيق، أن أحد مرشحي التيار الإسلامي في انتخابات الرئاسة بالمرحلة الأولى هو الذي قام بالوساطة، وقد أكد لي الصديق أن مرشح الرئاسة الإسلامي وعد بمساندة الفريق شفيق، ونفذ بالفعل وعده مع التيار السلفى ومع بعض القيادات الإسلامية الأخرى، وقال لى الصديق: إنه (المرشح الإسلامي) نجح بسهولة وبسرعة كبيرة فى إقناع قيادات التيار السلفي، وذكر أن هذه القيادات جاءت إلى القاهرة وجلست مع الفريق شفيق فى مكتب خصص لعقد اللقاءات السرية بعيدا عن كاميرات وسائل الإعلام وعيون المرشح المنافس، وأقسم لى أن الاجتماعات ضمت أكبر قيادات سياسية ودينية في التيار السلفي، وأكد أن هذه اللقاءات قامت حملة الفريق شفيق بتسجيلها بالصوت والصورة، وأعضاء حملة الفريق يحتفظون بجميع المواد الفيلمية والصوتية والفوتوغرافية للقاءات التي جرت بين الفريق والقيادات الدينية والسياسية. الطريف ان لقاءات شفيق لم تتوقف عند التيار السلفى بل امتدت حسب رواية الصديق إلى عقر دار جماعة الإخوان المسلمين، وقال: إن الفريق شفيق نجح فى اختراق الجماعة، وعقدت لقاءات واتفاقات مع بعض القيادات فى الجماعة، وأشار إلى أن نتائج هذه اللقاءات قد ظهرت فى صناديق بعض المحافظات التي تسيطر عليها جماعة الإخوان، وضرب لى بمحافظة الدقهلية مثالا لتأكيد كلامه، وذكر أن حوالي مليون و59 ألفا و345 مواطنا دقهلاويا صوتوا للفريق شفيق، بينما حوالي 845 ألفا و390 قاموا بالتصويت للدكتور مرسى، وفى محافظة دمياط صوت للفريق أحمد شفيق 202 ألف و 928 صوتا، وصوت لمرسى 258 ألفا و457 صوتا، وقد ذكر لى الصديق أن بعض البرلمانيين التابعين لجماعة الإخوان أعطوا للفريق شفيق هم وعائلاتهم وأنصارهم، وأن عملية الاختراق جرت بفضل المرشح الرئاسي الإسلامى. وبعيدا عن التيارات الدينية فقد شملت لقاءات الفريق شفيق السرية أيضا بعض الائتلافات والحركات الشبابية، منها حسب تأكيد الصديق فريق من فريقي جماعة 6 إبريل، وذكر أن الفريق الانتخابي لأحمد شفيق نجح في عقد لقاءات متعددة بين الائتلافات الثورية والفريق، وكانت ايجابية جدا، وقد تم الاتفاق على مساندة الفريق ضد الدكتور مرسى، وكان الفريق شفيق صريحا حسب رواية الصديق مع هؤلاء الشباب ووعدهم بمنح الشباب فرصاً كبيرة في إدارة البلاد، وأفصح لى الصديق عن بعض أسماء الشباب فى 6 إبريل وفى الائتلافات الثورية، وأحتفظ لنفسي بها كما وعدت الصديق، خاصة أنه يعكف على إعداد كتاب يضم بين دفتيه بالوثائق ما دار فى اللقاءات السرية لانتخابات الإعادة. بجانب هؤلاء عقدت اجتماعات مع بعض القيادات الحزبية المعروفة، وقد ذكر لى بعض الأسماء التي تنتمي لجميع التيارات والأيديولوجيات، الطريف فى هذه الأسماء أنها كانت طوال أيام الإعادة تدلى بتصريحات ضد الفريق أحمد شفيق، وتؤكد ان انتخابه هو إعادة إنتاج للنظام السابق، ونصحني بالرجوع إلى نتائج بعض المحافظات التى أظهرت المرحلة الأولى ميلها إلى مرشحي التيار الناصري، وعدت بالفعل إلى محافظة بورسعيد واكتشفت أن الفريق شفيق حصل فى المحافظة على 130 ألفاً و122 صوتاً، وحصل الدكتور مرسى على 109 آلاف و768 صوتا، وفى محافظة الإسماعيلية صوت 172 ألفا و 269 إلى الفريق شفيق ، وصوت لمحمد مرسى 204 آلاف و 307 أصوات، وفى محافظة كفر الشيخ صوت 342 ألفا و491، وصوت لمرسى 425 ألفا و514. وعن نجوم التوك شو أكد الصديق أن بعضهم سعى من نفسه للقاء الفريق أحمد شفيق، وقد تحدث بعضهم معه تليفونيا أكثر من مرة، وأكدوا مساندتهم له وقد أعطوا أصواتهم بالفعل للفريق، بينهم ناشط يعمل بالحقل الفني وكان يساند مرشحاً ناصرياً في المرحلة الأولى، ومنهم اعلاميون وكتاب ومفكرون سياسيون، وأكد الصديق أن الفريق شفيق رفض لقاء بعضهم، وحكي أن احدهم وهو برلماني حاول الاتصال بالفريق أكثر من مرة، وقد رفض الفريق مقابلته أو تلقى مكالماته، وهذا البرلماني وهو ليبرالي قد وسط زوج ابنة الفريق، سألته عن سبب الرفض؟، قال: اشتراكه في قانون العزل، وذكر الصديق أن هذا البرلماني حاول أكثر من مرة ورفض طلبه تماما. أخيرا أوضح أننى سبق ووعدت الصديق العزيز بعدم ذكر الأسماء، وها أنا أنفذ وعدى، ليس لأننى لا أرغب فى أن اظهر فى صورة الحانث للوعد، بل لأنني لا أمتلك وثائق تؤكد هذه الحكايات، اللهم سوى أرقام نتائج بعض المحافظات التى ترجح قصصاً بعينها، ووعد من الصديق بأنه سيهدينى ب «سى دى» تضم العديد من الوثائق لهذه الحكايات، والغريب ان الصديق أكد لى أن حملة الفريق شفيق لديها وثائق لحكايات أخرى جمعت الفريق شفيق وشخصيات ورموز نراهم ليل نهار في التوك شو، وقال: إن الوقت لم يحن بعد لإخراج هذه الحكايات.