جاءت نتائج الانتخابات في الاسكندرية لتؤكد أنها بحق هي عروس الثورة حيث جاء كل من حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح في المقدمة فمن ثم فإن أصوات الشباب هي التي ستحسم التصويت في الاعادة. خاصة أن هذه النتائج اكدت تقارب قوة المؤيدين للتيار الإسلامي بصفة عامة مع قوة المؤيدين للمرشحين الليبراليين بالإسكندرية. وقد أحدثت نتائج الجولة الأولي دويا هائلا في الأوساط السياسية, وذلك بعد أن أسفرت النتائج عن مفاجآت غير متوقعة, حيث جاء ترتيب المرشحين في جولة الاعادة للدكتور محمد مرسي, والفريق أحمد شفيق.. الرابع والخامس في نسبة الأصوات لمراكز متأخرة عن صباحي وأبوالفتوح وهو ماجاء عكس توقعات الشارع السياسي والمحللين السياسيين, والمؤكد أن الإسكندرية كان لها دور مؤثر في الانتخابات, حيث لعب الصراع بين التيار الإسلامي خاصة جماعة الإخوان ورجال النظام السابق لكونهما احتكرا المشهد السياسي خلال السنوات العشر الماضية دورا كبيرا في احجام الناخب السكندري عن تأييد أي منهما, مفضلا رفع رأية التغيير التي صبت في مصلحة صباحي باعتباره مرشح الشباب والثورة, بينما اتجه آخرون إلي الدكتور أبوالفتوح الذي حصل علي اعداد كبيرة بعد صباحي نتيجة مساندة التيار السلفي, باعتبار الإسكندرية معقلهم الرئاسي ونقطة بمركزهم, وإن كانت تصريحات أبوالفتوح المتباينة قبل الانتخابات بأيام جعلت العديد من السلفيين خاصة الكبار يتراجعون عن تأييده والاحجام عن التصويت الشباب. والمؤكد في الإسكندرية أن جولة الاعادة تعني حاليا مشكلة مستعصية سواء من جانب شفيق أو مرسي علي اساس أن وضعهما الأساسي في المحافظة مهتز وبالتالي سيلجآن إلي التحالفات, حيث إن الإخوان سيلجأون إلي التيار السلفي باعتبار أن مرسي مرشح إسلامي, ولكن ذلك ليس جواز مرور لتأييد مرسي خاصة أن العديد من التيار السلفي يري أن الإخوان لم يلتزموا بأي اتفاقات وتعهدات من قبل وأن مساعدتهم للوصول للرئاسة ر بما ينهي حلم حصول السلفيين علي الأغلبية مستقبلا ولذلك فإن حوار السلفيين أصبح غامضا ومعقدا بعد اعلان الإعادة بين مرسي وشفيق وربما يأتي القرار بعيدا تماما عما يتصوره البعض, كذلك هناك قوي ثورية ترفض تماما المرشحين, لكنها تري في الإخوان ترسيخا لدولة المدنية التي يرفضونها تماما ولذلك فإن الأمور بالإسكندرية ستأخذ منحني المفاوضات والصفقات والتحالفات وأيضا الحسابات المعقدة, وفي مقابل ذلك أن هناك قوي مؤثرة جدا حسمت أمرها وهم الأقباط الذين أصبح لا بديل لهم عن الفريق شفيق وكانوا منقسمين في الجولة الأولي بين شفيق وعمرو موسي وقليل لأبو العز الحريري, كذا هناك الليبراليون وغيرهم فمن كان يدعمون موسي بقوة وغيرها من القوي التي تري أن الدولة الدينية تعكس التوجه العام لديها, كما أن معظم أصوات السيدات والفتيات خاصة القاطنات في المدينة والحضر يمثلن 82% من جملة أصوات السيدات التي تصل إلي مليون و453 ألفا واللاتي أيدن صباحي في الجولة الأولي سيذهبن بقوة إلي الفريق شفيق وتري أعداد كبيرة منهن أن يتسم بالحزم وهو الأقدر علي إعادة الانضباط واستقرار الوطن والحفاظ علي هوية الدولة المصرية بعيدا عن التشدد وتقليص حرية السيدات ولذلك تمثل المرأة دورا بارزا في ترجيح كفة الإعادة لصالح شفيق. وشهدت الساعات الأخيرة من مساء أمس بالإسكندرية البدء في ظهور بعض الاجتماعات المكثفة لتصحيح الأخطاء وتلاشيها من جانب مؤيدي الطرفين باعتبار أن العاصمة الثانية جاءت أصواتها رافضة لفرسي الاعادة اللذين يبحثان حاليا عن مخرج لأزمة الاسكندرية في ظل اعلان عدد كبير من الائتلافات الثورية الاحجام عن التصويت ومن المنتظر أن تشهد المدينة خلال اليومين المقبلين مفاجآت في عقد صفقات وتحرك البعض من رجال الأعمال علنية وكوادر وقيادات النظام السابق لدعم الفريق شفيق. ومن جانبه, أكد حسين إبراهيم زعيم الأغلبية ورئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحرية والعدالة ان المرحلة الأولي من الانتخابات الرئاسية سارت بشكل جيد والقوات المسلحة نجحت في تأمين اللجان الانتخابية بشكل عبر عن نزاهة ورأي المواطن وأن حالة التأمين تضمنت توفير الأمن للمواطن والحرية في إدلائه بصوته. وحول احتمالية الإعادة أمام أحد رموز النظام السابق أحمد شفيق أوضح في تصريحات ل الأهرام أن الحرية والعدالة ومرشحهم محمد مرسي مستعدون لمواجهة أي منافس في مرحلة الإعادة وأن الحرية والعدالة سيراهن علي الشعب, لأنه سيختار الثورة لتحقيق أهدافها في كل الأحوال.