حذرت صحيفة "جارديان" البريطانية جماعة الإخوان المسلمين من دعمها لمرشح رئاسة دون التوافق مع المجلس العسكري والتيارات السياسية الأخرى، وبالرغم من أن دعم الإخوان لمرشح سيكون دفعة قوية له للجلوس على كرسي الرئيس، إلا أنها ستكون أكبر التحديات التي تواجه الجماعة، والتي ستوحد أعداءها السياسيين من ليبراليين ويساريين وسلفيين والمجلس العسكري الحاكم. وقالت الصحيفة: "فشل لقاء مرهق دام لمدة 8 ساعات أمس الثلاثاء بين القيادات الإخوانية بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة مع المجلس العسكري للتوافق على مرشح رئاسة، وأجلت الجماعة قرارها الأخير لأنها تدرك حجم المعركة التي تنتظرها مع اللاعبين السياسيين الآخرين إذا دعمت مرشحا بعينه، كما سيحقق ذلك اتهامات التيارات السياسية لها بالاحتكار والاستيلاء على كل السلطات من برلمان ورئاسة". وأشارت الصحيفة إلى الانقسامات الداخلية حول هذا القرار بين صفوف الإخوان المسلمين، الأمر الذي يزيد من خوف الجماعة ويجعلها مترددة بشدة في إعلان قراراها النهائي". كما حذرت الصحيفة الإخوان المسلمين من غضب المجلس العسكري إذا قررت الجماعة إعلان مرشحها منفردة دون التوافق العسكري، مؤكدة أن الإخوان لا يستطيعون تحدي أو تجاوز مصالح الجيش". وقال محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين: "ناقشنا كل التطورات الأخيرة، ولا تزال الآراء كثيرة داخل الجماعة، ولم تتم تسوية الجدل حتى الآن، ولذلك نفضل تأجيل المناقشات لحين الهدوء". وقال محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة أن أعضاء بالإخوان لديهم تحفظات بشأن مرشحي الرئاسة الموجودين على الساحة، كما أن البعض يريدون عدم إعلان مرشح رئاسي بدعم الإخوان المسلمين نهائيا. ورأت الصحيفة أن شهر العسل بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكري انتهى، وأن العلاقات بينهما وصلت لنهايتها المنطقية، واقتبست قول الكاتب حسن نافعة في مقالته بصحيفة المصري اليوم أن مصر عالقة بين القوتين قاصدا المجلس العسكري والإخوان المسلمين، وأن كلا من الطرفين يحاولان استعراض عضلاته وفرض إرادته على الآخر".