أكد صلاح عيسى، الكاتب الصحفي أن فكرة الرئيس التوافقي المطروحة على الساحة الآن غير قابلة للتنفيذ وتشبه ذلك الطائر غير القابل للتحليق وأنها جزء من "السواتر" التي تلجأ إليها جماعة الإخوان المسلمين . وتساءل عيسى، اليوم الأربعاء - في لقاء مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج صباحك يا مصر على قناة "دريم" عن معنى "الخلفية الإسلامية" التي اشترط المرشد العام لجماعة الإخوان الدكتور محمد بديع توافرها في المرشح التوافقي. وقال إن حزب الحرية والعدالة لم يعد الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بل أصبح مجرد "صوباع" للجماعة التي تدير الأمر كله، نافيا وجود صفقة بين العسكري والإخوان لاختيار المرشح التوافقي، بل "هدنة" من الجماعة تجاه المجلس، عكس التيارات الليبرالية التي "بطحت" فيه مبكرا ففقدوه تماما. وأضاف عيسى أن هناك غيابا تاما للتوافق في مصر منذ ثورة 25 يناير وما قبلها، وجماعة الإخوان المسلمين هي التيار الوحيد المنظم لذا أكل التورتة كلها، وهناك خلل في تركيب مؤسسات الدولة وأصبحت السلطة التشريعية كاملة في يد التيار الإسلامي. ومن جانبه، دعا الدكتور أحمد سعيد، رئيس حزب المصريين الأحرار وعضو مجلس الشعب، التيار الإسلامي الذي حصد الأغلبية في مجلس الشعب إلى ترشيح شخصا لرئاسة الجمهورية واتخاذ موقف أكثر شجاعة والتخلي عن فكرة الرئيس التوافقي. وتساءل سعيد لماذا لا يرشح "الحرية والعدالة" القوي جدا في الشارع رئيسا؟ ولماذا يقولون لا نريده إسلاميا؟ هل لمجاملة المجلس العسكري أو أنهم لا يرغبون في السيطرة؟ . وأكد سعيد أن كل الظروف الحالية لا تسمح بوجود الرئيس التوافقي، خاصة مع الانقسام الشديد بين القوى السياسية حول أغلب المسائل، مشيرًا إلى أن تشكيل اللجان النوعية في مجلس الشعب مثلا لم يحدث حولها توافق حول الأصلح والأكثر كفاءة . وعلى الجانب الآخر، قال القيادي الإخواني الدكتور جمال نصار، مدير المركز الحضاري للدراسات المستقبلية، إن المرحلة الانتقالية التي تمر بها مصر تستدعي التوافق بين القوى السياسية، داعيا أن يكون هناك أكثر من مرشح توافقي . ووصف نصار الحديث عن وجود صفقة بين الإخوان والمجلس العسكري لاختيار رئيس توافقي بأنها "شوشرة إعلامية" و"استخفاف " بالشعب الذي يرفض استمرار الحكم العسكري تماما، مؤكدًا عدم وجود جلسات تنسيق بين الجانبين حول الرئاسة. وأضاف نصار أن مصر لا تتحمل رئيسا من الإخوان المسلمين لأن هناك ترصد خارجي شديد، ومصر ليست بالقوة لمواجهة هذه التحديات، وهذا يفسر تأكيد الجماعة أن الوقت غير مناسب لهذه المهمة . وردًا على حديث الكاتب صلاح عيسى بأن الإخوان أكلوا التورتة كلها قال نصار: "هذه التورتة تكليف وليس تشريفا ومن يتحمل المسئولية الآن هو في مهمة صعبة".