لم تعد بيوت الشرقية تشعر بالأمان بسبب غياب الشرطة عن الشارع ووصل الأمر بأهالي المحافظة الي القيام بعمليات هجرة جماعية هربا من البلطجية الذين حاصروا شوارع المحافظة في الوقت الذي تفرغ فيه مدير الأمن للتصريحات الإعلامية التي تنفي وجود انفلات أمني في المحافظة رغم انها تحولت الي ظاهرة ثابتة فالعنف والفوضي وممارسات البلطجة أصبحت هي المتحكمة في أغلب الأمور داخل المحافظة في غياب كامل للقانون ورجال الشرطة الذين اختفوا من الشوارع وتركوها تحت تصرف الخارجين عن القانون. وتنتشر البلطجة بكافة اشكالها وانواعها فى مراكز ومدن وقرى محافظة الشرقية بينما تقف قوات الشرطة مكتوفة الأيدي من حالة الرعب بين المواطنين وبدأت الشائعات والقصص الخرافية تنتشر بشكل رهيب في المناطق الشعبية والريفية وتحول رجل الشرطة الى موظف حكومى لا يتدخل عند حدوث اى ازمة فى نطاق عمله والقيادات الامنية تشجهم على ذلك ورغم ذلك يطالبون بزيادات مستمرة فى مرتباتهم ومساواتهم بالقوات المسلحة. ففى العاشر من رمضان حيث ترتفع حالات السطو المسلح على المحلات والبنوك وسرقة مخازن المصانع فشل رجال الشرطة فى ضبط مرتكبيها، وتتمثل حالات البلطجة فى الشرقية فى عودة ظهور شوقى المحروق بعد مقتل شقيقه واحد افراد عصابته ونجاحه فى الهرب والمقيم بدائرة القنايات حيث قام بتكوين عصابة للسرقة بالاكراه وكافة انواع البلطجة وكان دائما ما يتباهى بصداقته لافراد الشرطة بالدائرة في عهد النظام البائد وأنه على علاقة وثيقة بضباط المباحث ويخبرونه بمواعيد واماكن الأكمنة وقبل ارسال قوة للقبض عليه وبالفعل نجح فى مرات عديدة فى اخراج افراد عصابته من نقطة الشرطة بعد القبض عليهم وبعد ثورة 25 يناير والانفلات الأمنى رفع المحروق وعصابته حالة التأهب القصوى وانتشروا هنا وهناك سلبا ونهبا وسرقة بالاكراه وفرض اتاوات الى ان ضج المواطنون وقاموا بتنظيم وقفات احتجاجية وقطعوا الطريق امام نقطة شرطة القنايات ليتحرك رجال الشرطة بقوة كبيرة تساندها القوات المسلحة وقاموا بالهجوم على احد اوكار العصابة وبعد اطلاق النار بين الطرفين وانتهى الاقتحام بقتل اثنين احدهما شقيق المحروق والاخر احد افراد العصابة ونجح المحروق فى الهرب وباقى افراد عصابته ليختفى لفترة طويلة ليعاود الظهور مرة اخرى، وارجعت اسرة شوقى المحروق دخوله عالم الاجرام بهذه القوة انه عندما كان شابا صغيرا طلب منه احد ضباط المباحث بنقطة شرطة القنايات ان يعمل لديه مرشدا ويأتى له بالقضايا الكبيرة حتى يتم ترقية ضابط المباحث وبالفعل نجح شوقى المحروق فى تسليم ضابط المباحث العديد من القضايا المهمة فى مقابل حمايته وتركه يفعل ما يشاء حتى استفحل أمره وأصبح معوقا لعمل ضباط المباحث فى نقطة شرطة القنايات ومازال حرا طليقا الي الآن. أما اعمال البلطجة على طريق قرية حوض الطرفة والمؤدى الى قرية ابونجاح وتتمثل فى سرقة السيارات بالإكراه باستخدام البنادق الآلية والرشاشات خاصة فى قرى شنبارة وابونجاح التابعتين لمركز الزقازيق فجميع الأهالى بالقريتين ورجال الامن يعرفون الاسرة التى تتزعم كافة اعمال البلطجة والتى تقيم فى محل اقامة ثابت لايتغير---اما فى مدينة الزقازيق تتمثل اعمال البلطجة فى قيام البلطجية بالاستيلاء على الشوارع الرئيسية مثل شارعى البوسطة ومولد النبى وعلى جانبى الكوبرى الجديد وقناطر التسعة وتأجيرها للباعة الجائلين وتحويلها الى اسواق عامة وتسبب ذلك فى اغلاق شوارع المدينة وانتشار الفوضى المرورية وقامت حملات موسعة لإزالة التعديات من جميع المناطق المذكورة وبعد عدة ايام عادت الاشغالات مرة اخرة الى سابق عهدها بل واكثر مما سبق. اما اخطر انواع البلطجة فكانت فى قرية كفر الحصر التابعة لوحدة بيشة قايد المحلية عندما قام الاهالى بمساندة البلطجية بالاستيلاء على قطعة ارض املاك دولة بجوار المقابر وتوزيعها على انفسهم واستغلوا انشغال الأمن بحماية المقار الانتخابية فى انتخابات مجلس الشعب وقاموا بالبناء عليها بشكل جماعى وتحويلها الى مقابر خاصة لهم رغم انها كانت مخصصة للمنفعة العامة لخدمة اكبر عدد من المواطنين وعندما تقدم اهالى كفر الحصر بالعديد من البلاغات والشكاوى الى مدير الأمن وعدهم بإزالة تلك المقابر ولكنها ما زالت قائمة حتي الآن شاهده علي الانفلات الأمني وانتشار أعمال البلطجة في أنحاء المنطقة. وفي مركز كفر صقر انتشرت عصابة سرقة أنابيب الغاز وبيعها في السوق السوداء مما أدي الي وجود أزمات حقيقية في أنبوبة البوتاجاز وذلك في وجود الأجهزة الأمنية المختلفة دون تدخل منهم. ولم تسلم قري ومدن الشرقية من السطو المسلح فقط بل امتد الانفلات الأمني الي خطف الأطفال التي تحولت الي ظاهرة متكررة كل ساعة تقريبا ولم تستطع الداخلية مواجهة تلك الظاهرة إلا بالتفاوض مع الجناة لتسليم الأطفال الي ذويهم مقابل دفع مبلغ من المال. أيضا سرقة السيارات أصبحت أمرا اعتياديا وكانت آخر الوقائع ما حدث للصيدلي أحمد بدوي حيث سرقت سيارته التي يتعدي ثمنها 140 ألف جنيه موديل 2012 من مدينة الزقازيق فقام بتحرير محضر قسم شرطة الزقازيق إلا أن المحضر لم يحرك ساكنا بل ان ضباط الشرطة نصحوه بالاستجابة لمطالب الجناة ودفع مبلغ 30 ألف جنيه مقابل عودة سيارته. لم يقتصر الانفلات الأمني علي الأهالي فقط بل امتد الي المنشآت الحكومية حيث قام مجهولون باقتحام شركة مياه الشرب والصرف الصحي والتعدي علي بعض الموظفين ولاذوا بالفرار فقام الموظفون بالشركة بقطع المياه عن مدينة الزقازيق لعدة ساعات احتجاجا علي عدم اتخاذ الداخلية أي موقف تجاه هؤلاء البلطجية نفس الأمر تكرر مع شركة الكهرباء حيث قام البلطجية بالتعدي علي محطات الكهرباء وقطع الأسلاك الكهربائية بشكل مكثف حتي يتمكنوا من سرقة الأهالي ومنازلهم. وآخر الوقائع التي أدت الي توقف الطرق الرئيسية بالمحافظة وقطارات السكة الحديد ما حدث في قرية كوم حلين التابعة لمركز منيا القمح بعض البلطجية بالهجوم علي أهالي القرية وسرقة 7 سيارات خاصة بالأهالي ومبالغ مالية من عدد كبير منهم وقاموا بإشهار الأسلحة النارية والبيضاء في وجه من حاولوا المقاومة واستغاثوا بالشرطة ولم تجبهم حتي نهب البلطجية معظم خيرات القرية وغادروها دون تدخل من الأمن. ومازال الملف الأمنى على مكتب محافظ الشرقية حتى الآن رغم وعوده البراقة بإعادة الأمن والأمان والقضاء على البلطجة حتى وصلت أعمال البلطجة إليه شخصيا ومحاولة الاعتداء عليه شخصيا مرة داخل مبنى المحافظة ومرة اخرى فى الشارع امام ديوان عام المحافظة واخيرا فى احتفال تكريم شهداء مجزرة بورسعيد من ابناء الشرقية بقاعة قصر ثقافة الزقازيق.