قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية: إن المواقف الأخيرة لروسيا وتصريحاتها بشأن المنطقة العربية تؤجج وتثير الخلافات بين الغرب ودول المنطقة وخاصة فيما يتعلق بتدخلات قوات حلف شمال الأطلسى "الناتو" في ليبيا واحتمالات جديدة للتدخل العسكري في سوريا. واوضحت الصحيفة ان أكثر التصريحات الروسية المثيرة للخلاف مؤخرا هي مطالبها باعتذار الناتو إلى ليبيا عن سقوط ضحايا مدنيين أثناء القصف الجوي خلال الانتفاضة الليبية العام الماضي. كما اتهمت الحكومة الليبية أمس الناتو برعاية مركز تدريب للثوار السوريين، مما أثار ردود فعل حادة وغاضبة من جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن رئيس الوزراء الليبي "عبدالرحيم الكيب". وتُعتبر المشاحنات والخلافات الأخيرة مؤشرا آخر على مدى عمق انقسام المجتمع الدولي حيال الاضطرابات في المنطقة العربية، ولا سيما القمع الوحشي للانتفاضة في سوريا. وتتهم كلا من روسيا والصين حلف شمال الأطلسي بتجاوز مشروع قرار مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر أساسا لحماية المدنيين في ليبيا أثناء انتفاضتهم العام الماضي، ورفضتا أي إجراء مماثل في سوريا. وقال "فيتالي تشوركين"، سفير روسيا لدى الأممالمتحدة، إن بلاده قد تلقّت معلومات تفيد بأنه قد تم إنشاء مركز تدريب خاص للثوار السوريين في ليبيا بدعم من السلطات الحكومية الليبية. وحذّر "تشوركين" من أن الانتشار غير المنظم للأسلحة الليبية في المنطقة وأن تدريب مقاتلين للهجوم على الحكومة السورية يزعزع الاستقرار في المنطقة العربية ويثيرها ضد الغرب. وردا على تصريحات "تشوركين"، قال رئيس الوزراء الليبي: "إن مسألة المخاوف بشأن دماء الليبيين لا ينبغي أن تُحول إلى دعاية سياسية من قبل أية دولة ضد دول أخرى". ودافعت "سوزان رايس"، سفيرة الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة في الوقت نفسه عن هجمات حلف الناتو في ليبيا، وانتقدت روسيا لإثارة أفعال مصطنعة مرة أخرى، على حد تعبيرها، مقتبسة كلام اللجنة الدولية للتحقيق في ليبيا التي خلصت إلى أن حلف شمال الأطلسي "قد أجرى حملة دقيقة للغاية مع عزم واضح على تفادي وقوع ضحايا مدنيين".