طالب مندوب روسيا لدى الأممالمتحدة بإجراء تحقيق واف بشأن المدنيين الذين قتلوا في الضربات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي أثناء عملياته العسكرية في ليبيا التي ساعدت في الإطاحة بمعمر القذافي. وكان السفير فيتالي تشوركين يعقب على تقارير إخبارية عن وفاة مدنيين نتيجة لضربات حلف الأطلسي، وأفادت تقديرات لجماعات حقوق الإنسان أن أكثر من 50 مدنيا قتلوا في تلك الضربات الجوية بينما نشرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد تقديرا لعدد القتلى يتراوح من 40 إلي 70 .
وقال تشوركين للصحفيين يوم الاثنين "حلف الأطلسي تقاعس حتى الآن عن تزويد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتفاصيل عن الضحايا المدنيين، مما يؤسف له أن حلف الأطلسي تبنى موقفا دعائيا محضا بالزعم بأن عدد القتلى المدنيين في ليبيا صفر، وهو شيء أولا غير معقول تماما وثانيا غير حقيقي".
وقال تشوركين إنه سيثير المسألة في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة يوم الخميس، وأضاف قائلا "نأمل بأن يعيد حلف الأطلسي النظر في هذه المسألة برمتها وأن يجري تحقيقا في هذا الأمر".
وانتقد تشوركين أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإشارته الأسبوع الماضي إلي أن حلف الأطلسي تقيد بشكل كامل بالتفويض الذي منحه له مجلس الأمن لحماية المدنيين في ليبيا. وقال "نتوقع أن تكون الأمانة العامة (للأمم المتحدة) أكثر تدقيقا عندما تصدر تقييمها بشأن مسائل مهمة جدا يتعامل معها مجلس الأمن".
وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي، وانا لونجسكو، الأسبوع الماضي إن الحلف ليس لديه أي أرقام لضحايا مدنيين ربما سقطوا في حملته الجوية لكنه اتخذ "كل التدابير الممكنة لتقليل احتمالات سقوط ضحايا بين المدنيين إلي الحد الأدني".
وأبلغ السفير الليبي لدى الأممالمتحدة إبراهم دباشي الاسبوع الماضي أنه لا يرى حاجة لتحقيق بشأن عمليات حلف الأطلسي.
وقال إن اكثر من 40 ألف ليبي توفوا في الحرب الأهلية وإن سقوط عدد قليل من الضحايا المدنيين في هجمات حلف الأطلسي -رغم أنه شيء يؤسف له- إلا أنه لم يكن هناك مفر منه.