كتبت - سحر ضياء الدين: كشف تقرير حديث صادر عن الأممالمتحدة أن ما يقدر بنحو 258 مليون شخص يعيشون حاليًا في بلدان غير بلدانهم الأصلية، بزيادة قدرها 49% منذ عام 2000. وأشار تقرير الهجرة الدولية لعام 2017 والذي يصدر كل سنتين عن إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية بالأممالمتحدة، إلى أن 3.4% من سكان العالم اليوم هم من المهاجرين الدوليين، ما يعكس زيادة متواضعة من نسبة قدرها 2.8% في عام 2000، وعلى النقيض من ذلك، ارتفع عدد المهاجرين كنسبة ضئيلة من السكان المقيمين في البلدان المرتفعة الدخل من 9.6% في عام 2000 إلى 14% في عام 2017. واستعرض التقرير الذي صدر اليوم الثلاثاء، بمناسبة في اليوم الدولي للمهاجرين، أحدث اتجاهات الهجرة وأجرى تقييمًا للمساهمة الديمغرافية للهجرة، كما استعرض تصديق الدول على الاتفاقيات ذات الصلة ولخص آخر التطورات المتعلقة بالهجرة في الأممالمتحدة. وتستند البيانات الواردة في التقرير إلى الإحصاءات الوطنية التي تم الحصول عليها من تعدادات السكان وكذلك سجلات السكان والدراسات الاستقصائية التي أجريت على المستوى الوطني. وتمثل الهجرة الدولية مصدر اهتمام أساسي بالنسبة لتنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وفي 19 سبتمبر 2016، اعتمدت الجمعية العامة إعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين الذي وافقت فيه الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على تنفيذ سياسات هجرة تتم إدارتها بشكل جيد، والتزمت هذه الدول بتقاسم العبء والمسؤولية على نحو أكثر إنصافًا في استضافة ودعم اللاجئين في العالم وحماية حقوق الإنسان لجميع المهاجرين ومكافحة إرهاب الأجانب والتعصب حيال المهاجرين، وسيعقد مؤتمر دولي بشأن الهجرة في أواخر عام 2018 بغرض اعتماد اتفاق عالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والعادية. وقال ليو زنمين، وكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأممالمتحدة: "تشكل البيانات والأدلة الموثوقة أداة حاسمة لمكافحة المفاهيم الخاطئة بشأن الهجرة ولوضع سياسات مستنيرة حول الهجرة"، "وستوفر هذه التقديرات الجديدة لأعداد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم معطيات أساسية هامة للدول الأعضاء عند بدء مفاوضاتها بشأن الاتفاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والعادية". ويبين التقرير أن الهجرة الدولية تسهم إسهامًا كبيرًا في النمو السكاني في أجزاء كثيرة من العالم، بل إنها تعكس الانحدار السكاني في بعض البلدان أو المناطق. فبين عامي 2000 و 2015، ساهمت الهجرة بنسبة 42% من النمو السكاني في أمريكا الشمالية و 31% في أوقيانوسيا. وفي أوروبا، لو لم تكن الهجرة، لكان حجم مجموع السكان خلال الفترة 2000-2015 قد انخفض. وفي عام 2017، كان حوالي ثلاثة أرباع "74%" المهاجرين الدوليين في سن العمل، أو بين 20 و 64 سنة من العمر، مقارنة مع 57% من سكان العالم. ولأن المهاجرين الدوليين يشكلون نسبة أكبر من الأشخاص في سن العمل بالمقارنة مع مجموع السكان، فإن التدفق الصافي للمهاجرين يخفض نسبة الإعالة، أي عدد الأطفال والمسنين، مقارنة بعدد الأشخاص في سن العمل. وفي أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، يكون الأثر الصافي للهجرة على النمو السكاني سلبيًا في معظم البلدان ولكنه صغير نسبيًا مقارنة بالتغيرات السكانية الأخرى. بيد أن الأثر السلبي للهجرة إلى الخارج في بعض البلدان النامية الصغيرة يمكن أن يكون كبيرًا، ولا سيما بين البالغين في سن العمل. وفي عام 2017، استضافت البلدان ذات الدخل المرتفع 64%، أي ما يقارب 165 مليون نسمة، من إجمالي عدد المهاجرين الدوليين في جميع أنحاء العالم. وعلاوة على ذلك، فإن معظم النمو في عدد سكان العالم من المهاجرين الدوليين نتج عن الانتقال نحو البلدان ذات الدخل المرتفع، التي تستضيف 64 مليون من أصل 85 مليون مهاجر أضيفوا منذ عام 2000. ويشمل عدد المهاجرين الدوليين 26 مليون لاجئ أو طالب لجوء، أو حوالي 10% من مجموع المهاجرين. وعلى الرغم من أن أغلبية المهاجرين الدوليين في العالم يعيشون في بلدان مرتفعة الدخل، تستضيف البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حوالي 22 مليونًا أو 84 % من مجموع اللاجئين وطالبي اللجوء. وحدثت زيادة عالمية في متوسط عمر المهاجرين من 38 عامًا في عام 2000 إلى 39.2 عامًا في عام 2017، غير أن متوسط عمر المهاجرين قد انخفض في بعض المناطق مثل آسيا وأوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بوجه خاص بنحو ثلاث سنوات. وفي عام 2017، كان 48.4 % من المهاجرين الدوليين من النساء. وتزيد أعداد المهاجرات عن عدد الذكور في جميع المناطق باستثناء أفريقيا وآسيا؛ وفي بعض بلدان آسيا، يفوق عدد المهاجرين الذكور عدد الإناث بنحو ثلاثة إلى واحد. وفي عام 2017، كان ثلثًا جميع المهاجرين الدوليين يعيشون في عشرين بلد فقط، وكان نصف المهاجرين الدوليين يقيمون في عشرة بلدان فقط. ويقيم أكبر عدد من المهاجرين الدوليين "49.8 مليون أو 19% من المجموع العالمي" في الولاياتالمتحدة. وتستضيف المملكة العربية السعودية وألمانيا والاتحاد الروسي العدد الثاني والثالث والرابع من أكبر نسبة مهاجرين في العالم "حوالي 12 مليونًا لكل من هذه الدول"، تليهم المملكة المتحدة "حوالي 9 ملايين مهاجر". وفيما يتعلق بوجهة ومنشأ المهاجرين الدوليين، يقيم أكثر من ستة من كل عشرة مهاجرين دوليين في آسيا أو أوروبا "80 و78 مليونًا على التوالي"، وتستضيف أمريكا الشمالية ثالث أكبر عدد للمهاجرين "58 مليونًا"، تليها أفريقيا "25 مليونا" وأمريكا اللاتينية والكاريبي"9.5 مليون" وأوقيانوسيا "8.4 مليون". وتتسق أنماط الهجرة هذه مع النمو الذي شهدته الفترة 2000 - 2017، عندما أضافت آسيا نحو 30 مليون مهاجر، تليها أوروبا، التي أضافت 22 مليونا، وأمريكا الشمالية، 17 مليونًا، وأفريقيا 10 ملايين، وفي معظم بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية وأوقيانوسيا، كان المهاجرون الدوليون يشكلون أكثر من 10 % من مجموع السكان في عام 2017. وفي عام 2017، كانت آسيا وأوروبا هي المنطقتين المصدرتين لأكبر عدد من المهاجرين الدوليين 106 ملايين و61 مليونًا على التوالي، تليها أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ب 38 مليونًا وأفريقيا ب 36 مليونًا. وفي الفترة ما بين عامي 2000 و2017، شهدت أفريقيا أكبر زيادة نسبية في عدد المهاجرين الدوليين الذين نشأوا في تلك المنطقة "68 %"، تليها آسيا "62 %"، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي "52 %" وأوقيانوسيا " 51%". والهند بها أكبر عدد من الأشخاص المولودين في البلد الذين يعيشون الآن خارج حدودها. وبلغ عدد الأشخاص المولودين في الهند المقيمين في الخارج 17 مليونًا في عام 2017، وهو عدد يتقدم عدد الأشخاص المولودين في المكسيك الذين يعيشون خارج المكسيك "13 مليون نسمة". وفي الاتحاد الروسي والصين وبنغلاديش والجمهورية العربية السورية وباكستان وأوكرانيا أيضًا أعداد كبيرة من المهاجرين المقيمين في الخارج تتراوح بين 6 و 11 مليونًا لكل منها.