كتبت- هبة مرعي: الاهتمام بالأحداث السياسية الحالية، وتوفير الاحتياجات الأولية للمتضررين من الأحداث المؤسفة التي شملت مناطق عديدة ومتفرقة من عالمنا العربي، أدت إلى تراجع الجهود لمواجهة العنف ضد المرأة، وأصبح ذكر العنف ضد المرأة يتردد على مسامعنا في الفترة الأخيرة بشكل مستمر على الرغم من كونه أحد أكثر أشكال انتهاكات حقوق الإنسان انتشارًا. وتخبرنا الدكتورة "ليلى رجب" استشاري نفسي وتربوي، عن العنف ضد المرأة فقالت: "هو سلوك يصدر من الرجل بصورة فعلية أو رمزية من خلال التهديد أو التخويف أو الاستغلال والتأثير في الإرادة، بقصد إيذائها جسديا أو جنسيا أو نفسيا أو لفظيا، أو بقصد التحقير والحط من شأنها أو الانتقاص منها، أو انتهاك حقوقها الإنسانية أو القانونية أو كليهما، بغية تحقيق غرض شخصي لدى المعنف ضد المرأة الضحية، سواء كان ذلك الرجل قريب من داخل نطاق الأسرة كالأب والزوج والأخ وغيره، أو غريب عنها". وأضافت "الاستشارية النفسية، أن التقديرات العالمية التي نشرت من قبل منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن واحدة من كل 3 نساء ، أي 35% من النساء في أنحاء العالم كافة، يتعرضن للعنف على يد شركائهن الحميمين أو للعنف الجنسي على يد غير الشركاء، ولكي نتمكن من القضاء على تلك المشكلة لابد من معرفة الأسباب التي تدفع الرجل إلى تعنيف المرأة، والإساءة إليها عن عمد. فإذا نظرنا إلى أسباب إساءة معاملة المرأة من منظور نفسي اجتماعي سنجد أن العنف ظاهرة عالمية لا يوجد لها سبب مباشر واحد، ولا تقتصر على مستوى اجتماعي أو اقتصادي أو عرقي، وأن هذه الأسباب تنقسم إلى أسباب مباشرة وغير مباشرة. وتتمثل الأسباب المباشرة لإساءة معاملة المرأة والعنف ضدها في النقاط الآتية: - أسباب تتعلق بالشخص المسيء: * تعرضه لسلوك عنف سابق في عائلته، ومحاكاته لهذا السلوك. * معاناته من مرض نفسي أو سمات شخصية مضطربة. * تدني المستوى الثقافي والعقلي للشخص المسيء مقارنة بمن يسيء إليها. * أن يكون الشخص المسيء عاطل عن العمل وذو مستوى اقتصادي متدن. - أسباب تتعلق بشخصية المساء إليها: * كونها تتمتع بشخصية سلبية أو شخصية قلقة ومتوترة. * معاناتها من اضطرابات نفسية. * المعاناة من العجز الجسدي والعقلي حيث تتعرض 80 % منهن للإساءة. بينما تتمثل الأسباب غير المباشرة في: - المفاهيم الخاطئة في المجتمع نحو المرأة، حيث ينظرالمجتمع إلى المرأة على أنها ملكية خاصة بالرجل وأنها بحاجة إلى التوجيه والإرشاد. - النظر للرجل على أنه مصدر قوة وسلطة وتحكم في المرأة. - النظر إلى العنف على أنه نمط شرعي مقبول وعلى المرأة الرضوخ والتحمل. - التدخل والتحريض من قبل أهل الزوج ضد الزوجة. - عدم الانسجام العاطفي والعقلي بين الزوجين.