رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن المخاوف في إسرائيل آخذة في الزيادة من التعرض لهجمات انتقامية إيرانية تستهدف مواقع مدنية في إسرائيل والتي تأتي كرد على أي عمل عسكري يستهدف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في ظل ما تحمله التصريحات الأخيرة للقادة الإيرانيين من تأكيد انتقامها. وأكدت الصحيفة أنه في الوقت الذي يدرس فيه المسئولون الإسرائيليون توجيه ضربة عسكرية لإيران، بدأت المحاثات تأخذ مسارا آخر يتجه نحو مدى استعداد إسرائيل للحرب وذلك نتيجة للقلق من الهجمات الإيرانية المضادة. ودللت الصحيفة على تلك المخاوف المتصاعدة من خلال تصريحات القادة الإيرانيين التي لم تترك مجالاً للشك عند إسرائيل في أن العمل العسكري سيؤدي إلى انتقام إيراني، حيث أشار "أحمد وحيدي"، وزير الدفاع الإيراني، قائلا: "أن أي هجوم من الجانب الإسرائيلي على إيران سيؤدي بلا شك إلى انهيار هذا النظام الصهيوني بأكمله". وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن البعض يستبعد تنفيذ إيران لمثل هذه التهديدات إلا أن الكثير من كبار المسئولين في إسرائيل يرون أن الجبهة الرئيسية للبلاد ستتعرض لاختبار قاسٍ في حالة نشوب نزاع مع إيران. وأكد "دان ميريدور"، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الاستخبارات والطاقة النووية، في مؤتمر صحفي، أن نموذج الحرب في الوقت الحالي أخذ شكلاً مختلفًا، حيث أنه في الماضي كانت معارك الدبابات تواجه مثيلاتها والطائرات تواجه المقاتلات ولكن الآن الجبهة الرئيسية للحرب هي الجبهة الداخلية. وأضاف "ميريدور" أنه إذا كان هناك حرب، آملاً ألا يكون هناك حرب، فإن الإيرانيون لن يستكفون بضرب الجنود الإسرائيليين والمواقع العسكرية فقط، بل أنهم سيستهدفون السكان المدنيين أيضاً". وعلى الجانب الآخر، أكدت الصحيفة أن بعض القادة الإسرائيليين وبالأخص "إيهود باراك"، وزير الدفاع الإسرائيلي، ينفون مراراً وتكراراً خطورة الرد الانتقامي الإيراني، مستبعدا تكبد اسرائيل خسائر كبيرة وفقدانها أكثر من 5000 قتيل اسرائيلي نتيجة الانتقام الإيراني.