شهدت الجلسة الختامية لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وستة من كبار معاوني الوزير حضوراً مكثفاً من أسر الشهداء، ومن أنصار المخلوع كما كان التواجد الأمنى كثيفاً أكثر من أى يوم مضى كما تواجدت «7» سيارات إسعاف أمام باب «8» بالأكاديمية. وصل المتهمون في الثامنة والنصف صباحاً ووصل المخلوع في التاسعة والنصف ولأول مرة تظهر طائرة حربية لتأمين طائرة نقل مبارك. تجمع العشرات من أسر الشهداء في المكان المخصص لهم امام الأكاديمية حاملين لافتات مناهضة للمخلوع اخذوا يهتفون بحدة: آخر يوم في القضية «اعدم مبارك والحرامية».. «سنة كاملة في التأجيل اعدموا مبارك العميل». ورفع المتواجدين العديد من المشانق المخلوع مدون عليها «نهاية الفرعون»، و«المشنقة في انتظارك يا مبارك»، و«هذه نهاية كل ظالم». كما أحضر أحد أهالي الشهداء سريراً كتب عليه «طرة من أجلك أنت»، في إشارة لرغبته في وضع مبارك بمستشفى السجن بديلاً عن المركز الطبي العالمي الذي يجمع الحاضرون على أنه فسحة وجناح خاص لإقامة المخلوع. كما حضرت الناشطة السياسية شادية صابر الشهيرة ببنت النيل تحمل لافتة مدوناً عليها لافتة: «الحل للرئيس التوافقى ان يتولى عمرو موسى الرئاسة يومى السبت والاحد»، ثم يتولى احمد شفيق يومى الاثنين والثلاثاء، على ان يتولى حمدين صباحى يومى الاربعاء والخميس، ثم يقوم الشعب بالنزول للشارع وخلعهم يوم الجمعة. شارك الطفلان عمر وعمار بصحبة والدهما خالد صابر حاملين دوميات مبارك واسرته وهم فى المشنقة، وأكد الأب ان ابنيه اصرا على تواجدهما للمشاركة وروى لنا قصيدة اعدها خصيصا للقاضى قائلا»كفى يا قاضى ما كان من ظلم وهوان .. كفى فشعب امتنا ذاق المرار اعواماً .. أما ان حكمكموا يا قاضى قد آن .. اعيدوا الشعب حقه أعيدوا عيدوا الآن.. كأنى عبداً فمتى اتحرر كانسان فمتى يكون حكمكموا على الشيطان والجان ..احكم احكم بالقصاص حكم يريح كل الناس .. احكم يا قاضى ريحنا احكم عليهم فرحنا». وأكدت والدة الشهيد كمال السيد بركات، انها لم تحضر أكثر من جلسة للمحاكمة وقالت من يوم ابنى كمال ما مات وانا عندى السكر وما بقدرش امشى كتير خصوصا اننا ساكنيين فى حدائق القبة، والنهاردة انا جاية علشان أسمع كلمه واحده بس «حكمت المحكمة بإعدام السفاح»، علشان دم ابنى يبرد فى تربته، واقدر آخد العزاء فيه، واشتكت والدة الشهيد من وصف محامى المخلوع للشهداء بأنهم بلطجية، وأضافت أنها قامت بعمل فيش وتشبيه لكى تثبت لهم أن ابنها ليس بلطجى. وأكدت « سناء سعيد» والدة الشهيد معاذ السيد «شهيد جمعة الغضب»، انها خائفة وليست مطمئنة ولا تتوقع أن المستشار أحمد رفعت رئيس المحكمة سوف يصدر حكم بالاعدام على الرئيس المخلوع وقالت «المستشار رفعت لم يعطينا بارقة أمل حتى الآن رغم الأدلة التى قدمتها النيابة والمحامون المدعون بالحق المدنى والتى أدانوا فيها المتهمين. واتهمت والدة الشهيد الداخلية بمحاربة أسر الشهداء، حيث تم القبض على والد الشهيد مصطفى شاكر فى قسم روض الفرج وتلفيق قضية له حيث اتهموه بالاعتداء على موظف حكومى وذلك لمنعه من حضور جلسات المحاكمة، واحالوه على الفور للنيابة وتم حبسه 4 أيام مع التجديد ولم يخرج إلى الآن، لذلك احنا بنطالب بتطهير الداخلية أولاً حتى ينصلح حال البلد، ولابد للداخلية أن تغير من سياستها وتترك الاستبداد والظلم وسجن الأبرياء بدون وجه حق. وكادت صورة الشيخ حازم صلاح أبواسماعيل المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أن تحدث فتنه بين أسر الشهداء حيث قام شيخ سلفى برفع الصورة والهتاف للشيخ حازم، مما أثار حفيظة أحد أسر الشهداء الرافضين لترشيح الشيخ وقام بأخذ الصورة والقائها على الأرض فاشتبك الطرفان ونشبت مشادة كلامية بينهم فتدخلت أسر الشهداء وقاموا باحتواء الموقف. وعلى الجانب الآخر تجمع العشرات من مؤيدى الرئيس المخلوع على يسار البوابة رقم 8 رافعين صور الرئيس السابق، ومرددين هتافات تطالب بالبراءة، كما قاموا بمهاجمة بعض القنوات الفضائية واعتدوا على الاعلاميين، واستثنوا بعض القنوات المؤيدة للمخلوع وبعض الصحفيين الموالين لهم، ورداً على رفع أسر الشهداء الحذاء فى وجه مؤيدى مبارك، بقيامهم برفع صورة مبارك والتلويح بعلامة النصر والهتاف «براءة يا حسنى». ووقعت مشادة بين أنصار المخلوع وإحدى المواطنات بعد أن دخلت عليهم تحمل مصحفاً في يدها وهو ما دفعهم إلى الظن بأنها تنتمي إلى أسر الشهداء ما أدى إلى تعرضها للضرب على يد أنصار المخلوع حتى تمكنت من الإفلات من بين أيديهم وراحت تؤكد لهم أنها حضرت لتأييد مبارك وهو ما استوجب اعتذارهم لها على سوء معاملتهم. وأنصار مبارك على أنهم يتمنون براءة مبارك رغم تأكدهم من أن براءته سيكون مقابلها اشتعال البلاد ناراً.