«ليس من عصفور يحلق عاليًا إلا بجناحيه» هكذا تقول الحكمة الإنجليزية..وكذلك تقول فلسفته لا تلقى اللوم على الظروف، والهزيمة أمام الصعاب، عليك بالاعتماد على النفس إذ ما أردت الوصول إلى القمة، المعتمد على نفسه مثل النخلة باستقامتها على جذوعها تعيش فى مأمن من دوس الأقدام. لكل باحث عن النجاح سمات، وللرجل محاور فى حياته تبنى على النظام والترتيب، فالموضوعية والتخطيط الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأهداف، سر قوته إيمانه بالعمل بما هو متاح. فايز طهيو رئيس مجلس إدارة شركة تيم لتداول الأوراق المالية.. منهجه يقوم على الدقة والنظام اللذين هما دعائم التوفق، رأس المال الحقيقى لديه هو التعلم الكامل، لايزال يلوم الذات لعدم الاستفادة من قدرات والده العلمية. «صراع فى حلبة التفاؤل والتشاؤم ولكل مبرراته، عندما تحلل تتكشف أن للتفاؤل ما يقويه، حيث المؤشرات تشير إلى انفراجة الأزمة والخروج من عنق الزجاجة التى استمرت لسنوات» هكذا كانت البداية للرجل. يقول: «نعم المؤشرات كلها تصب فى مصلحة الاقتصاد، سواء نتيجة تراجع الواردات، وتعافى الصادرات، حيث انخفضت قيمة الواردات بنسبة 26.1٪ وبلغت 4.60 مليار دولار خلال شهر مايو 2017 مقابل 6.23 مليار دولار لنفس الشهر من العام السابق، وخلال نفس الفترة ارتفعت الصادرات بنسبة 8.8 ٪ مسجلة 2.28 مليار دولار مايو 2017 مقابل 2.09 مليار دولار فى نفس الفترة، وكذلك انطلاقة البدء فى انتاج حقل ظهر، والعديد من الاكتشافات البترولية التى سوف تساهم فى دعم الاحتياطات النقدية من العملات الصعبة». أقاطعه إذا كان المشهد إيجابيًا، فلماذا المخاوف من نظرة التشاؤم؟ يجيبنى قائلًا إن «رجل الشارع يسدد فاتورة باهظة تفوق إمكانياته ليس فى الحاضر، بل منذ سنوات طويلة بسبب أخطاء سياسات اقتصادية للأنظمة السابقة من وقت التأميم، وزادت الفاتورة مع تعويم الجنيه». «ليس ثمة صديق أو نسيب أفضل للمرء من ذاته» هكذا منهجه، ومن خلاله يسعى دائمًا إلى بذل الجهد لتحقيق هدفه، حينما يتحدث عن الانقلاب الذى حدث نتيجة عملية التعويم، يتكشف أنه من أنصار مدرسة التصحيح فى السياسة النقدية، لكن لا ينسى الحماية الاجتماعية لمحاولة تخفيف تداعيات تخفيض قيمة العملة المحلية، على الطبقات الفقيرة». الرجل من مؤيدى سياسة الصدمة التى انتهجها طارق عامر محافظ البنك المركزى، حيث نجحت فى تحقيق مردود إيجابى فى الحد من الصادرات الاستفزازية، التى تمثل عبئًا على خزانة الدولة، وهو ما كان سوف يفشل فيه نظام هشام رامز محافظ البنك المركزى السابق، لاعتماده على تخفيض العملة المحلية بصورة تدريجية، والتى لو كان هذا الإجراء اتخذ قبل الثورة لاختلف الأمر كثيرًا». للصدفة دور كبير فى تحديد مسار «طهيو» منذ حددت له الأقدار طريقه نحو دراسة التجارة، بعدما تأثر بوالده الذى لعب دورًا فى تشكيل شخصيته العملية، سواء فى الدقة، أو النظام، لذا له وجهة نظر خاصة فى مسار السياسة المالية، من منطلق الحرص على الشرائح محدودة الدخل، حيث يصر على رفع شريحة الإعفاء، بما يحقق مصلحة البسطاء، وكذلك العمل على تطبيق ضريبة على الثروة لتحقيق العدالة الضريبية. اسأله قائلًا: إذن كيف تتحقق العدالة الضريبية؟ يرد قائلًا إن «استهداف شرائح جديدة يفض الاشتباك ويعمل على توسيع قاعدة الممولين، والإيرادات من خلال القطاع غير الرسمى، بإجراء عمليات حصر شاملة، وتقديم محفزات تشجع أصحاب الأعمال على سداد التزاماتهم نحو الدولة، وكذلك التحصيل من أصحاب المهن». يحدد «طهيو» مقترحات قادرة على تعزيز دور الاقتصاد بالعمل على زيادة الإيرادات، بتسوية النزاعات للمخالفين سواء فى البناء، والتعدى على الأراضى». تحول الجدل بشأن الاستثمار فى السوق المحلى بين المراقبين إلى ظاهرة تحمل الاختلاف، إلا أن الرجل يحمل رؤية خاصة ودقيقة، بأن الحكومة قطعت مؤخرًا دورًا هامًا وبارزًا، فى قانون الاستثمار القاعدة الأساسية فى استقطاب الاستثمارات الأجنبية، فى ظل العدالة والمساواة بين المستثمر المحلى والأجنبى، التى سوف تعمل على تشجيع المستثمرين للعمل، وسوف تعزز القانون اللائحة التنفيذية. الرجل غامر بوظيفته الميرى بحثًا عن الحرية فى الأداء والابتكار، وكانت محطاته فى القطاع الخاص، يحاول التفكير خارج الصندوق بمقترحات تدعم الاقتصاد، من خلال المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى كافة المجالات الصناعية والتجارية الكنز المدفون والتى يعتمد عليها الاقتصاد فى العديد من اقتصاديات الدول الكبرى. فى جعبة الرجل العديد من القطاعات القادرة على تحقيق الفارق فى الاقتصاد، خاصة قطاع الطاقة التى قطعت الحكومة شوطًا كبيرًا، بتنويع مصادره، بالاضافة إلى السياحة التى لاتزال تلعب دورا هاما وتتطلب تنويع مصادرها، والقطاع الخدمى سواء التعليمى او الصحى، القادر أيضا على استقطاب دول عديدة للعلاج. تبدت فى نبرة صوت الرجل حالة غضب عندما تحدث عن الطروحات الحكومية لحصص من شركات الأعمال، واعتبر أن المشروعات القومية وطرحها للاكتتاب الافضل، كبديل من خصخصة شركات قائمة، خاصة أن الحكومة هدفها من عملية الطرح تمويل عجز الموازنة، وليس بهدف توسيع قاعدة الملكية واستقطاب القطاع الخاص .. خبرة الرجل الطويلة جعلته يفكر فى البيزنس بصورة مختلفة، خارج الصندوق ليؤسس بذلك شركته، والتى يبلغ رأس مالها 10 ملايين جنيه، ويبدأ معها الانطلاق والتوسع جغرافيا، وعلى مستوى الأنشطة، وبطبيعة الرجل المتحفظة، نجح فى الحفاظ على استمرار نشاط الشركة، وهو الذى دفعه إلى فتح فروع بعد ذلك، فى الوقت الذى كان يغلق البعض نشاطه. رضاه عن نفسه وإيمانه بالحركة فى حدود إمكانياته حققت له النجاح فى الشركة، فى ظل استراتيجية تقوم على 3 محاور، تتصدرها الرغبة الدائمة بالنهوض بالشركة على كافة المستويات البشرية والادارية، والوصول إلى اعلى مستوى، ومراكز متقدمة بالسوق المحلى، وفى صناعة سوق المال نفسها، بحيث تسعى الشركة إلى تحقيق أحلامها باستراتيجية متكاملة عام 2018. الرجل مر بمحطات متقلبة فى حياته، زادته صلابة وقدرة على مواجهة الصعاب، حتى تجربته فى الالتحاق بالكلية الجوية التى لم تكتمل اكتسب منها دورسًا عديدة، وصلابة جعلته قادرة على تحقيق النجاح، والاعتماد على قدراته الذاتية بعيدًا عن الدخول فى تحميل الشركة بأعباء الديون. الرجل يسعى دائمًا فى تطوير استراتيجية شركة والعمل على التوسع فى قاعدة العملاء سواء مؤسسات أو أفرادًا.. للتاريخ مكانة فى القلب والاهتمامات، هو حريص دائمًا على القراءة بصورة دقيقة، للتعلم من تجاربه.. الرجل عاشق للرياضة بكل أنواعها لما تمنحه من سعادة، روحية وعقلية، شغوف ومحب للألوان التى ترتبط بالصفاء والنقاء، ومنها الأزرق المرتبط بلون البحر. كل هذا لا يشغل الرجل عن الوصول بشركته إلى الريادة خلال الفترة القادمة مع تحسن أحوال السوق.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟