«لا تضع قدمك فى منطقة إلا وأنت تعلم قدرتك على تحقيق الهدف، وبدون التقدم بثبات لن تجنى الثمار» هكذا استراتيجيته فى الحياة.. السعى دائما إلى الابتكار والتفرد سمات تدفعه للإصرار والتحدى والوصول إلى مرحلة المسئولية وقمة هرم النجاح. تمنى والده أن يدرس علوم الهندسة، ولكنه قرر دراسة الاقتصاد، ليجمع بين العلوم الرياضية والإنسانية، نشأته فى أسرة ثقافية منحته أفضلية بين أبناء جيله.. حسين الصوالحى العضو المنتدب لشركة «الجزيرة كابيتال» الواقعية والطموح سلاح يواجه به التحديات حينما تشتد من حوله، حتى تتكشف ما يدور بداخله عليك بالصمت. فى مكتبه البسيط الهادى، وعلى مسافة قريبة من نادى الصيد يراقب الرجل المشهد ويحلل، فى ملامحه يبدو حماسيا، متشبثا بالامل فى نجاح سياسة «النفس الطويل» فى تنفيذ الإجراءات الإصلاحية والتى تهدف إلى دفع عجلة الاقتصاد والتنمية، ومن هنا يتكشف التفاؤل الحذر بالمستقبل فى السياسة المالية والنقدية، والمشروطة لديه بالاستمرارية والتنفيذ الجيد، وبذلك تتحقق النهضة خلال عامين فهل تحقق الحكومة حلم الرجل؟ من هنا بدأ الحوار. «الصوالحى» ليس من هواة البكاء على اللبن المسكوب ولكن التشاؤم وصل مداه قبل عملية تعويم الجنيه، والاتجاه إلى النفق المظلم للاقتصاد، إلا أن المشهد بدأ يتجه للأفضل مع أول طريق للإصلاح بالقرارات الاقتصادية، صحيح تم التأخر فى التعويم وكان الثمن غاليًا جدا، إذ كان مفترضًا أن يكون منذ مؤتمر مارس 2015، ولكن ما باليد حيلة بحسب قوله. أساله قائلا «لماذا حددت مؤتمر مارس 2015 لتعويم الجنيه»؟ - رد على «عقب المؤتمر توالت الرغبة فى الاستثمارات وعمليات الدعم التى وصلت إلى 6 مليارات دولار من دول الخليج، وتم إيداعهم ضمن الاحتياطى، وبالتالى كانت القدرة على التحكم فيها فى السوق و فرصة أيضا لاستقطاب استثمارات متنوعة. «الصوالحى» تتسم شخصيته بالديمقراطية والمشورة فى اتخاذ القرار والديكتاتورية فى التنفيذ، لذا يحدد 3 محاور حتى تتمكن الحكومة من تنفيذ قراراتها الإصلاحية من خلال طريقة التنفيذ والاستمرارية والوضوح، وبدون هذه المحاور سيظل الحال محلك. الخبراء يختلفون فى تنفيذ الإجراءات الاصلاحية، لكن «الصوالحى» له رؤية خاصة فى هذا الصدد يقول: «لا توجد سياسة ناجحة وأخرى فاشلة، ولكن وضوح السياسية للسواد الأعظم من المواطنين، تخلق وتدعم الثقة، فى الإدارة، حتى تستطيع تحقيق الهدف، لو هناك ثقة فى الحكومة فيما يتعلق بالتعويم لتبدل المشهد». «الصوالحى» لديه إيمان عميق بالتوازن فى كل اتجاهات حياته، مثلما يرى أن للقرارات الإصلاحية سلبيات، إلا أن له إيجابيات على المدى المتوسط والطويل، لكن يتطلب استثمارات فى القطاعات المختلفة مع عودة السياحة، وبدء إنتاج الغاز، وتدفق الاستثمارات المباشرة سوف يتغير الأمر تماما إلى الأفضل. الاجتهاد لدى «الصوالحى» أسلوب حياة هو لا يتعجل النجاح ولكن تشغله الدقة فى إنهاء الأمور حتى فى الآراء يتسم بالدقة، فتدخل البنك المركزى فى الوقت الحالى فى السوق المصرفى صانع للسوق، ويقوم بضبط السوق من خلال الانتر بنك. «نعم أخدنا الجانب السلبى من القرارات الإصلاحية، لكن هناك الجانب الإيجابى وهو سوف يتحقق لما يمتلكه الاقتصاد من قوة تنافسية، وكل ما نحتاجه تحديد فترة زمنية محددة وواضحة للسياسات الضريبية والعمل على توسيع الشرائح بدلا من التركيز على شريحة واحدة فقط هكذا رد «الصوالحى» حينما سألته عن تقييمه للسياسة الضريبية. الجميع اختلف على الملف الاستثمارى بأن إدارته متخبطة، وفى جعبة «الصوالحى» العديد من الحكايات، فهو يرى أن الحكم عليه قبل التعويم صعب، لكن بعده لا تزال وزارة الاستثمار غير قادرة على تحديد خريطة استثمارية توضح الموارد والأماكن والصناعات المطلوبة، والقدرة التسويقية الفائقة لذلك بما يساهم فى تقديم تيسيرات للمستثمرين، وهو ما فشلت فيه الوزارة على مدار السنوات الماضية . أقاطعه متسائلا: ما القطاعات القادرة على قيادة الاقتصاد؟ يرد «البنية التحتية بمفهومها الشامل والصحة والتعليم وهى ملفات قادرة على تحقيق المعادلة،وكذلك مثل هذه القطاعات تتطلب وجودها فى البورصة، خاصة الصحة والتعليم والبترول والكهرباء، باعتبارها قطاعات غير متوافرة بالسوق وتحتاجها المؤسسات الأجنبية» لا يزال لديه قناعة بأن الرقابة المالية تعمل على تطوير السوق من خلال التشريعات،والادوات الجديدة التى تتطلب ترويجا وتسويقا كبيرا. يسعى دائما الى التميز والتفرد لذلك كان اختيارات«الصوالحى» عكس الاتجاه والجميع رغم التحديات الصعبة، الكفيلة بالتوقف عن الاستمرار، نجح فى تجاوز الأزمات مع توليه مسئولية الشركة 2006 ليصطدم بالازمة المالية العالمية، ومن هنا كانت استراتيجيته المحافظة على الاستمرار، ثم الانطلاق مع فريق شركته وفقا للمشهد فى السوق. ربما التنافسية تشغل حيزا كبيرا من اهتمام «الصوالحى» فكان شديد التأثر بكتاب العالم المسطح وكيفية تحول التنافسية من دول الى أفراد، فحرص أن تقوم خطط شركته برأسمال 18 مليون على استراتيجية منذ 2013 حتى منتصف 2017، تتمثل فى المحافظة على استراتيجية النشاط، والعملاء، وتحسين بل التوسع فى التداول الالكترونى وتحقيق قفزات تصل الى 50% من أحجام التداولات بطريقة لا تؤثر على الخدمات المقدمة للعملاء، خاصة أن الشركة سجلت 80% من الاستراتيجية. 4 محطات فى مشوار «الصوالحى» لكل منها علامة فى حياته، ربما المرحلة التى يمر بها منذ توليه مسئولية «الجزيرة» الأصعب، لكن لديه أحلام أن يتحول فى المستقبل إلى بنك استثمارى وأن يضاعف الأصول التى يديرها والتى تصل حاليا إلى 50 مليون جنيه إلى أضعاف، «الصوالحى» الشاب الأربعينى عاشق للرياضة لما تمنحه من دقة وتميز، ومحب للألوان التى تضفى على شخصيته نقاء وصفاء وحافزا يسعى إلى الجديد بأن يتحول الى بنك استثمارى يحظى بالتنافسية فهل يحقق ذلك؟